شخصيات وطنية: مكافحة الطائفية مسؤولية جماعية والتواصل يقطع الطريق امام المتطرفين

3٬219

اكدت عدد من الشخصيات الوطنية في المنطقة الشرقية ان مكافحة الطائفية مسؤولية جماعية وان التواصل يقطع الطريق امام المتطرفين، مطالبين بضرورة إبراز صور الانسجام بين كل مكونات الوطن المختلفة.
ودعوا في الامسية التي نظمها منتدى الثلاثاء الثقافي بمحافظة القطيف بعنوان: «الأحساء جرح وطن: أمسية تضامنية» وسط أجواءٍ تلاحمية تضامنية غفيرة عكست أسمى صور التعايش المذهبي إلى استبدال كلمة «التعايش» بِ «الانسجام» لوأد الصورة الرديئة القبيحة واستبدالها بصورةٍ جميلة لكافة المكونات.
وشارك في الامسية التي أقيمت مساء أمس حدادًا على شهداء «الدالوة» بمحافظة الأحساء عبد الله شباط، نجيب الزامل، خالد البديوي، خليل الفزيع، الدكتور عدنان الشخص، الدكتور توفيق السيف.
الانسجام بين كل مكونات الوطنوطالب مدير فرع مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني بالمنطقة الشرقية خالد البديوي بضرورة إبراز صور الانسجام بين كل مكونات الوطن المختلفة.
ودعا في الأمسية إلى استبدال كلمة «التعايش» بِ «الانسجام» لوأد الصورة الرديئة القبيحة واستبدالها بصورةٍ جميلة لكافة المكونات.
وناشد الحضور بأهمية التماسك والتراحم والترابط والاتحاد والتمثيل المشترك في المطالب والحقوق معبرًا بقوله «كفانا فرقة».وأكد على أن المنطقة عاشت لقرونٍ طويلة جدًا بمختلف مكوناتها الدينية والعرقية في انسجامٍ وتعاضدٍ وحماية على رغم كل المحفزات التي تدعو للتنازع والتضارب مشددًا على أنها لم تتعرض لأي اقتتالٍ على أساسٍ ديني أبدًا وإنما لبعض الاتجاهات السياسية المختلفة.
وأبان البديوي رغبته بالعودة لطبيعة الأرض الطيبة والبسيطة والتي أظهرت أجمل جوانب الخير عند الناس منذ لحظة حدوث الاعتداء.
وتطرق إلى ضرورة استثمار هذا الخير بالشكل الصحيح والذي لم يستطع بفضله «شياطين» الإنس والجن اجتذابه لصفوفهم داعيًا الجميع أن يكونوا بناة له وذلك بالسعي لهدم الشر ومحاربته.
وعرج بذاكرته إلى بعض المواقف التي يختزنها مذ كان طفلًا برفقة والده حين زيارته لأقاربه في الأحساء.
ووصف بمشاعرٍ يفيض منها الحنين لتلك البقعة حديث والده عن تاريخ الدالوة والتي عبَّر عنها آنذاك بأنها «أطيب» أرض في الأحساء لكونها اتخذت منبع السقيا نحو قريته حيث كانت تسقيها على بعد مجرى يسير حتى 9 كيلو متر.
وتحدث البديوي عن الإحساس العميق الذي يربطه بِ «الدالوة» التي كانت من أكثر المناطق احتواءً على الماء حتى سميت بِ «ساقية البرابر».
وأردف داعيًا للالتصاق بالطبيعة والعودة للفطرة السليمة التي كان عليها الآباء رغم كل ما يتم تشويهه من قبل الاتجاهات والدعوات والبرامج.
وقال البديوي بأن من «بركات» ما حدث في الأحساء هو استفاضة الخير الكثير من قلوب المواطنين جراء هذه الحادثة التي كان يراد منها إنبات نبتة السوء.
افتضاح ممارسي الطائفيةودعا المفكر الاسلامي الدكتور توفيق السيف شباب الشيعة والسنة إلى افتضاح مثيري الفتنة وممارسي الطائفة من أبناء المذهب ذاته، فالشيعي ينشر ما يرتكبه رجال الشيعة من فتنة وطائفية، ومثله الشاب السني يفضح ما يقوم به رجال السنة من شتم وإساءة.واستنكر السيف ما يقوم به بعض الشباب من نشر الإساءات التي تطال مذهبهم وكأنه «فخرا» واصفا إياهم ب «قلة العقل» منوها إلى أن هذا النشر يعد ساهم بنشر الفحش، بالإضافة إلى أنه «فعل لا أخلاقي».
وأشار إلى أن افتضاح «متاجري الفتنة» هو الطريق الأوحد إلى تعديل خطاباتهم التحريضية.
