منتدى الثلاثاء الثقافي يستعرض تقرير اصدارات المنطقة

4٬184

أقام منتدى الثلاثاء الثقافي بالقطيف ندوة حوارية حضرها العديد من الكتاب والمثقفين مساء الثلاثاء 9 ربيع الثاني 1434هـ الموافق 19 فبراير 2013م تحت عنوان “الكتاب القطيفي في تقريره السنوي..عرض وتقييم” وذلك باستضافة الباحث عبد الباري الدخيل. وأدار الندوة الصحفي منير النمر الذي افتتح الندوة بالحديث عن مجمل الفعاليات والانشطة والاصدارات الثقافية بالقطيف باعتبارها من أهم ما تتميز به القطيف .

بدأ الأستاذ عبد الباري الدخيل حديثه بقوله انه لا يعرف بلداً عربياً أهمل ذكره حتى كاد ان ينسى مثلما منيت به القطيف، ذلك البلد العربي المجهول العريق في القدم الذي وعى له التاريخ ذكريات حية تزخر بالأمجاد ، واحتفظ له بين طيات صفحاته بسطور ذهبية كتبت بمداد من نور.

وأشار الدخيل في جزء من كلمته الى البحث الذي أعده الباحث عباس الشبركة المسئول عن متابعة اصدارات الكتب في محافظة القطيف حيث بين ان أهل هذه المنطقة القدامى هم أول من اخترع الحرف، وأنهم المعلمون الأوائل للعالم اجمع فلقد كانت هذه المنطقة مثوى أقدم الحضارات التي عرفها التاريخ، فانبثقت منها حضارة الساميين التي درجت إلى وادي الرافدين ثم إلى لبنان، حيث استقرت على شواطئ البحر المتوسط، و شملت فيما شملت موانىء هذا البحر من الشاطئ الإفريقي وجزره المتناثرة، حتى شارفت مضيق جبل طارق.

وأكد في الكلمة ان لحركة التأليف في المنطقة حضور في مختلف العصور، وقد كانت ملامح هذا الحضور أكثر وضوحا في الفترة ما بين القرن العاشر والقرن الرابع عشر، وهذا لا يعني ان القرون السابقة كانت مجدبة جرداء من التأليف والمؤلفين ولكن عوامل كثيرة تضافرت على عدم حفظه مما أدى إلى ضياعه أو إتلافه. وأوضح الأستاذ الدخيل في الكلمة أن من أهم المصادر التي تجلب منها الكتب إلى المنطقة هي الحواضر العلمية باعتبارها حاضنة للاماكن المقدسة وخاصة في العراق وإيران ، والحواضر الثقافية والأدبية الحاضنة للحركة الفكرية والأدبية ودور النشر وخاصة في مصر ولبنان.

وعرض الدخيل رؤية الباحث الشبركة حول الانتاج الثقافي المحلي الذي بدأ يتبوأ مكانته، وقيامه برصد وجمع كل ما ينتجه المجتمع القطيفي، وما ينتجه أبناء هذا المجتمع سواء في بلدان المهجر أو في داخل البلد ، من إبداع فكري في شتى المجالات المعرفية العلمية منها والأدبية. وشرح أن هذا العمل يقدم خدمة معرفية مهمة للباحثين والدارسين والمهتمين بشؤون هذه المنطقة، حيث بلغ عدد المؤلفات القطيفية حسب الرصد والمتابعة تقريبا 5000 عنوان ، مثمنا جهود الشيخ حبيب ال جميع الذي قام برصد وتدوين جميع المؤلفات الشيعية في الجزيرة العربية من خلال “معجم المؤلفات الشيعية في الجزيرة العربية” بأجزائه الثلاثة”.

