مثقفون يطالبون بقانون يجرم الطائفية ويردع ناشري الكراهية

3٬160

شهد منتدى الثلاثاء الثقافي بالقطيف حضورا جماهيريا كبيرا واستثنائيا في أمسيته الأخيرة التي خصص مساء أمس الأول للتضامن مع ضحايا جريمة بلدة الدالوة بمحافظة الأحساء من خلال ندوة بعنوان “الأحساء جرح وطن: أمسية تضامنية”.وشارك في الندوة كل من عضو مجلس الشورى السابق نجيب الزامل، والدكتور توفيق السيف، والدكتور خالد البديوي، والدكتور عدنان الشخص، ورئيس نادي المنطقة الشرقية الأدبي خليل الفزيع، كما كان للأديب عبدالله الشباط كلمة قرأها بالنيابة عنه الكاتب محمد الخلفان وسط حضور عدد كبير جدا من الرجال والنساء ومن النخب الثقافية والعلمية، ليكون ذلك رسالة قوية لدعم تعزيز اللحمة وإدانة الإرهاب إضافة إلى الكلمات التي ألقيت في الندوة، مما دعا مدير الندوة زكي البحارنة لختام الندوة دون مداخلات نظرا لطلب الحضور وضيق المكان الذي غص بالجمهور فجلس بعضهم على الأرض.
جرح الوطنوكانت بداية المشاركات مع محمد الخلفان الذي قرأ مشاركة الكاتب والاديب عبدالله الشباط التي تناول فيها المصاب الكبير وجاء فيها: “الحادث الاليم في قرية الدالوة والذي اصاب الوطن والمواطنين بالرصاص كان اليما ولاشك ان تحديد الوقت والمكان كان مخططا وقصد من ورائه الفتنة الطائفية بين مكونات الشعب والذي هو في حالة تعايش منذ عشرات بل مئات السنين تجمعهم الارض، أرض هجر الطيبة”.
واضاف الشباط: كان هدف الارهابيين تفتيت اللحمة الوطنية التي تكونت على مدار السنين بين أبناء الوطن الواحد وبين الشعب والقيادة، ولكن كان الرد من الوطن والمواطن اقوى خاصة ونحن نرى زحف المواطنين من جميع الفئات الى مكان العزاء دون تمييز وفي مقدمتهم وزير الداخلية وأمير المنطقة الشرقية وامير محافظة الاحساء، وسيبقى الانسان في الاحساء والوطن اقوى من كل رصاص الموت وعقول متحجرة لا تعرف غير الموت والقتل”.
مكون الوطنفيما تحدث عضو مجلس الشورى السابق نجيب الزامل عن المكون الواحد في الوطن:عرفنا أننا مكون واحد كعنصري الماء اللذين يكونانه وبدونهما لا يوجد ماء، وأن التعايش خرافة ايضا من الخرافات كانت صدعا في جدار وحدة الأمة. فالتعايش يكون بين مجموعات مختلفة ومتخالفة تكمن داخلها في الأعماق جذوة نار الاختلاف والوقوف في ضفاف مختلفة، كلٌ يحمي ضفته. نحن مكون واحد مثل الماء، اتحد به عنصرا الهيدروجين والأوكسجين وشكلا مادة جديدة واحدة، لم تعد تنتمي لاختلاف التركيب الذري للهيدروجين ولا الأكسجين، وصارت مكونا كيميائيا بقوام مستقل لا يمت بأي صلة لجزأيه.. لو سمحنا لأحد بعملية كيميائية شريرة لفصل العناصر فلن نعود شعبا من أصله.
ويؤكد الزامل: علينا الابتعاد عن كلمة التعايش فنحن لسنا غرباء او طارئين على الوطن نحن من اهل الارض والوطن علينا ان نتعلم ونتحدث ونعيش بمحبة بعضنا البعض يسند الكتف بالكتف والروح تسند الروح وعلينا ان نعي ونفهم ان فرقتنا هي السقوط الذي قد لا يخرجنا من قاع الهاوية.
