حكايتي مع منتدى الثلاثاء

287

الدكتور شاهر النهاري

لم تكن العوائق قليلة، الظلمة مستحكمة، الوحدة مع السائق المجتهد في تتبع الطريق، عطش الأفكار تستحثني، الدعوة لم تكن جلية، والهدف مبهم، مدرسة تعج بالتلاميذ، والمدرسين، والشعارات، والأعمال الفنية، وجعفر كان يدور بحبور النحل حول طلع الرحيق، وثقة المعلم المنهجي، واللوحات مرتسمة بأناقة رغم التباين.
الجميع ينظر لي خلسة، ويتخيل ماذا سأقول بعد زميل آخر دفن وجهه في كتب الفلسفة، ترى هل هي مسابقة في الظرف، والتعمق؟
هنالك نهج يحاول هضم لفيفات صدغي الأيسر، وأنا ألوك عظامه متذوقا.
الأيدلوجيا هنا متزاحمة، متصالحة، رغم كرنفالها المختبئ تحت الأرض، والسلالم الرشيقة، والأنفس تتنافس في شم عطري.
كل كلمة أقولها كانت تخلط الوجوه بالسكر، ورشات نارجيل التشجيع يقفز من لمعة الأعين المندهشة، عجيب الجلوس أمامهم، وهم منقسمون زهورا وعرجون بستارة.
الثقافة هنا كثيفة، والتنافس شريف، تفرق فيه القدرة، والتماهي، وجذب الأنفس، ولو بمجرد نفض فكرة سحابة بيضاء.
ليلة يصعب وضعها في إطار، ونهاية بين التحيات والتوديع وأنا أعاود الجلوس مع سائقي، وهو يسألني، فلا أكاد أجيب، فما رأيته عجيب، يحتاج لقلم فحم يسطر ملامحه بحياة تباين الألوان.
كانت تجربة استثنائية، في وقت استثنائي، في ظروف استثنائية، وعناوين حرية وعدالة ورقي، وكم أود لو أعرف اليوم وأقارن الصور بعد تقاطر السنين، فكيف تجمعت تلك الثقافة المتزاحمة في بيت قطيفي، وهل ما زالت أضوائه تشع أمنيات ويقين بما هو أبعد من ركام الطريق البعيد المهجور.

رابط الخبر اضغط هنا

 

قد يعجبك أيضاً

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافق أقرأ المزيد