وبين الدخيل أن الباحث الشبركة قسم حركة تأليف الكتب على أربع فترات: الفترة الأولى منذ عصر الغيبة إلى بداية القرن الثالث عشر الهجري وهي تعتبر فترة شبه مغيبة، والفترة الثانية منذ بداية القرن الثالث عشر وحتى نهايته وهي ما أطلق عليها الباحث “الفترة النجفية”، والفترة الثالثة هي منذ بداية 1400 هـ وحتى 1420 هـ وهي الفترة الحقيقية التي ابتدأ معها إنتاج الكتاب بحيث يكاد الإنتاج والإبداع الفكري في هذه الفترة يوازي الفترات السابقة كلها، أما الفترة الرابعة ما بعد 1420هـ التي تعتبر الفترة الذهبية للكتاب القطيفي. وأوضح أن دلالة ذلك بسبب انتشار التعليم والوعي والتحصيل العلمي والأدبي لدى أبناء المنطقة ، وخصوصاً النساء اللائي أظهرت الإحصائيات بدايات موفقة ومدروسة للكثير منهن. وبين ان معدل ما يصدره كتاب المنطقة طوال العشر سنوات الأخيرة حوالي 250 عنوانا سنويا ، وهذا الرقم يعتبر متقدما إذا ما قيس بالظروف التي تحيط بصناعة الكتاب في المنطقة. ومع ذلك فإن هذا الكم من الإنتاج السنوي يعتبر الاكثر تميزا على مستوى منطقة الخليج منفردة او مجتمعة.

وأكد انه خلال السنوات العشر المنصرمة بدأ الكتاب القطيفي يأخذ مكانته ويظهر إلى الوجود بصورة اكبر، فعلى سبيل الذكر وفي المؤتمر السنوي لنصير الدين الطوسي الذي يقام سنويا في إيران لا تخلوا سنة من فوز احد المؤلفين القطيفيين بإحدى الجوائز الأولى المتقدمة. وفي عام 2011 م وحسب الببلوغرافية الخاصة بالكتب الأدبية التي يقوم بإصدارها الأستاذ خالد اليوسف وينشرها في جريدة الجزيرة جاءت محافظة القطيف في المركز الثالث من بين إصدارات مناطق المملكة ، وفي عام 2012 م حققت المركز الثاني من بين مناطق المملكة من حيث عدد الإصدارات الأدبية فقط.

وقدم الأستاذ عبد الباري الدخيل إحصائية لعدد الكتب القطيفية في العام 2012 م، حيث بلغت 264 إصدارا، موضحا أن الباحث عباس الشبركة يقوم بإجراء تقرير حول الإصدارات القطيفية لعام 2012م والذي يعده للسنة السابعة على التوالي. وبحسب التقرير جاء إجمالي النتاج الثقافي لعام 2012م – حتى تاريخ إعداد القرير – أكثر من العام السابق الذي بلغت إصداراته 261 كتابا، وكانت الأعوام السابقة سجلت (272) إصدارا عام 2007م و (271) لعام 2008م و (258) لعام 2009م و (263) لعام 2010م.وبين الدخيل أن 18 من الكتب الصادرة في العام الأخير معادة الطباعة أما البقية فهي طبعات أولى، وقال ان الكاتب علي الدرورة أصدر خلال العام 56 كتابا والسيد فاضل الموسوي 27 كتابا والشيخ حسن الصفار ألف 9 إصدارات. أما عن بلد الطباعة فأخذت السعودية السهم الأكبر للطباعة بعدد 190 إصدارا، ثم لبنان 60، وإيران 6، وقطر 4، وأما سوريا ومصر والأردن والإمارات فإصدار واحد لكل بلد.

وأشار إلى أن المرأة القطيفية كانت حاضرة بثمانية أسماء هن: أمل درويش، وأميرة المضحي، بسمة احمد الجارودي، وتماضر معتوق العلي، وحميدة السنان، وزينب مهدي، وسحر العبندي، فاطمة زهير العلوي، ونجيبة السيد علي. وأشار إلى أن في هذا العام صدر للشيخ حسن الصفار كتاب الإمام المهدي (ع)، وكتاب السيد مجتبى السادة تقويم حوادث باللغة الفارسية، وكتاب واحة القطيف للكاتب سلمان الرامس باللغة الانجليزية، كما قام الشيخ رائد عبد الكريم الخنيزي بترجمة كتاب الشيخ علي رضا نعمتي إلى اللغة العربية وصدر بعنوان (في منتهى الوحدة). وأضاف أنه صدرت هذا العام الطبعة 13 لكتاب الثمرة في أحكام الحج والعمرة للشيخ صالح العيد والسيد محمد الصاخن، والطبعة السادسة لكتاب المرأة العظيمة..قراءة في حياة السيدة زينب بنت علي (ع) ، والطبعة الرابعة لكتاب الحوار والانفتاح على الآخر للشيخ حسن الصفار. كما صدرت الطبعة الخامسة لكتابي الحبوة في مناسك الحج والعمرة الشيخ مرتضى علي الباشا، والمختصر في العقائد للشيخ نزار آل سنبل القطيفي.

