منتدى الثلاثاء يحيي ذكرى المولد النبوي شعراً

3٬801

ستة من فرسان الشعر تناوبوا على إلقاء جميل قصائدهم في أمسية شعرية جميلة أقامها منتدى الثلاثاء الثقافي بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف مساء الثلاثاء 14 ربيع الأول 1438هـ الموافق 13 ديسمبر 2016م، وأدارها الشاعر باسم العيثان. تحدث مدير الأمسية عن فضائل الرسول (ص) ومكانته وأهمية الاحتفاء به وإحياء ذكراه مستلهمين منها كل معاني القيم الإنسانية العالية والأخلاق الحميدة على مستوى الأفراد والجماعات، صادحا ببوديات شعبية ذات ترانيم عذبة وجذابة. وعرف الشعراء المشاركون وهم هادي رسول، عيسى العلي، محمد مرهون، عبد اللطيف بن يوسف، علي النمر وجابر الجميعة.

وقبل الشعر كانت للمنتدى كلمة ألقاها رئيس اللجنة المنظمة الأستاذ محمد المحسن، ذكر فيها أهمية هذه المناسبة التي يحتفي بها المسلمون في العالم مستعرضين السيرة العطرة لنبي الرحمة (ص)، وخاصة في هذه المرحلة التي تمر الأمة بأحلك الظروف بسبب الصراعات العدوانية والتنافر بين المجتمعات. وشكر الحضور ومنتدى ابن المقرب الأدبي ممثلا في رئيسه الأستاذ زكي السالم على تعاونهم في تنسيق وتنظيم هذه الأمسية.

أول فرسان الأمسية كان الشاعر المتألق هادي رسول الذي ألقى قصيدته “انتماء لسلالة الجرح” متناولا تصويرات أدبية جميلة تقارن بين السيرة النبوية العطرة وبين الواقع المعاش، مؤكدا على الانتماء للرسالة المحمدية ورابطا إياها بوجدان المشاعر والأحاسيس. فيقول في مقطع منها مخاطبا الرسول (ص):
إننا نقتفي خطاك على الغيم نصلي على خيوط سحابك
ظمئ الوقت في الشـتات ولدنا ننهل الحب من ربيع كتابك
مذ ولدنا على الجراح وإنا نقطف الورد من شذى أعنابك
كل جرح على جراحك ينمو إننا والجراح من أنسابك

ويواصل الشاعر قصيدته واصفا الرسول (ص) بقوله:

كلما .. كلما اقتربت إلينا خاب فهم العقول كنه اقترابك

ويضج السؤال إثر سؤال أنت من أنت؟ ماتراك؟ مابك؟

ما هتفنا على المآذن إلا وأقام المدى على محرابك

واحتويت الزمان من خارج الكون إلى دهشة انثيال عجابك

قد تنائيت عن غيوب رؤانا وتجلى الإله فوق قبابك

وترجل بعده الشاعر الرقيق عيسى العلي الذي القى قصيدة موزونة ترنم فيها بصفات الرسول (ص) ومناقبه

أما الشاعر الأديب محمد المرهون، فقد شنف أسماع الحضور بقصيدة رائعة يوصف فيها عمق المحبة للرسول (ص) ويقول فيها:

أنا يا رسول الله حبر أحمر كالعشق، يفجر في مداك قرائحه

تتوهج الأشواق ملء أضالعي وتظل روحي في جمالك سارحة

ولفرط ما حدقت فيك (تكوثرت) عيناي، ما عادت دموعي مالحة

لي هاجس (النهام) ساعة شدوه والريح في وجه الصواري صائحة

إلى أن ينهي قصيدته مناديا الرسول (ص) بألممن فرط سوء ما آلت إليه أحوال الأمة، فيقول:

لا بد من يتم يلم بعمرنا مثل الذي قد عشت، نقفو صالحه

لا بد من غار نعود لحضنه لتذوق وحي الحب، ننشق نافحة

ياسيدي نحتاج بردتك التي نسجت وئاما، وحدة، ومصالحة

نحتاجها لكن بحجم مجرة تزداد نورا عند كل مصافحة

رابع الفرسان كان الشاعر الذي غرد صادحا بجميل الشعر مازجا بين المديح والتصوف الشاعر عبد اللطيف بن يوسف، فبدأ بقصيدته “مقام” التي جاء فيها:

لهفي على باب السلام تصب لي خمر الشهود القبة الخضراء

يا سيدي والعمر يوم واحد خذني بهذا اليوم فهو فناء

خذني تعبت من المسير على الشكوك، تعبت مما تحجب الأهواء

أهرقت نصف دمي بأول دمعة من قال إن دموع قلبي ماء

أنا في رحابك كل نبض ناطق شوقا وكل قصيدة عصماء

وينتقل بسلاسة لقصيدته الرائعة “هامش المثنوي” والتي استحسنها الحضور كثيرا، يقول في بعض أبياتها:

راح يطوي الأرض وهو المنطوي عادة في القلب ألا يرعوي

مذ غوى أغوى ومذ مال استوى فوق حظ مائل لا يستوي

لا يرى فرقا فها كل الورى أجلوا المهوى

بخطو ملتو يا طريق الليل ضاع المنحنى

من أنا؟ من ذروة الكون الغوي

دورة، في دورة، في صرخة ذاك ما اهتاج الفؤاد المولوي

وألقى الشاعر الأديب علي النمر قصيدته “أحاديث من أنباء الغيب” يذكر فيها صفاته (ص) ومكانته الرفيعة، فيقول فيها:

أتى غيثا وباطنه هدايا لود (غير ذي زرع) يعيه

فزمزمه الجلال رؤى ووعيا وأسكنه على شرف وجيه

نما هديا تهجته المنافي فوطنها وأنطقها بفيه كما للروح أجنحة

عروج تجلى كالسماء لقاصديه ومذ جاءت لقومي (ما عنتم) أعد لهم هداة من بنيه

إلى أن يقترب الشاعر أيضا من الواقع الصعب شاكيا الحال، فيقول:

ويطلقنا حماما من سلام على أفق الحقيقة كي نعيه فنحمد

وهو (أحمد) ما تسامت له الأفهام في زمن المتيه
أيا زمنا تقنع في قوم بما اجترحوا من الفعل السفيه
أشاعوا باسم منهجه المنايا وقد (مردوا) على زيف الوجوه
وإن أدري (قريب) ما وعدتم؟ (فسيحوا) في متهة شانئيه

وآخر من ألقى كان الشاعر جابر الجميعة، الذي ألقى قصيدة وصفية رائعة بحق الرسول (ص)، يقول في مطلعها:

على هامش الذكرى أسلي بك العمرا وأطلق من بوحي قصائده الحيرى

فما الشعر إن لم يحتف بمحمد بشعر ولا يرقى لناظمه فخرا

إذا قلت شعر لم أوفيك حقة فخذني زهيرا واستمح لي به عذرا

وقفت على ذكراك استلهم الشعرا وطفت بآفاق النبوة والمسرى

يسامرني ومض البراق ووثبة بها يتهاوى الليل إن هزه فجرا

ويواصل الشاعر التعبير عن شوقه للحبيب (ص)، فيقول:

وقفت وكلي في هواك متيم وأعلم أني لن أطيق معي صبرا

فخذني إلى معناك عش حمامة بغارك، واتركني فقد عفتني طيرا

وقد هزني شزقي وجفت قرائحي فكن لي مجازاتي وكن بيننا بحرا

وكن لي رحيق الورد في كل شهقة أمني بها روحي فأشبعها زهرا

وضمن فعالياته وتزامناً مع اليوم العالمي لحقوق الانسان، كرم المنتدى المحامي الدكتور صادق الجبران الذي نال جائزة المنتدى لحقوق الانسان في هذا العام نظير جهوده في مجال حقوق الانسان والدفاع عنها ودوره في نشر الثقافة الحقوقية وتحدث راعي المنتدى مشيدا بجهوده وداعيا للاستفادة من خبراته وتجاربه الوافرة، تناول الدكتور الجبران في كلمته الجوابية تأكيدا على الاهتمام بقضايا حقوق الانسان وجعلها أسلوبا في تطوير وتنمية المجتمع وتحقيق تطلعاته من خلال معرفة الأنظمة والقوانين، واستعرض تجربته الحقوقية طوال العقود الماضية في مجال الأبحاث والدراسات والمشاركات في الدورات الدولية المتعلقة بهذا النشاط. كما كرم المنتدى أيضا الأستاذ يوسف المسعود الذي أقام معرضا فنيا لأعماله حول الحج وتحدث عن هذه التجربة وعرض فيلما توثيقيا حول مشروعه.

لمشاهدة الصور اضغط هنا

 

التغطية الإعلامية

التقرير على اليوتيوب:

https://youtu.be/y_Tu5a7KjpA

المحاضرة الكاملة:

كلمة الدكتور صادق الجبران:

قد يعجبك أيضاً

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافق أقرأ المزيد