منتدى الثلاثاء يناقش سبل تطوير النشاط الرياضي في المنطقة

1٬963

تفاعلاً مع البطولات الرياضية المتواصلة في المنطقة على المستوى الوطني والعالمي، وبالتعاون مع شبكة القطيف الرياضية خصص منتدى الثلاثاء الثقافي ندوته الحوارية لهذا الأسبوع لمناقشة موضوع “النشاط الرياضي في المنطقة وسبل تطويره” بمعية كلٍ من الدكتور حبيب الربعان مستشار الاتحاد الرياضي للجامعات السعودية، والأستاذ جمال العلي الشخصية البارزة في الاعلام الرياضي، وقد مثل الشبكة الأستاذ محمد الخباز بكلمة بهذه المناسبة التي أقيمت مساء الثلاثاء 19 رجب 1440هـ الموافق 26 مارس  2019م وسط حضور متنوع من رؤساء اندية ومهتمين بالنشاط الرياضي، فيما ادار اللقاء الأستاذ زهير الضامن.

وفي الفعاليات المصاحبة التي سبقت الندوة، شاهد الحضور الفيلم القصير “صراع” من الانتاج المحلي حول وأد الكفاءات ومحاربة الفنون والثقافة، كما تم تكريم رائدة الأعمال الأستاذة انتصار العوامي كأول سيدة تفتتح محلا لبيع وصيانة أجهزة الجوال حيث تحدثت عن تجربتها التي انطلقت بشيء من المغامرة إلى أن أثبتت قدرتها ونجاحها. وأقامت الفنانة زهراء عباس العلوي عضو جماعة الفن التشكيلي بالقطيف معرضاً للوحاتها التشكيلية بتمثل تراث البيئة المحلية وتحدثت عن موهبتها التي انصقلت بدافع ذاتي واهتمام أبوي. وحل عضو الهيئة الاستشارية لمنتدى الثلاثاء الثقافي الكاتب الأستاذ محمد الخلفان ضيف شرف لهذه الأمسية حيث تفضل بتسليم جميع المشاركين دروع المنتدى التقديرية.

افتتح الحوار الرياضي الأستاذ زهير الضامن مرحباً بالحضور واصفاً الحديث في تطلعات وهموم الرياضة موضوع له بداية وليس له نهاية، كما عرف بضيفي الندوة الدكتور حبيب علي الربعان الحاصل على الدكتوراه في التربية البدنية من جامعة بتسبرج وأستاذ علم النفس الاجتماعي الرياضي المشارك بجامعة البترول ومستشار الاتحاد الرياضي للجامعات السعودية، ورجل الأعمال جمال عبد المجيد العلي عضو اللجنة الصناعية في الغرفة التجارية لدورتين، عضو نادي القادسية، واعلامي لبرامج رياضية مرئية ومسموعة.

في بداية اللقاء تحدث الأستاذ جمال العلي عن الزمن الرياضي الماضي في المنطقة بالقول بأن نوادي محافظة القطيف كانت متميزة على أكثر من صعيد رغم الامكانات المحدودة في ذلك الوقت لكنها خرجت نجوماً ساطعة في سماء الرياضة السعودية وهي كانت المنبع لرواد النجومية في المملكة مستعرضاً أسماء عديدة كعلوي مكي، وصالح عجاج ورشيد سنبل والدكتور عبد العزيز المصطفى ومحمد عيد الذين أعطوا رسالة رياضية عريقة تحمل في طياتها التجديد والنجومية. وأوضح أن الدافع عند لاعبي الأمس كان الرغبة والهواية وفي سبيلها كان المنتمون للنادي يتحملون نفقات النادي والمباريات، تجمعهم المحبة، وكان كل نادٍ يهتم بلعبة يتميز ويختص بها، أما اليوم فهناك خلل داخل إدارات أندية المحافظة الثلاثة عشر مما أدى إلى تدني المنتج الرياضي.

وأضاف الإعلامي الرياضي أن السبب الأهم في اختفاء بعض الرياضات التي كانت بارزة في أندية القطيف والأحساء هو عدم الدعم المالي لها، فالمنتج الرياضي موجود لكن إدارة الأندية تقف عاجزة عن تطويرها ودفعها للأمام، مستشهداً بنادي مضر بطل آسيا الذي يمرن لاعبيه على أرض من الاسفلت، ونادي الترجي الذي ظل لسنوات يمارس إدارته في شقة وليس لديه ملاعب تمكنه من تطوير لاعبيه، الأمر الذي أدى إلى اضطرار الأندية للبيع والاعارة.

من جهته أوضح الدكتور حبيب الربعان أن إدارة الرياضة بشكل عام تعاني من عدة مؤاخذات انعكست سلبياتها على جميع الأندية بما فيها أندية القطيف الزاخرة بالمهارات، مشيرا إلى أن المسيرة الرياضية في المملكة ما زالت بحاجة إلى دراسة معمقة تهدف إلى وضع لوائح وقوانين واهداف محددة كي  ترسم مستقبل واضح المعالم تعالج جوانب الخلل التي من أهمها التحول إلى العمل المؤسسي للأندية.

وحول أهم التحديات القائمة اليوم أوضح الدكتور الربعان أنه بالإضافة إلى ضعف الدعم المالي هناك خروج الكفاءات الرياضية إلى الأندية المختلفة، وعدم القدرة في الجمع بين الدراسة الجامعية والرياضة، وقلة المنشآت المهيأة. وحول توأمة الأندية أشاد الدكتور الربعان بالفكرة غير انه أشار إلى صعوبة التطبيق في الوقت الراهن لأسباب عديدة مؤكداً على اهمية مأسسة العمل الرياضي القائم على اللوائح والادارات المنتخبة للأندية، داعيا رؤساء الأندية لإحياء الدور الثقافي والاجتماعي للنادي وعدم الاكتفاء بالتمرين الرياضي فقط.