كما أشار إلى وجود عدد من المجلات والدوريات الصادرة في القطيف كمجلة الكلمة، ومجلة الواحة، ومجلة الساحل، ومجلة البصائر، ومجلة الفقاهة، ومجلة الخط، وملف الطاهرة، وصوت القرآن. وأكد الدخيل على أهمية الحاجة للنقد في موضوع ما يطرح من مؤلفات، لان المؤلف عندما يفكر فيمن سيقرأ قبل طباعة كتابه حتما سيحسب ألف حساب لذلك، مشيرا لمسألة الوقف والتبرع وكيف انه مازال محصور في جهة معينة، رغم ما للكتب من أهمية كبيرة في نشر العلم والمعرفة لدى الناس.

وكعادة المنتدى في كل اسبوع، فقد استضاف على هامش الأمسية الطالبة المخترعة فاطمة لطيف الخباز وهي طالبة في الثانوية الخامسة بالقطيف وتحدثت عن ابتكارها لجهاز تحليل افرازات المرأة الكفيفة “مكفوفة بدون إحراج” ، حيث يعطي إشارة صوتية معينة، لتحديد ما إذا كانت هذه الإفرازات طبيعية أم أنها إفرازات الدورة الشهرية. وعن ولادة الفكرة أشارت الخباز أن زيارتها قبل سنتين لمدرسة المكفوفات شعرت بمدى الإحراج الذي يعتري الطالبات ولاسيما الصغيرات ، مشيرة الى أن الهدف من هذه الفكرة هو خدمة المجتمع بالدرجة الأولى وتشجيع الناس على الابتكار والوصول إلى فكرة خلق الإبداع وخلق بيئة مشجعه حاضنة.

كذلك استضاف المنتدى الفنانة الفوتوغرافية ولاء كمال الشويخات التي تحمل مؤهلا علميا في الأدب الإنجليزي، وشاركت في لقاء على القناة الثقافية السعودية في برنامج سينما شبابية 2013م، واحترفت التـصـوير منذ العام 2009م، وشـــاركـــت فــــي الـعديد من المعارض و المهرجانات المـــحلية، وقدمت معرض تصوير فوتغرافي.

في بداية المداخلات تساءل عضو اللجنة الإدارية بالمنتدى الأستاذ موسى الهاشم عن الكتب الأكثر تميزا وانتشارا على مستوى مؤلفي منطقة القطيف، أما الفنان عبد العظيم الضامن فقد وجه لوما لبعض الشعراء والمؤلفين الذين يرفضون اهداء كتبهم الا بوجودهم، وهذا ما لاحظه هو مباشرة عندما حاول اقتناء بعض كتب الشعراء بهدف توزيعها في الرحلات التي يقوم بها مركز إبداع لمناطق أخرى.

أما الإعلامي محمد الحمادي فأكد ان المؤلف في القطيف يعاني كثيرا في موضوع الكتاب الذي يريد طباعته، سواء من ناحية تكلفته أو طريقة توزيعه حيث ساد لدى اغلب الناس الحرص على اقتناء الكتاب كهدية من المؤلف، كذلك تساءل عن غياب الكتب الثقافية او الروايات عن الإحصائيات التي تم ذكرها. أما الصحفي حسين السنونة فأبدي استغرابه من وجود عشرات المؤلفات لبعض المؤلفين، مضيفا إننا بحاجة للتركيز على الكيف وليس الكم في طباعة الكتب، فالوقت الآن هو بحاجة لكتب نوعية في الطب والسياسة وغيرها.

وتساءل الكاتب سالم الأصيل عن مدى انتشار الكتب المطبوعة بين عموم الناس وأن لا تبقى حكرا على النخبة، وعن مدى حاجة القارئ لهذه الكتب وملائمتها له. وقال الدكتور محمد المحروس ان المؤلف في القطيف يعاني الكثير، فهو مؤلف وطابع وموزع، وهذه تعتبر معوقات، مؤكدا الى الحاجة لدور نشر أو لجان تقوم بنشر وتوزيع الكتب.

 

لمشاهدة الصور اضغط هنا

 

التغطية الإعلامية

 

المحاضرة الكاملة:

 

 

 

قد يعجبك أيضاً

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافق أقرأ المزيد