منتدى الثلاثاء يحتفل باليوم العالمي للمسرح

4٬036

في جو فني شارك فيه فنانون مسرحيون وبمناسبة اليوم العالمي للمسرح، أقام منتدى الثلاثاء الثقافي بالقطيف مساء الثلاثاء 24 جمادى الأول 1435هـ الموافق 25 مارس 2014م إحتفالية بهذه المناسبة العالمية حيث تعددت فقرات برنامج الحفل من قبل مختلف المشاركين.

وأدار الندوة الشاعر فريد النمر الذي عبر في كلمته الإفتتاحية عن أهمية المسرح في حياة المجتمعات الإنسانية ودوره التنويري الذي يلعبه في تطور هذه المجتمعات وإبراز أوجه الخلل فيها ، مشيرا إلى تجارب عديدة لعب فيها المسرح دوار فاعلا في توجيه حركة المجتمع ونشر الوعي لديه.

بداية الفقرات كانت عرضا مرئيا للأستاذة صفاء الزوري عن بحثها حول المسرح قدمته لنيل درجة الماجستير من جامعة الملك سعود بالرياض والذي كان تحت عنوان “العوامل المؤثرة على أداء القائمين بالإتصال في المسرح السعودي : دراسة ميدانية” . والزوري قاصة وكاتبة مسرحية ومخرجة ، أخرجت عدد من المسرحيات التي قدمت في مهرجانات محلية مثل “صيام صيام”، “سندريلا والساحرة”، وغيرها . عرفت الزوري مجال الدراسة وهو رصد وتحليل وتفسير العوامل الذاتية والموضوعية المؤثرة سلباً وإيجاباً على القائم بالإتصال في الدراما المسرحية السعودية من خلال دراسة ميدانية . وعرفت القائمين بالإتصال أنهم المؤلف المسرحي ، والممثل المسرحي والمخرج المسرحي ، موضحة أن من بين أهدافها التعرف على خصائص القائمين بالاتصال في المسرح السعودي ، ورصد وتحليل وتفسير تأثير معايير المجتمع السعودي وقيمه وتقاليده على القائمين بالاتصال.

وأوضحت أن الدراسة كشفت عن وجود 895 فنان مسرحي في مختلف مناطق المملكة ، وأن المنطقة الشرقية تتقدم على بقية المناطق في عدد المسرحيين حيث تمثل الثلث تقريبا . وبينت أن من نتائج الدراسة أن هناك ثلاثة أنواع من الأعمال المسرحية في المملكة منها التجريبي والإجتماعي الكوميدي موضحة أن التلقائية والموهبة من سمات المسرحيين في السعودية . وبينت الدراسة أن العمل المسرحي مفرغ من مضمونه في حالات كثيرة ، وأن هناك عوامل إجتماعية تؤثر على المسرح منها ثقافة المجتمع والعادات والتقاليد وإنعكاساتها على المسرح السعودي سواء أكان ذلك سلباً أم إيجاباً، ومن ضمن القضايا المثيرة للجدل في هذا المقام أثر غياب العنصر النسائي من المسرح السعودي .

تناول بعد ذلك المخرج المسرحي ياسر الحسن تجربة “فرقة نورس المسرحية” التي تأسست في عام ٢٠٠١م بهدف إبراز تراث المنطقة ومكانة المسرح فيها ، وشاركت الفرقة في مسابقة الدمام للعروض القصيرة في بداية تأسيسها . ثم انطلقت في مشاركات في مهرجانات خليجية وعربية متنوعة كمهرجان أوال ، ومهرجان القاهرة ، ومهرجان الهيئة الأهلية للمسرح العربي . وحققت الفرقة نجاحات عديدة في هذه المهرجانات المسرحية بفضل دعم متواصل من جمعية الثقافة والفنون وبسبب التعاون المستمر مع بفية الفرق المسرحية في المنطقة .

وأعطى الكاتب المسرحي عباس الحايك لمحة عن اليوم العالمي للمسرح ، حيث أوضح أنها مناسبة حددها المعهد العالمي للمسرح والتابع لليونسكو لتكون في 27 مارس من كل عام ، ومن أبرز فعالياته إعداد رسالة يوم المسرح العالمي حيث تكلف شخصية عالمية بارزة على ضوء مستجدات المسرح وتترجم لعشرين لغة وتنشر وتوزع في مختلف انحاء العالم . ومن المسرحيين العرب الذين شاركوا في إعداد رسائل سابقة سعد الله ونوس ، فتحية العسال ، د. سلطان بن محمد القاسمي ، أما رسالة هذا العام فقد كتبها المسرحي برت بيلي من جنوب أفريقيا . وتلت المخرجة روضة العبد النبي رسالة اليوم العالمي للمسرح لهذا العام حيث وردت فيها العديد من الأفكار الملهمة وجاء فيها “في هذا العالم المبني على قوى غير متعادلة ، والذي تحاول فيه أنظمة مهيمنة عديدة أن تقنعنا أن أمة واحدة ، عرفا واحدا ، جنسا واحدا ، أو ميلا جنسيا معينا ، أو أن دينا واحدا ، أو أيدلوجية واحدة ، أو أن إطارا ثقافيا واحدا فقط ينصب نفسه أفضل من الآخرين . فهل هو مبرر أن نصر على عدم فصل الفن عن الأجندة الإجتماعية ؟”