وأكد على ضرورة الدور المناط على الشباب فعله حيال مشكلة الطائفية، لاستعادة الوحدة ورد كيد القتلة مشددا على أن حل هذا الأمر لا يحتاج إلى قرارات حكومية ولا إلى مواقف من رجال الدين أو النخب وإنما إلى إرداة الشباب الذي يجب أن يكون حرا وله بصمته في المجتمع.
وأوضح أن الإنسان الحر هو من يستطيع التغيير في المجتمع، وإلا فمن يرى عدم قدرته فهو إنسانا معاقا جسديا أو فكريا، أو هو ليس حرا.
ونوه إلى دور الشباب في مكافحة الانقسام والتعايش والتفكير الخاطئ الذي يقودنا للتمايز، موضحا أن التشاتم يؤدي إلى الصراع والذي بدوره يساهم في إشاعة الكراهية التي تغذي الحاجة للتمييز.واقترح السيف الاستفادة من تجربة ياسر الغرباوي مؤسس ”مركز التنوع“ والذي ساهم في حل قضية الطائفية في الشعب المصري بين المسلمين والمسيحيين.
سد الفجوة بين الشيعية والسنيةدعا رئيس تحرير صحيفة اليوم اليوم ورئيس النادي الأدبي بالمنطقة الشرقية خليل الفزيع لتكاتف الجهود والسعي لتحقيق كافة الأمنيات اتجاه دحر الواقع المرير وسد الفجوة الكبيرة بين الطائفتين الشيعية والسنية.وطالب بعدم «دفن الرؤوس في الرمال» والبدء بالعلاج بحكمة للوصول للأحلام الجميلة والرؤية المستقبلية نحو التلاحم والانسجام الذي يدعو إليه الجميع.
وأشار إلى أن التلاحم والانسجام والمحبة والتسامح كانوا متمثلين بين الطائفتين سابقًا لولا حدوث الظواهر الإقليمية التي أدت إلى هذه الفجوة.
وأضاف بأن هذه المعاناة أدت لإبراز التطرف المقيت الذي ساهم في حدوث اعتداء الدالوة.
وطالب بالوقوف بحزم حيال كافة المضامين السلبية لإعادة الصورة الجميلة التي كان يعيشها أبناء المنطقة سابقًا.
وشدد على أهمية أن يتدارس حكماء الجهتين الوضع وأن يدعو بحزم لنبذ هذه الظاهرة والخلاف القائم الآن مبينًا بأن تجاهله سيكون «خطأ فادحًا».
وناشد الفزيع على ضرورة القضاء على التناحر والتنابز بالألقاب وذلك من خلال الضرب بعصا غليظة، فضلًا عن تبني الدولة لإصدار قوانين حازمة في هذا الأمر دون «رجعة ولا مسامحة ولا تهاون» فيها.
وقال بأن ظاهرة الدعوة التي أفرزتها هذه الأحداث تعد إيجابية بلا شك وتنم عن معدن أصيل لأبناء هذه البلاد بجميع طوائفهم وفئاتهم وتدل دلالة واضحة على أن تجاوز هذا التناحر ممكن إذا تكاتفت العزائم وصفت النوايا.
وأردف قائلًا بأنه يمكن من خلال ذلك الوصول لانسجام يجنب البلاد الكثير من هذه المخاطر التي تتعرض لها.
وأكد الفزيع على أن الانسجام والوئام كان قائمًا على مدى 50 عامًا إلا أن الظروف الدينية والعالمية ساهمت في إفراز هذا «التقيح» المقيت الذي شاب العلاقة بين الطرفين.
وتحدث عن التعايش والتلاحم الذي جمع بين السنة والشيعة في الأحساء على قبيل تنازل صاحب المزرعة السني عن مزرعته للشيعي وتوليته أمرها دون الرجوع إليه في زمنٍ كانت تسمى فيه الظاهرة «الشريك» ولم يعرف اسم «الأجير أو المستأجر» في أجواءٍ تتسم بالثقة والطمأنينة.
وتطرق الفزيع إلى تسليم الشيعي ممتلكاته باسم السني في فترة استيلاء بعض السلطات في المدينة على مزارعهم وهو على ثقة تامة بأنها ستعود إليه بعد زوال الظروف السياسية التي دعته لهذا التصرف حسب ما حكا له السيد عدنان العوامي عن حكايا التعايش في القطيف.
واستدل على واحدة من أجمل صور التعايش في أسرته بوجود أخوان شيعة لأبنائه بالرضاعة حيث كانت أعز صديقات والدته شيعية فضلًا عن توجه زوجته لذات الاتجاه وتشجيعهم للتلاحم بينهم وبين جيرانهم وإخوانهم بحيث لم تكن هناك هذه الفرقة التي تولدت فيما بعد.
