بمناسبة يوم المسرح العالمي مسرحيون يطرحون همومهم في منتدى الثلاثاء الثقافي بالقطيف

3٬261

هيثم حبيب – القطيف استعرضت الباحثة صفاء الزوري أبرز عناوين دراستها وبحثها لنيل درجة الماجستير التي حملت عنوان “العوامل المؤثرة على أداء القائمين بالاتصال في المسرح السعودي” خلال الأمسية الفنية التي شارك فيها مسرحيون بمناسبة اليوم العالمي للمسرح في منتدى الثلاثاء الثقافي بالقطيف. حيث أشارت الى أن مجال الدراسة هو رصد وتحليل وتفسير العوامل الذاتية والموضوعية المؤثرة سلباً وإيجاباً على القائم بالاتصال في الدراما المسرحية السعودية من خلال دراسة ميدانية، إضافة لرصد وتحليل وتفسير تأثير معايير المجتمع السعودي وقيمه وتقاليده على القائمين بالاتصال.
وأوضحت أن الدراسة التي شملت 895 فنانا مسرحيا من مختلف مناطق المملكة بينت وجود عوامل اجتماعية تؤثر على المسرح منها ثقافة المجتمع والعادات والتقاليد وإنعكاساتها على المسرح السعودي سواء أكان ذلك سلباً أم إيجاباً، ومن ضمن القضايا المثيرة للجدل في هذا المقام أثر غياب العنصر النسائي من المسرح السعودي.
كما شارك المخرج المسرحي ياسر الحسن بالحديث عن تجربة فرقة “النورس” المسرحية التي تأسست في عام 2001م بهدف إبراز تراث المنطقة ومكانة المسرح فيها.
رافضا ان يتحدث عن تجربته الاخراجية باعتبارها تجربة صغيرة لا تستحق الذكر رغم عمرها الذي تجاوز 13 سنة. مشيرا الى أن الفرقة عمدت الى المشاركة في الاخراج بشكل جماعي وهو ما ساهم في بروز اسمها في عدد من المشاركات المحلية والخليجية والعربية.
وأعطى الكاتب المسرحي عباس الحايك لمحة عن اليوم العالمي للمسرح، حيث أوضح أنها مناسبة حددها المعهد العالمي للمسرح والتابع لليونسكو، لتكون في 27 مارس من كل عام.
ومن أبرز فعالياته إعداد رسالة يوم المسرح العالمي، حيث تكلف شخصية عالمية بارزة على ضوء مستجدات المسرح وتترجم لعشرين لغة وتنشر وتوزع في مختلف انحاء العالم.
نفس المشاكل تطرح عاما بعد عام، ومطالبة بإيجاد خطط استراتيجية تنهض بالفن المسرحي وتحتضن طاقات الشباب لتقديم أعمال فنية راقية تثري الحراك الثقافي وذكر الحايك أن المسرحيين العرب الذين شاركوا في إعداد رسائل سابقة هم سعد الله ونوس 1996م وفتحية العسال 2004 م، والدكتور سلطان بن محمد القاسمي 2007م، فيما كتب رسالة هذا العام المسرحي برت بيلي من جنوب أفريقيا.
وعن الكتابة المسرحية أكد الحايك أن النص المسرحي السعودي متميز على المستويين الخليجي والعربي وهذا ما يراه العديد من نقاد وباحثين في مجال المسرح، حيث أكدوا ان المسرح السعودي تجاوز المحلية.
وذكر أنه تأثر في بدايته بنصوص الكاتب المسرحي سعدالله ونوس ما جعل نصوصه مثقلة بالشعر واللغة الفخمة، ليبدأ بعد ذلك بتطوير كتابته لتنساق مع المحيط الاجتماعي، متجاوزا في نفس الوقت الإغراق في المحلية لتحويلها لنصوص إنسانية، مستشهدا بنص “زهرة الحكايا” التي عرضت في البحرين وعمان ويلامس قضية المراة في العالم.
فيما تناولت مسرحية “فصول من عذابات الشيخ أحمد” التي فازت بالجائزة الأولى في مهرجان الشارقة المسرحي موضوع الاحتلال البرتغالي لمنطقة الخليج.
