مفهوم الوصول الشامل يشمل الجميع

24

11-2-2023م

الأستاذ أمين الصفار

كان المعرض الفوتوغرافي الذي احتضنه في منتدى الثلاثاء الثقافي للفوتوغرافية آمنة الحايك يوثق جانبا مهما من حياة الشارع في القطيف. رغم قلة عدد الصور إلا انها كانت كافية لرصد جانبا قد لا يبدو ظاهرا بشكل كاف وهو عادة المشي لكبيرات السن في شوراع القطيف. تلك العادة الحضارية العامة التي تمارس جميع الفئات السنية في القطيف، بل لا تختص بهذه الفئة العزيزة علينا، لقد أظهر المعرض صور كبيرات السن في ثلاثة صور: مشيا بشكل منفرد ومشياً باستخدام أنواع مختلفة من العكاكيز، وعلى الكراسي المتحركة في طريقهن الي أماكن واغراض مختلفة. هذآ المعرض الفوتوغرافي الجميل يوثق أيضا -وأن بشكل غير مباشر- حاجة محافظة القطيف -التي تم التقاط الصور فيها- الي حزمة من تطبيقات مفهوم الوصول الشامل.

أن مفهوم جودة الحياة هو المظلة التي تضم منظومة من البرامج الأنسانية الحديثة التي تساهم في تحقيق هذا المفهوم العالمي التي تسعى إليه الدول المتقدمة. فتحت هذه المظلة تأتي برامج أنسنة المدن التي تراعي البعد الأنساني عند التخطيط للمدن والمرافق العامة وتهدف الى تهيئة البيئة العمرانية لممارسة مختلف الأنشطة الفكرية والثقافية والاجتماعية والرياضية وغيرها من الأنشطة لتي تساهم في تطوير النمط الاجتماعي والاقتصادي للمدن. ويندرج تحت برامج أنسنة المدن العديد من المشاريع والمبادرات كمفهوم الوصول الشامل و تحسين المشهد الحضري وتحسين أوساط المدن والأحياء القديمة والسكنية زيادة الرقعة الخضراء والأستدامة البيئية، وهي كاليآت عمل مختلفة كل واحدة منها تهدف لمعالجة وتحقيق جانب محدد من مفهوم أنسنة المدن.

في فترة سابقة كان الزخم الأعلامي لوزارة الشؤون البلدية والأسكان رائعاً للتوعية بهذه المفاهيم قبل أن يعلو صوت الأستثمار البلدي، لكن على أرض أيضا اصبحت الأمانات والبلديات في حالة من التنافس الإيجابي الرائع وحقق بعضها أنجازات لا تخطئها العين حتى على مستوى المدن الصغيرة، التي استطاعت استقطاب أعداد جيدة من الزوار من مختلف مدن ومناطق المملكة. وفي الشهر الماضي صدر مشروع أستطلاع آراء العموم لوضع قواعد ومعايير تسمية المرافق العامة، وهذا إجراء مهم يمثل أحد تطبيقات أنسنة المدن.

الحقيقة أن مفهوم الوصول الشامل رغم عموميته لكامل المجتمع إلا أن البعض -للأسف- يختزله ويحصره في فئة ذوي الإعاقة الحركية فقط! لقد أظهر لي محرك البحث على الإنترنت ما لا يقل عن 90% من النتائج ارتباط مفهوم الوصول الشامل بفئة ذوي الإعاقة الحركية فقط!!

لقد وجدت في إحدى الدراسات التي تتناول مفهوم الوصول الشامل العبارة المهمة التالية، والتي تلخص مفهوم الوصول الشامل بطريقة عملية مختصرة، وتؤكد أيضا على شموله كافة فئات المجتمع دون تمييز والعبارة هي: (أن الوصول الشامل ضروري ل (10%)، وداعم ل (40%)، و مريح ل(100%) من السكان). فالحصر لمفهوم الوصول الشامل بذوي الإعاقة الحركية هو ربط بلا رابط وحصر غير مبرر، فذوي الاعاقات الأخرى غير الحركية أيضا هم ضمن مفهوم الوصول الشامل، ففاقدو حاسة البصر مثلا هم أيضا ممن يحتاج هذه التطبيقات ويستفيد منها ، فضلا عن الفئات الأخرى من المجتمع مثل الأطفال وكبار السن بل وهو المهم عامة الناس.

أن تسمية المرافق العامة وفق معايير أنسانية هي من تطبيقات أنسنة المدن وقريباً أن شاء الله سيتم في المملكة اعتماد قواعد ومعايير تسمية المرافق العامة، لذا فأن حصر مفهوم الوصول الشامل في نطاق ذوي الإعاقة الحركية فقط هو خدش في المفهوم نفسه.

 

رابط الخبر اضغط هنا

 

قد يعجبك أيضاً

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافق أقرأ المزيد