الشيعة والسنة وحدة لا تتجزأوقال عضو مجلس الشورى نجيب الزامل أن الشيعة والسنة وحدة كاملة لا تتجزأ، منتقدا الدعوات التي تطالب بالتعايش بينهم على الرغم من الانتماءات التي تجمعهم كالدين والوطن والعرق والشكل والفكر.
وأكد على ضرورة فهم معنى التعايش منوها إلى أنها من أخطر الكلمات التي تطلق ويطالب بها أفراد المجتمع.
وأوضح أن التعايش يطالب به بين مكونين مختلفين وتكون الحروب والكراهية مشتعلة بينهما، مستشهدا ب «اليهود والفلسطينين» والتي يأمل أفرادهما أن يكون بينهما تعايش لأنهما يعتبران جهة وافدة عن الجهة الآخرى وغريبة عنها.
وأشار الزامل إلى ضرورة القضاء على كلمة «التعايش» المكرسة لمفهوم الغيرية والتي وصفها بأنها «فجرت قنبلة» بين الحضارات المختلفة، واستبدالها بكلمة المحبة الحقيقية والعمل الجماعي والمشترك على إشاعتها والتي تستهم في اللحمة الوطنية وتأكيد إنها من أهم الجوامع بين مكونات الوطن الواحد.
ودعا في ختام كلمته في الأمسية التي شهدت معرضا فنيا للخطاط حسن رضوان على الحاجة إلى دعم الأصوات التي تطالب بإماتة مظاهر الفتنة والتمييز بين مكونات الوطن الواحد.
اشعال نار الفتنة الطائفيةواكد الكاتب والاديب عبد الله شباط أن الحادث الأليم الذي وقع في قرية الدالوة لم يصب المواطنين الأبرياء لوحدهم، بل أصاب التعايش الذي تميز به أبناء هجر بشكل عام.واضاف في الكلمة التي القاها نيابة عنه محمد الخلفان أن هذا الحادث لم يهدف لإراقة الدماء، بل لإشعال نار الفتنة الطائفية بين أبناء شعب متعايش منذ قرون عديدة، فاختيار الزمان والمكان له دلالاته المعروفة.
وشدد على أن منظومة العلاقات الإجتماعية تحتاج إلى دعم المؤسسات الرسمية والإعلامية لتعزيز ثروة الاحساء والمنطقة الشرقية بصورة أشمل ذات المخزون التاريخي في الوعي الديني والمدني للتعايش.ودعا إلى ضرورة التفاعل الإيجابي من مختلف المؤسسات الاجتماعية والإعلامية.
وتخلل الامسية عدة مداخلات صبت في اتجاه المطالبة بمعالجة الظروف التي أنتجت مثل هذه الحادثة الأليمة.معاقبة ممارسي التطرفطالب السيد عدنان الشخص بمعاقبة ممارسي التطرف ومثيري الفتنة ب «عصا غليظة»، مشددا على الحاجة لسن القوانين التي تجرم الطائفية والخطابات التحريضية.
وأشار الشخص، إلى عدم الجدوى من الكلمة أو الموعظة مع ممارسي التطرف ممن يثيرون الكراهية ويبثون العنصرية بين أطياف المجتمع.
ودعا الشخص والذي يعمل استاذا بجامعة الملك فهد للبترول إلى اتخاذ موقف «تحالف المعتدلين» جراء هذه الجريمة التي وصفها ب «غير عادية» وتحتاج لوقفة غير عادية من الجميع للحد من وجود المتطرفين وقطع الطريق عليهم.ونوه في الأمسية التي شهدت وقوف جماعيا لقراءة الفاتحة على أرواح الشهداء مكثف أن الجريمة كشف مدى التعاطف بين أبناء المجتمع من مختلف المناطق، وهذا ما ظهر جليا في وسائل الإعلام والتشييع المهيب الذي ناله الشهداء عاكسا صورة التلاحم والانسجام بين المواطنيين.
وأوضح الحاجة إلى استغلال واستثمار هذا الحادث في إبقاء التواصل واستمرار التعاطف بين المواطنين، مشيدا بدعوة وزير الشئون الاسلامية ومطالبته لإئمة المساجد بإدانة واستنكار الحدث، منتقدا مخالفي هذا القرار ممن واصل في خطابه الطائفي واستمر في المطالبة والتحريض على قتل الطرف الآخر وهذا بسبب غياب «العصا الغليظة» التي من شأنها معاقبتهم.

قد يعجبك أيضاً

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافق أقرأ المزيد