فيما قدمت للحايك عدة أعمال مسرحية عديدة في كردستان والمغرب وليبيا، كما سيقدم عمله “الموقوف رقم 80” في مسرح المهرجان العربي بالقاهرة.
وتلت المخرجة روضة العبدرب النبي رسالة اليوم العالمي للمسرح لهذا العام حيث وردت فيها العديد من الأفكار الملهمة.كما استعرضت الأمسية بعض الطاقات الشبابية، حيث شارك الممثل المسرحي الكوميدي ناصر عبدالواحد بالحديث عن تجربته وكيفية تجسيده الأدوار وصناعة الكركتر الخاص بشخصياته التي أوصلته للمشاركة في مسرحيات مع نجوم خليجيين كان أخرها مسرحية “مرشح مشرشح” و”المشكلجي”.
وشدد العبدالواحد على ضرورة توافر مؤسسات حاضنة للمواهب المحلية، إضافة للعمل على فتح معاهد خاصة للفنون المسرحية، حتى يتوج هذا الاجتهاد من قبل الشباب بعمل أكاديمي احترافي.
وعرض مدير مركز اسيتاج السعودية حسين ال عبدالمحسن تعريفا عن أبرز انشطة المركز الذي اعتمد نشاطه في عام 2010م كمنظمة غير ربحية للنهوض بمسرح الطفل والشباب، من خلال إقامة عدة برامج متنوعة من بينها الندوات الشهرية، والدورات التدريبية لتأهيل المخرجين الصغار ، وبرامج التبادل المعرفي الدولي، وبرامج الرحلات الربع سنوية للمسرحيين، ومسابقة للتأليف المسرحي سواء للأطفال أو الشباب، ومهرجان سنوي لعرض النتاج المسرحي للعام بأكمله، وبرنامج إحياء المناسبات العالمية وتقديم مقاطع مسرحية فيها.
واستعرض الأستاذ مسبح المسبح عضو لجنة المسرح بالجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون بالمنطقة الشرقية، أعمال وأنشطة الجمعية كعقد دورات لكتابة النص المسرحي وإعداد الممثل المسرحي، وتقديم عروض مسرحية متنوعة، وتنظيم مهرجان الطفل والمسرح المفتوح.
وشارك الناقد المسرحي أثير السادة بمداخلة تحدث فيها عن أبعاد ودور النقد المسرحي، وتجارب المشاركة في المهرجانات المسرحية التي اتسعت للمسرحيين العرب باعتبارها تجارب مهمة تزخر بالكثير من المهتمين بالجانب المسرحي وهي بحاجة لمساحة أوسع للعطاء.
فيما تساءل الزميل محمد المرزوق عن السبب الذي يجعل مطالبات المسرحيين تستمر عاما بعد عام بنفس الطريقة دون وجود استراتيجية واضحة لإنهاء هذه المشكلة التي يعاني منها المسرحيون. كما طرح المشاركون قضية ضعف ميزانيات جمعيات الثقافة والفنون التي لا تفي بالحاجة المطلوبة، وكذلك صعوبة الحصول على تأشيرات لاستضافة فنانين وناقدين عرب للمشاركة في مسابقات وأعمال مسرحية متنوعة. وعبر راعي المنتدى جعفر الشايب عن شعوره بالفخر والاعتزاز لما يحققه المسرحيون في المنطقة من إنجازات كبيرة رغم ضعف الإمكانات.مشيرا إلى أهمية دورهم في التعبير عن واقع المجتمع وإبراز نقاط القوة والضعف فيه.
وتحدث عضو مجلس الشورى الدكتور محمد الخنيزي مثنيا على جهود وأنشطة الفنانيين المسرحيين، وموجها لهم سبل معالجة بعض الصعوبات التي تعترضهم وبالخصوص فيما يرتبط بميزانيات جمعيات الثقافة والفنون أو بالحصول على تأشيرات زيارة لفنانين عرب للمملكة.

قد يعجبك أيضاً

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافق أقرأ المزيد