مختصون في الفنون: المملكة تشهد نهضة فنية غير مسبوقة

146

أكد مشاركون في ندوة “الفنون في المملكة والتطلع المستقبلي” التي نظمها منتدى الثلاثاء الثقافي بالقطيف مساء الثلاثاء 23 ربيع الثاني 1445هـ الموافق 7 نوفمبر 2023م وأدارتها الأستاذة هدى الناصر، أكدوا أن المملكة تشهد نهضة فنية غير مسبوقة في مختلف مجالات الفنون، على الرغم من وجود قصور مجتمعي في الوعي والتفاعل مع بعض مجالات الفن بعد تراجعه في العقود الماضية. وشارك في الندوة كل الدكتور كميل المصلي القيّم على المعارض المتنقلة في مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي إثراء في الظهران، والأستاذ خالد الخالدي رئيس ديوانية التراث والأدب الشعبي بالمنطقة الشرقية، وحضرها جمع من الشخصيات الثقافية والفنية في المنطقة، وحل الفنان زمان جاسم ضيف شرف في الندوة حيث ألقى كلمة في نهاية الفقرات وقدم الدروع التقديرية للمشاركين.

وقدم الفعاليات المصاحبة للندوة عضو المنتدى الأستاذ احمد المغلق، حيث بدأت بعرض فيلم قصير حول مهرجان “النهام” الذي نظمته مؤخرا هيئة المسرح والفنون الأدائية بالدمام، كما شملت الفعاليات معرضا فنيا للأستاذ حسن التريكي الذي تناول في كلمته جوانب من مسيرته الفنية وتجربته الطويلة في هذا المجال. وتم تكريم الفوتوغرافي هشام الأحمد على جهوده الفنية وتغطياته المتواصلة للأنشطة الاجتماعية وكذلك لعطائه الإنساني وتبرعه بكلية لأخيه، ووقعت الروائية العنود الرشيدي كتابها “ليلة قمرية” وألقت كلمة حول تجربتها الأدبية واتجاهات كتابتها.

بدأت مديرة الندوة الأستاذة هدى الناصر بكلمة بينت فيها أن هذه الندوة الفنية نهدف إلى التعريف بأبرز التحولات في مجالات الفنون المختلفة في المملكة ومواكبتها لمسيرة التحول الثقافي من خلال رصد أبرز الجوانب التي تغطيها الفنون والمجالات الجديدة التي انتهجتها من خلال توظيف التقنية والتعرّف على أحْدث أساليب العروض واستحضار الفنون التراثية وإبرازها بصورة حديثة، وأشارت إلى أن الندوة ستتناول عدة محاور هي: واقع وأشكال الفنون في المملكة، تجربة المعارض المتنقّلة لمركز إثراء وعرض لتجربة مهرجان النهّام للفنون الأدائية، وأخيرا دور الفنانين ومجالات مشاركتهم. وقدمت الضيوف المشاركين في الندوة وهما الدكتور كميل المصلي القيّم على المعارض المتنقلة في مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي إثراء في الظهران، وهو حاصل على درجة الدكتوراه من جامعة نوفا ساوث ويسترن في فلوريدا، وسبق أن شارك في العديد من الفعاليات والمعارض الفنية محليا وعالميا ومثّل المملكة العربية السعودية في بيانَلي الأول للشباب في القاهرة، وأشرف على عدد من المعارض في مركز إثراء. كما عرفت الأستاذ خالد الخالدي وهو باحث في التراث والتاريخ والأدب المحلي في المنطقة الشرقية، حاصل على بكالوريوس إذاعة وتلفزيون وصحافة من جامعة الإمام محمد بن سعود ويرأس ديوانية التراث والأدب الشعبي بالمنطقة الشرقية، كما أنه مشرف على لجنة التراث والأدب المحلي بفرع جمعية الثقافة والفنون بالدمام، وعضو مؤسس في الجمعية العربية السعودية للتراث غير المادي.

تناول في البداية الدكتور كميل المصلي تطور التعبيرات الفنية على مر العصور وتحولات الفن المعاصر والحديث في المملكة، وكذلك تجربة المعارض المتنقلة التي تنظمها مركز اثراء، مشيرا إلى المجالات الجديدة التي انتهجتها من خلال توظيف التقنية والتعرف على أحدث أساليب العروض واستحضار الفنون التراثية وابرازها بصورة حديثة. وأوضح في كلمته أن مشكلة التواصل بفعالية مع الجمهور كانت من القضايا المؤرقة لدى القائمين على الحركة الفنية، ولعبت المؤسسات الثقافية في المملكة حاليا دورا مهما في تعزيز هذا التواصل، وتهدف لخلق السياق من خلال دراسة الفنون وتهيئة المجتمع للتفاعل معها وتقديمها من خلال المعارض بصورة علمية ودقيقة ومواكبة للتطورات التقنية.

وواصل الدكتور المصلي حديثه حول دور المؤسسات الفنية في المملكة وأوجه التغير فيها كون الفن يسهم في خلق حالة التلألؤ الثقافي لدى المجتمعات، مشيرا لوجود شريحة كبيرة من الفنانين في مجتمعنا بسبب الامتداد الحضاري. ونوه بالأعمال والأنشطة الإبداعية التي تقوم بها مؤسسة “مسك” وخاصة الورش والاكاديميات الفنية التي يقيمونها على مدار العام، وانشاء الأحياء الثقافية في مختلف المدن السعودية، موضحا أهمية خلق السياق في المجتمع حيث كان الفن لا قيمة له سابقا، بينما تحولت الفنون في هذه المرحلة إلى توجهات تستقطب الكفاءات المبدعة من الجنسين حيث المعارض والمسابقات الفنية وكثافة الإنتاج الفني بمختلف اشكاله.

