مثقفون:المنتديات الثقافية تطالب بالتكامل وتنتقد عزوف الإعلام عن نشاطها

3٬300

طالب عدد من المثقفين وأصحاب المنتديات الثقافية بالتأسيس لشراكة مع وزارة الثقافة والإعلام وإقرار آليات تنظيمية للصالونات تمنحها الصفة المؤسساتية وتكفل استمراريتها في تقديم الدور الفكري والمعرفي للمجتمع، كما اتفقوا على غياب العنصر الإعلامي في مواكبة نشاطهم وتعريف الجمهور به.
ففي البرنامج الثقافي المصاحب لمعرض الكتاب ، وضمن ندوة (قراءة في تجارب المنتديات الثقافية) التي حاضر فيها عدد من الباحثين والمثقفين وأدارها أحمد الطامي، لم يقتصر الأمر على دراسة المنجز وتحليله بل تضمنت الأوراق كذلك مطالبات جدية تتعلق بتطوير عمل المنتديات والحديث عن دعمها وتأصيل علاقتها بالمؤسسة الرسمية.
الدكتور جميل المغربي قدم في ورقته نبذة مركزة عن الإثنينية الشهيرة التي أسسها عبد المقصود خوجة براً بوالده، موضحا أنها لا تعد شكلا احتفائياً بقدر ما تسعى لتقديم نسيج فكري وعلمي يستفيد منه المجتمع والمثقفون، ولاسيما في وجود التوثيق المرئي والمقروء للندوات بجانب الموقع الإلكتروني وكشف أن مجموع ما طبعته الإثنينية وصل إلى 159 مجلداً و 80 ألفا و421 صفحة، وقال إن الميزانية التي تصرف في الإثنينية تفوق ميزانيات الأندية الأدبية مجتمعة ، ولم يخف المغربي انتقاده لوسائل الإعلام التي لا تغطي الندوات، كما طالب وزارة الثقافة والإعلام برعاية الصالونات الأدبية بسبب الارتباط الموضوعي بين نوعية نشاطها وعمل الوزارة وقال «لسنا جهات خيرية لكي يحسبونا على وزارة الشؤون الاجتماعية، يجب أن يتم تسجيلنا رسميا لتستمر المنتديات مستقبلا ولا تتوقف على أشخاص « وذلك في سياق حديثه عن بعض العوائق التي واجهت فكرة تحويل الإثنينية إلى وقف.
بدوره تحدث سهم الدعجاني صاحب الدراسة المعروفة عن المنتديات الثقافية عن تفاوت في مستوى الصالونات التي تتلاشى كثير منها فيما بقي القليل مستمرا على أسلوب جاد ومتجدد معلقا أن البحث عن الوجاهة يمثل سببا رئيسا لفشل أي تجربة في هذا الصدد، وقال «ندمت على بعض المنتديات التي ضمنتها في كتابي ولم تكن تستمر كما وجدت لاحقا منتديات كان تستحق ذكرها لكن الوقت لم يسعفني» وشدد على أهمية وجود لائحة تنظيمية وضرورة اهتمام الوزارة بدعم أصحاب الصالونات وشراء مطبوعاتهم ودعوتهم لمناسباتها الثقافية داخليا وخارجيا.
فيما نادى جعفر الشايب بتقنين العلاقة بين القطاعين الرسمي والأهلي خصوصا في المجال الثقافي، وقال «لا نريد تدخلا رسميا من المؤسسة الثقافية ولكن نبحث عن دور تكاملي معها» كما طالب بصياغة منظومة قانونية لممارسة العمل الثقافي الأهلي المؤسسي وبالتفات الإعلام إلى نقاشات المنتديات التي تتصف بالطابع الحيوي والجاد.
آراء كثيرة في هذا السياق، طرحت المنتديات الثقافية كشكل أساسي لتكوين الرأي العام وفرصة حقيقية لإرساء مشروع الحوار الوطني ومنح الشباب مجالا للتعبير عن رؤاهم بشكل يسهم في ترسيخ الأمن الفكري وصناعة الثقافة، كما أشار متحدثون إلى تنوع المنتديات وانتشارها وعدم اقتصارها على المجال الثقافي معتبرين أنهم تضاهي ما يقدم في الأندية الأدبية إن لم تتفوق عليه، واتفقوا على أهمية وجود آلية لترسيخ المنتديات على الخريطة الثقافية العربية.
على الجانب الآخر كانت المداخلات واضحة في توجيه النقد والإشادة على السواء، إذ اقترح اللواء عبد الله السعدون تحويل المنتديات إلى وقف وربطها بمكتبات وقفية ، كما انتقد البعض ما وصفه بمناقشة مواضيع لا علاقة لها بالهم المجتمعي و اقتصار اهتمامها بالنخبة وابتعادها عن المغمورين.

قد يعجبك أيضاً

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافق أقرأ المزيد