الزوري تجلد المسرحيين في يومهم العالمي: 895 أنانياً يستسهلون التمثيل

3٬145

القطيف – محمد المرزوق
كشفت دراسة مسرحية، أعدتها صفاء الزوري لنيل درجة الماجستير من جامعة الملك سعود في الرياض، عن وجود 895 فنانا مسرحيا في السعودية، أغلبهم في المنطقة الشرقية وأقلهم في الشمالية، وبينت الدراسة سيطرة المسرح التجريبي على العروض المسرحية بنسبة 34%، فيما توصلت إلى أن أبرز الصفات السلبية في بعض المسرحيين: الأنانية الشديدة، والغرور والحسد وعدم تقبل النقد، وعدم الالتزام بمواعيد العمل، إضافة إلى استسهال العمل المسرحي والتوجه إلى الاستهلاكي.
وطرحت الزوري نتائج دراستها، أول أمس، في منتدى الثلاثاء الثقافي في القطيف، الذي نظم أمسية بمناسبة يوم المسرح العالمي، وعمل على تنسيق المناسبة الكاتب المسرحي عباس الحايك، وقدمها الشاعر فريد النمر. وحملت رسالة الزوري عنوان «العوامل المؤثرة على أداء القائمين بالاتصال في المسرح السعودي»، واعتمدت فيها على «العينة العمدية»، واتبعت أسلوب إجراء مقابلات شخصية مع العينات وعن طريق التواصل الإلكتروني. واهتمت الدراسة برصد وتحليل وتفسير العوامل الذاتية والموضوعية المؤثرة سلبا وإيجابا على القائمين بالاتصال في الدراما المسرحية، واعتبرت القائمين بالاتصال هم فريق العمل الذي يشارك في إنتاج وتقديم المسرحية. وأوضحت أن عدد المسرحيين في المملكة 895 مسرحيا، يتوزعون على المناطق كالتالي: في الشرقية 341 مسرحيا، والوسطى 265 مسرحيا، والغربية 130 مسرحيا، والشمالية 50 مسرحيا. وتوصلت في نتائج الرسالة إلى أن مجتمع الدراسة حدد ثلاثة أنواع من الدراما المسرحية لها غلبة على خشبة المسرح، تمثلت في المسرح التجريبي 34%، والاجتماعي الكوميدي 29.5%، والاجتماعي 27.3%.
وقالت إن النتائج الإيجابية للمسرحيين تمثلت في: الموهبة والتلقائية، والحضور الفني والقدرة على العطاء والتعاون. فيما كانت النتائج السلبية صادمة، وأظهرت تفريغ العمل المسرحي من مضمونه، وأرجعت ذلك إلى أن اتصاف العاملين في المسرح بـ: الغرور والأنانية الشديدة، والحسد، وعدم تقبل النقد، والتعالي والمادية المفرطة والبحث عن الشهرة، والرغبة في الوصول إلى النجومية في أقصى سرعة، وعدم الالتزام بالمواعيد، إضافة إلى استسهال العمل المسرحي، والاتجاه إلى المسرح الاستهلاكي. وقالت إن إحدى القضايا المثيرة للجدل في المسرح السعودي غياب العنصر النسائي عن المسرح. وخلصت الدراسة إلى أن :المسرح العربي لا يزال يقع على هامش الحساسية المؤثرة في وعي الجمهور.
ووضعت الزوري توصيات للنهوض بالمسرح، ومن بينها: تحقيق الاعتراف الرسمي بالعمل المسرحي، من خلال تأسيس هيئة مستقلة تعنى بالفنون المختلفة، وإنشاء معاهد وكليات متخصصة في الفنون، وتشجيع القطاعات العامة والخاصة على إنشاء وإقامة مسارح مناسبة، وتوفير الأجواء لدخول المرأة العمل المسرحي، وتفريغ الفنانين للعمل المسرحي، وإعادة فتح شعبة الفنون المسرحية في جامعة الملك سعود والجامعات الأخرى.
المسرح السعودي كثير المشكلاتعباس الحايكوذهب الكاتب المسرحي عباس الحايك إلى تأييد بعض ما جاء في دارسة صفاء الزوري، وقال إنها لصفات صادمة ويعود جزء من التعثر في تقدم المسرحيين والمسرح إليها. وأوضح أن المسرح السعودي يعاني من عدة مشكلات، يتمثل بعضها في غياب الدعم المالي والمعنوي، وقال إن وزارة الثقافة والإعلام لا تعطي مساحة أو موازنة كافية لجمعيات الفنون بما فيها المسارح، مبينا أن ناديا أدبيا واحدا يحصل على موازنة تعادل ما تحصل عليه جمعية الثقافة بكل فروعها. وقال إن الأمر يحتاج إلى تكتل مسرحي والتوجه إلى الوزارة لمخاطبتها في هذا الشأن، إلا أن الشللية تعوق ذلك.
عرض تجارب مسرحيةياسر الحسناستعرض الكاتب المسرحي والمخرج ياسر الحسن مسيرة انطلاق «فرقة نوارس»، موضحا أنها بدأت قبل 13 عاما، ولا تملك مقرا أو دعما ماديا شأن الفرق المسرحية الأخرى، مبينا أنها شقت طريقها بتعاون وتعاضد أعضائها حتى حققت جوائز عدة في مسابقة محلية، فضلا عن مشاركتها وتمثيلها المملكة في مهرجانات خارجية مثل الشارقة والقاهرة والبحرين. وتحدث الممثل المسرحي ناصر عبدالواحد عن تجربته في التمثيل المسرحي. كما استعرض عباس الحايك تجربته في الكتابة المسرحية.
آل عبدالمحسنوتطرق حسين آل عبدالمحسن إلى تجربة مركز اسيتاج، التابع للمنظمة العالمية «اسيتاج» التي تعنى بمسرح الطفل واليافعين. وقال إن للمنظمة 83 مركزا، موضحا أن مركز اسيتاج في السعودية بدأ في 2010م، وقدم عددا من البرامج والدورات المسرحية، مضيفا أن 2014م شهد وسيشهد عددا من البرامج والدورات والندوات، من بينها برنامج متخصص في إعداد المخرجين الصغار، والتبادل المعرفي، ومسابقة التأليف المسرحي، إضافة إلى مهرجان اسيتاج المسرحي الذي سيقام في شهر ذي القعدة المقبل.واستعرض المسرحي مسبح المسبح لجنة المسرح في جمعية الثقافة والفنون في الدمام، وما تقدمه من دورات ومسرحيات ومهرجانات.
يوم المسرح العالمياختار المعهد العالمي للمسرح، التابع لليونسكو، 27 من مارس يوما للمسرح العالمي.أول من كتب رسالة يوم المسرح العالمي الكاتب المسرحي الفرنسي جان كوكتو في عام 1961م.اختيار ثلاثة مسرحيين عرب لكتابة رسالة يوم المسرح، وهم سعدالله ونوس 1996م، والمصرية فتحية العسال 2004م، والدكتور سلطان بن محمد القاسمي في 2007م.كتب رسالة المسرح العالمي لهذا العام المخرج والكاتب الجنوب إفريقي بريت بيلي. ألقت الكاتبة روضة العبد رب النبي رسالة المسرح في منتدى الثلاثاء الثقافي. وعرض فيلم من إنتاج «قيثارة» بعنوان «مسرح أو سينما».

قد يعجبك أيضاً

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافق أقرأ المزيد