الوايل: الشخصية السعودية تحمل رهبة وازدواجية.. والأحداث السياسية تُهدِّد النسيج الاجتماعي

3٬056

القطيف – محمد المرزوق
رأى الأستاذ المساعد في قسم الدراسات الاجتماعية بكلية الآداب في جامعة الملك سعود بالرياض الدكتور عبدالسلام الوايل، في الأحداث السياسية التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط تهديداً للنسيج الاجتماعي في المملكة، وأن السعوديين لا يمثلون شخصية واحدة متكاملة، ما يجعل الأحداث الأخيرة تهدِّد هذا النسيج بالانقسام، مبيناً أنه حتى يصبح المجتمع غير انقسامي يحتاج إلى مسيرة طويلة في قطع الروابط التقسيمية. واعتبر أن «الشخصية السعودية تظهر فيها الرهبة والازدواجية كثيراً، على الرغم من أنهما طبيعة بشرية إلا أنهما في السعودي في زيادة بشكل كبير».
واستضاف منتدى الثلاثاء الثقافي في موسمه الرابع عشر، تحت عنوان «الأطر التقليدية وتحديات الانفتاح»، أمس الأول، وقدمها الكاتب حسن آل حمادة، الدكتور عبدالسلام الوايل والباحث محمد الحمزة الذي قدم نبذة عن رسالته في الماجستير حول «الأسرة في مجتمع القطيف». وحاول الوايل الاقتراب من وصف المجتمع السعودي من خلال مقاربة تصنيف عالم الاجتماع دور كايم، الذي صنَّف المجتمعات إلى «بسيطة، ومعقدة»، وذكر أن مواصفات المجتمع البسيط التماثل وعدم احتمال الاختلاف في التنظيم أو الآراء والفكر، ويستعدي وينبذ كل من يختلف معه، فيما المجتمع المعقد غير متجانس ومنتج وقادر على هضم الاختلافات، والتضامن فيه يكون عضوياً، ولا يشعر أفراده بأي عداء في حال اختلفوا عن السائد.
وأوضح أن المجتمع السعودي لا يمكن تصنيفه بـ»البسيط»، كما أنه ليس «معقداً»، ورأى أنه يجمع بين التصنيفين، مضيفاً أن الشخصية المحلية تحاول التماهي مع الأطر التي يصنعها المجتمع، وضرب مثلاً على ذلك: قبول الفرد السعودي مشاهدة السينما خارج البلاد بينما يرفضها في مجتمعه، وأرجع السبب في ذلك إلى أن الفرد يريد التماهي مع جماعة وعدم خسارتها.
وقال إن المجتمع السعودي على مستوى التشكيلات الاجتماعية الصغيرة لاتزال عوامل الضبط فيه قوية جداً، وتُلقي بظلالها على طريقة تفكيره، مشيراً إلى أن دراسة جامعية حول محددات الشخصية السعودية أوضحت أن من العناصر البيئية في الشخصية السعودية العصبية القبلية والتقليد والمحاكاة.
وبيَّن أنه يصعب على الفرد المغامرة بفقدان عضويته في المجتمع، خوفاً من الإقصاء والتصنيف، موضحاً أن هذا واقع ألقى بظلاله على النفسيات خلال العقود الأربعة الماضية.
نشرت هذه المادة في صحيفة الشرق المطبوعة العدد رقم (٧٨٨) صفحة (٢١) بتاريخ (٣٠-٠١-٢٠١٤)

قد يعجبك أيضاً

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافق أقرأ المزيد