وأشار الأستاذ جمال العلي لجملة تحديات تواجع الأندية الرياضية منها انحسار العمل التطوعي في أندية المحافظة، وكذلك ضعف الدور الاجتماعي والثقافي للنادي الذي كان شاخصا في السابق، كما اضاف أن من بين التحديات الخلافات بين أعضاء الادارات أو بين الأندية نفسها، مؤكداً على أهمية إيجاد تعاون بين مثلث الجمعية والنادي والحسينية، لتحقيق تعاون بين المؤسسة الاجتماعية والدينية والرياضية للنهوض بمسيرة أندية القطيف والتعاون في تجاوز هذه التحديات، منتقداً ابتعاد علماء الدين عن توجيه الشباب للعمل ضمن الأندية الرياضية. كما أضاف الدكتور الربعان أنه ينبغي العمل على تصحيح مجموعة مفاهيم لدى الرياضيين من اهمها عامل الوئام والمحبة بين أعضاء النادي إدارة ولاعبين الذي يوفر انتاجاً للنادي أكثر مما تمنحه القوانين والأنظمة، وزيادة التعاون وبناء الثقة فيما بين أندية المنطقة فهي منبع الكفاءات الرياضية، ودعا للابتعاد عن سوق المزايدات على اللاعبين، والعودة إلى تخصص الأندية، كما اكد على أهمية استعادة الأدوار الاجتماعية والثقافية للأندية.

وقبل بدء المداخلات القى ممثل شبكة القطيف الرياضية الاستاذ محمد الخباز كلمة أشار فيها لانطلاق عمل الشبكة عام 2008م لدعم أندية المنطقة إعلامياً، وبعد النجاح أضيف لعمل الشبكة عقد الملتقيات الرياضية لتكريم المنجزين الرياضيين عام 2011م لخلق التنافس الايجابي وتعزيز الابداعات الرياضية في مختلف ابعادها. بعد ذلك بدأت جولة مداخلات الحضور بتعقيب الأستاذ خليل الفزيع مبيناً الإضافة النوعية لهذه الندوة لنشاط المنتدى كما تساءل عن وضع نادي الروضة بالأحساء، وفي مداخلته أشاد الدكتور عبد العزيز الحميدي بدور خليل الزياني صانع لعبة القدم في المنطقة، كما طالب إدارات الأندية بالتعاون مع الأسرة في تحقيق التوازن بين الاهتمام الدراسي وممارسة اللعب الكروي، مقترحاً تشكيل مؤسسات تجارية تعنى بالابتعاث الرياضي. وعقب رئيس نادي الترجي الاستاذ علوي العوامي بأن الرياضة أصبحت اليوم صناعة بخلاف الزمن الماضي ولابد من توفر عدة عوامل لنجاحها، مطالباً أصحاب الخبرات في التنظيم الإداري أن يتطوعوا بتدريب إدارات الأندية على أساليب الإدارة الحديثة الناجحة.

الأستاذ كمال المزعل انتقد تحميل الأندية مسؤولية ضعف التنظيم الإداري لأن هذه الإشكالية مفقودة حتى في الهيئة العامة للرياضة، وطالب بتكافؤ مخصصات الميزانية بين الأندية وقال أن السيولة المالية لأندية القطيف لا يمكن أن تقارن بأندية الرياض أو جدة، كما تحدث رئيس نادي المحيط بالجارودية الاستاذ أنس الطويلب عن تجربتهم في الاستثمار في الفئات السنية التي طبقت على لعبة السلة واعتبر اللاعب سلمان الثواب أحد نتائجها، مؤكداً على أن الشح في الأندية يشمل الاشتراك في العمل الإداري، منتقداً استمرارية القوانين القديمة المثبطة في الاستثمار التجاري ضمن نطاق الملاعب. وتحدث الشيخ حسين القريش عضو مجلس إدارة سابق عن أسباب عزوف الجيل الحالي عن الالتحاق بالنوادي وانشغالهم بما توفره وسائل التواصل الاجتماعي، كما حمل إدارات الأندية مسؤولية إيصال أخبارها للخطباء من المشايخ لدعم تطلعاتهم، وتساءل الأستاذ زكي البحارنة عن الفرص المتاحة اليوم للرياضة النسائية على المستويين الأكاديمي والممارسة الرياضية.

وعقب رئيس نادي الابتسام الاستاذ مصطفى هلال بالتأكيد على دور الأندية كجامع لفئات المجتمع من خلال التشجيع على توفير المزيد من اللعب الرياضية وليس من خلال تخصص الأندية، وأرجع الضعف في التخطيط لنشاط الأندية إلى عدم وضوح المخصص المالي من قبل الهيئة للنادي. وفي آخر اللقاء تحدث ضيف الشرف الأستاذ محمد الخلفان مبدياً مشاعره الندية تجاه منتدى الثلاثاء بالقول أنها تجربة ثقافية وطنية رائدة رغم محدودية الإمكانات، وهي تجربة متألقة في العمل الثقافي الذي يتسم بمناقشة مختلف القضايا بمخاطبة العقل والمنطق والحرص على لغة الحوار الذي يحترم الاختلاف ويحسن التعامل معه، مما أكسبه سمعة طيبة في مختلف الأوساط.

 

لمشاهدة الصور اضغط هنا

 

التغطية الإعلامية

 

التقرير على اليوتيوب:

 

المحاضرة الكاملة:

 

كلمة الفنانة زهراء العلوي:

 

كلمة الأستاذة إنتصار العوامي:

 

كلمة ضيف الشرف الأستاذ محمد الخلفان:

 

قد يعجبك أيضاً

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافق أقرأ المزيد