كما تحدث رئيس ديوانية التراث والادرب الشعبي بالشرقية الأستاذ خالد الخالدي حول تطور الفنون الأدائية في المملكة من خلال تشكيل هيئة المسرح والفنون الادائية والقيام بجولات ميدانية لغرض رصد وتوثيق الفنون والفرق الشعبية وتسجيل الممارسين وأعضاء الفرق، موضحا أن هناك ٢٧ فرقة فنون شعبية في المنطقة الشرقية، تؤدي ٢٥ لونا فنيا مختلفا. وأوضح في كلمته أن مهرجان “النهام” كان من ابرز المهرجانات التراثية وتخللته مسرحيات عن حياة الغواصين ولوحات فنية عن سنة الطبعة، ومسابقة النهام اليومية بين 16 نهاما من مختلف دول الخليج، ومشاركة ١٣ فرقة خليجية من بينها فرقة نسائية واحدة.

واستعرض في حديثه نماذج من الفنون الأدائية الشعبية التي كانت تحتل مكانة كبيرة في المجتمع، مبينا أن من بين الفنون التي اندثرت في المنطقة الشرقية “فن الفْجِري”، وهو فن رئيسي كان يستقطب أبناء المجتمع، ولكنه كانت خلال الفترة الماضية معاناة في إبراز هذا اللون أو تنظيمه في حفلات السَمر وغيرها. وأوضح أن المرحلة الحالية تشهد عودة لهذه الفنون الشعبية وتنمية للفرق الأهلية وتدريب أعضائها من قبل كبار السن حيث أصبحت هناك جلسات سمر ليلية عن فن الفْجِري وغيره من الفنون الأدائية الشعبية.

وبدأ الأستاذ خليل الفزيع فقرة المداخلات بالقول أن تأخر الفنون في السابق كان يصطدم ببعض المحاذير الدينية المفروضة على المجتمع، ومع التغير الحاصل في هذه المرحلة ستنمو مجددا الفنون الشعبية، وعلق الأستاذ علوي الخباز حول غياب الرؤية للفن المفاهيمي وانتمائه للمداري الفنية المعروفة، كما طرح تساؤلا حول دور الذكاء الاصطناعي واستخدامه في الفن التشكيلي وخاصة من ناحية الذوق والجمال الفني. وتناول الرحالة خالد الفرج موضوع الفرق الفولكلورية الشعبية التي تشارك في احياء المناسبات الاجتماعية وأهمية تشكيل جمعيات احترافية تجمعهم وخاصة من ذوي الصنعة المعينة كالنهامين مثلا ويتبادلون الخبرات والزيارات مع الجمعيات والفرق الشبيهة في بقية دول مجلس التعاون.

وتساءلت الأستاذة وداد المنيع عن سبل المشاركة في الأنشطة الفنية لمركز اثراء، كما طرحت الأستاذة عقيلة الخنيزي موضوع إشكالات التقنية الحديثة وادخالها ضمن برامج وأعمال الفن التقليدي والمجالات التي يمكن للمصممين الرقميين الاستفادة من المجالات الفنية. وقدم الأستاذ صالح العمير مقترحا بالاستفادة من بيت العمدة الواقع في مشروع وسط العوامية لتفعيل الفنون الشعبية فيه بصورة منتظمة، كما تساءل الحرفي الأستاذ منصور المدن عن هيئة التراث والفنون الأدائية وسبل التواصل معها. وطرح الأستاذ محمد المسكين موضوع علاقة الفنون بالإعلام، والدور الذي يمكن للفن أن يلعبه فيما اذا تمكن من توظيف الاعلام كي يخدم برامجه ومشاريعه.

وشرح الأستاذ محمد المصلي في تعقيبه تطور الاعمال المفاهيمية في الفنون معبرا عنها بأنها تحويل الفكرة إلى عمل ملموس، وعقب على العديد من المداخلات التي تم طرحها خلال النقاش، وتساءل الأستاذ محمد العيسان عن البرامج التأهيلية التي يقدمها مركز اثراء للفنانين المبتدئين. وناقش الفنان عبد العظيم شلي بعض المعلومات التاريخية عن دور الأندية في السبعينات في تفعيل الأنشطة الفنية بمختلف اشكالها، وطالب الحرفي الأستاذ علي الشطي بالاهتمام بصورة اكبر بالحرفيين وتنظيم مهرجانات خاصة لهم. وفي ختام الندوة تناول ضيف الشرف الفنان زمان جاسم في كلمته الختامية تطور الفنون في هذه المرحلة مستعرضا تاريخها ومشيدا بالتحولات الفنية الكبرى التي تشهدها الساحة الثقافية.

 

لمشاهدة كافة الصور اضغط هنا

 

لمشاهدة الندوة كاملة على اليوتيوب:

 

كلمة المعرض الفني (حسن التريكي) الأسبوع الثاني:

 

كلمة المكرم الأستاذ هشام الأحمد:

 

كلمة الكاتبة العنود الرشيدي (ليلة قمرية):

 

كلمة الفنان زمان جاسم  (ضيف الشرف):

 

قد يعجبك أيضاً

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافق أقرأ المزيد