ومن التجارب المسرحية المبدعة تحدث الممثل المسرحي ناصرالعبد الواحد ممثل مسرحي، عرف بتجسيده للأدوار الكوميدية وهو عضو فرقة آفان المسرحية بسيهات ، وله العديد من التجارب المسرحية النوعية والاجتماعية على المستوى المحلي والخليجي ، فمن المسرحيات التي شارك بها كممثل: “المشكلجي” ، “من؟” ، “واحد من الناس” ، “أبو القواطي” وغيرها ، كما أن له عدد من التجارب في الأفلام والفلاشات . وتحدث العبد الواحد عن أن هناك طاقات مسرحية محلية تستحق الإشادة والتقدير لكن تنقصنا المؤسسات الحاضنة للمسرح حيث لا يوجد معهد للفنون المسرحية ، مشيرا إلى أن الفرق المحلية تجتهد وتنافس على المستوى الخليجي والعربي على الرغم من محدودية إمكاناتها . بعد ذلك تحدث الكاتب المسرحي عباس الحايك حول تجربته في كتابة النصوص المسرحية مشيرا إلى أن النص المسرحي السعودي متميز على مستوى الخليج وهذا مايراه العديد من نقاد المسرح حيث يعتبرون أن المسرح السعودي تجاوز المحلية .

وعن تجربته الذاتية أوضح أنه بدأ فنانا تشكيليا وشاعرا ، وإكتشف أن المسرح يلم بكل شيئ ، وشعر بأن هذا هو العالم الذي ينبغي أن ينتمي اليه ، من هنا إنطلقت علاقته بالمسرح . وحول كتابة النص المسرحي ، أوضح أن تجربة النص لديه بدأت مع قراءته لسعد الله ونوس ، ومن ثم بدأ الكتابة المسرحية التي كانت مثقلة بالشعر واللغة الفخمة في بداياتها ، ثم بدأ يطور كتاباته من خلال القراءة والإطلاع على تجارب الآخرين .

وقال أن الإافكار كان يستقيها من المحيط الأسري والإجتماعي ، ومن هوية المجتمع متجاوزا الإغراق في المحلية لتحويلها لنصوص إنسانية . وتحدث عن نص “زهرة الحكايا” التي قدم كعرض في البحرين وعمان ويلامس قضية المراة في العالم ، كما أشار إلى “فصول من عذابات الشيخ احمد” الذي فاز بالجائزة الأولى في مهرجان الشارقة المسرحي ويتناول موضوع الإحتلال البرتغالي لمنطقة الخليج . وقدمت له أعمال مسرحية عديدة في كردستان والمغرب وليبيا ، كما سيقدم عمله “الموقوف رقم 80” في مسرح المهرجان العربي بالقاهرة موضحا أن من نصوصه المسرحية: “المزبلة الفاضلة” ، “ولاية الأحلام” ، “هجرة النوارس البرية” ، “المعلقون” .

وعرض مدير “فرقة المخاتير المسرحية” ومدير مركز أسيتاج السعودية تعريفا بمركز أسيتاج وهو الواجهة الرسمية لمنظمة أسيتاج العالمية التي تعد أحد المشاريع الغير ربحية للنهوض بمسرح الطفل والشباب ، حيث أوضح أن المركز تم اعتماده عام 2010م ، ويقيم عدة برامج متنوعة من بينها الندوات الشهرية ، والدورات التريبية لتأهيل المخرجين الصغار ، وبرامج التبادل المعرفي الدولي ، وبرامج الرحلات الربع سنوية للمسرحيين ، ومسابقة للتأليف المسرحي سواء للأطفال أو الشباب ، ومهرجان سنوي لعرض النتاج المسرحي للعام بأكمله ، وبرنامج إحياء المناسبات العالمية وتقديم مقاطع مسرحية فيها .واستعرض الأستاذ مسبح المسبح عضو لجنة المسرح بالجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون بالمنطقة الشرقية، أعمال وأنشطة الجمعية كعقد دورات لكتابة النص المسرحي وإعداد الممثل المسرحي ، وتقديم عروض مسرحية متنوعة ، وتنظيم مهرجان الطفل والمسرح المفتوح .

بدأت المداخلات بمشاركة الناقد المسرحي أثير السادة الذي أوضح أن التدبيرالمسرحي عمل متكامل ، مشيرا إلى أبعاد ودور النقد المسرحي ، وتجارب المشاركة في المهرجانات المسرحية التي اتسعت للمسرحيين العرب بإعتبارها تجارب مهمة تزخر بالكثير من المهتمين بالجانب المسرحي وهي بحاجة لمساحة أوسع للعطاء . وتساءل الإعلامي محمد المرزوق عن سبب ضعف الأعمال والأنشطة المسرحية بحيث لا تزال محدودة ، وعن النظرة المستقبلية للمسرح في المملكة . وطرح المشاركون قضية ضعف ميزانيات جمعيات الثقافة والفنون التي لا تفي بالحاجة المطلوبة ، وكذلك صعوبة الحصول على تأشيرات لإستضافة فنانين وناقدين عرب للمشاركة في مسابقات وأعمال مسرحية متنوعة .

وعبر راعي المنتدى الأستاذ جعفر الشايب عن شعوره بالفخر والإعتزاز لما يحققه المسرحيون في المنطقة من إنجازات كبيرة على الرغم من ضعف الإمكانيات مشيرا إلى أهمية دورهم في التعبير عن واقع المجتمع وإبراز نقاط القوة والضعف فيه .
وتحدث عضو مجلس الشورى الدكتور محمد الخنيزي مثنيا على جهود وأنشطة الفنانيين المسرحيين ، وموجها لهم سبل معالجة بعض الصعوبات التي تعترضهم وبالخصوص فيما يرتبط بميزانيات جمعيات الثقافة والفنون أو بالحصول على تأشيرات زيارة لفنانين عرب للمملكة .

 

لمشاهدة الصور اضغط هنا

 

التغطية الإعلامية

 

المحاضرة الكاملة:

 

 

 

 

قد يعجبك أيضاً

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافق أقرأ المزيد