عصا غليظةفيما طالب المحاضر في جامعة البترول الدكتور عدنان الشخص: “بوجود قانون يجرم كل من يعمل من اجل الفرقة ويقطع الطريق أمام المتطرفين، خاصة واننا امام حدث غير عادي ولم يتعود مجتمعنا على مثل هذه الجرائم والاحداث المؤسفة، لقد ظهر بالصورة والصوت الحضاري للمعتدلين، وندعو إلى تحالف المعتدلين في الوطن ضد من قام بالجريمة، فمع الاسف صوت التطرف كان الاعلى، وهذا يعني باننا بحاجة اليوم الى ان نقوي تحالف المعتدلين ونرسخه ولا نترك الساحة للمتطرفين الذين لا هدف لهم في الحياة إلا القتل. ويؤكد الشخص: اننا بحاجة الى وجود قانون شديد بعصا غليظة تعاقب اشد العقوبات على كل من يريد الخراب للوطن وتردع كل من يريد نشر الكراهية، وتمنى الشخص: الوقوف مع أهل الضحايا من المواطنين والعسكريين فربما الان نتحمس بوجود العزاء، ولكن بعد الانتهاء ستجدد الاحزان وذكريات الأحباب الذين رحلوا برصاص الغدر والحقد لا سمح الله.
الشراكة في النخلةفيما أكد رئيس نادي المنطقة الشرقية الادبي خليل الفزيع على ان الكلام الجميل والكتابات الرومانسية لا تنفع الان نحن امام حدث اليم لابد من المطالبة بوجود واصدار قانون شديد يعاقب كل من يجر الوطن للموت والتناحر، محافظة الاحساء ضربت على مدى السنوات مثال الحب والتآلف فيما بين أبنائها لا تعرف الشيعي والسني، فقط المواطن، كانوا يعملون مع بعضهم البعض ولي اخوان قامت نساء الشيعة بإرضاعهم كانت النخل تجمعنا جميعا ونريد ان تبقى النخل تظلل الجميع ونهزم الارهاب. كانت الشراكة بين الشيعي والسني أمرا معروفا، وفي القطيف في بعض الحقب التاريخية التي سادت فيها حكومات جائرة كان الشيعي يسجل أرضه باسم أخيه السني وهو على ثقة بأن أخاه سيعيدها إليه حين يزول الحكم الجائر.
رسالة للشبابمن جانبه وجه الدكتور توفيق السيف رسالة واضحة وصريحة لفئة الشباب بان دوركم كبير في الوقوف بقوة في وجه الارهاب ولا ترمي باللوم على الحكومة او المثقف او عالم الدين وخاصة أنّ الشباب الحر هو من يقرر ويبادر، وعلى الشباب كل الشباب الشيعي والسني ان يعمل من اجل فضح اي شخص مثقف او كاتب او عالم دين عندما يتحدث بحديث طائفي ان يكتب عنه وينشر عنه في كل مواقع التواصل الاجتماعي ويواجه في اي اجتماع بانه كتب بحروف طائفية وتحدث بكلمات طائفية. كما دعا السيف إلى الاستفادة من تجارب الآخرين في وأد الفتنة من أمثال تجربة الأستاذ ياسر الغرباوي في تأسيس مركز التنوّع في مصر الذي يقف ضد الخطاب الطائفي بين المسيحيين والمسلمين.
انسجام تاريخيفيما قال عضو مركز الحوار الوطني بالشرقية خالد البديوي: إن ما وقع في الاحساء هو غريب علينا نحن اهل الاحساء وليس من ثقافتنا وعادتنا ابدا وعلينا ان نكون متحدين ويكفينا تفرقة، علينا ان نرحم بعضنا البعض، ولم تشهد المنطقة وخاصة الاحساء ومن خلال بحثي الطويل لم تشهد المنطقة اي مواجهة او قتل او حرب لسبب ديني، وستبقى قرية الدالوة تغذينا بالوطنية كما تغذي وتمد القرى التي بجانبها بالماء.

قد يعجبك أيضاً

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافق أقرأ المزيد