خبراء أورام السرطان يؤكدون على زيادة فرص التعافي

299

بالتعاون مع جمعية الامل لمكافحة السرطان بالقطيف، وبمشاركة ثلاثة متعافين من السرطان،  نظم منتدى الثلاثاء الثقافي مساء الثلاثاء 30 ربيع الثاني 1445هـ الموافق 14 نوفمبر 2023م ندوة توعوية تحت عنوان “علاج الأورام السرطانية: مستجدات ونماذج” بمشاركة استشاري جراحة الثدي والغدد الصماء بمستشفى الملك فهد التخصصي الدكتور محمد الدحيلب. وأدارت الندوة التي حضرها جمع من المختصين في هذا المجال وعدد كبير من المهتمين الاخصائية النفسية أبرار الحبيب، كما شارك فيها استشاري الطب الباطني وأمراض الدم والأورام في مركز جونز هوبكنز أرامكو الدكتور عادل الخطي والذي يرأس مجلس إدارة جمعية الامل كضيف شرف في الندوة.

بدأت الفعاليات المصاحبة للندوة والتي قدمها عضو المنتدى الأستاذ احمد المغلق بعرض فيلم قصير بمناسبة اليوم العالمي للتسامح، وبعدها قدمت الفنانة ايمان شاكر كلمة تناولت فيها سيرتها في الفن التشكيلي مشيرة الى بداية موهبتها منذ صغرها واهتمام والديها بتنميتها، وتنوع مجالات الفنون التشكيلية التي عملت بها وتركيزها على الحروفيات لثراء اللغة العربية، وأخذت الحضور في جولة تعريفية على أعمالها المعروضة في صالة المنتدى. كما تم تكريم الأستاذ محمد آل جعفر الذي تحدث عن تجربته في مجال التصميم والاختراعات التي كان اخرها جهاز قطع الفلين بالسلك الحراري وتم تكريمه من قبل سمو امير المنطقة الشرقية، وتناول الكاتب مالك ال فتيل في كلمته حول كتابه “طلع ما رد” جانبا من أهمية المكونات التراثية اللغوية في تركيب شخصية المجتمع وضرورة الاهتمام بتوثيقها.

افتتحت الندوة الأستاذة ابرار الحبيب مرحبة بالحضور وشاكرة المحاضر وجمعية الامل لمكافحة السرطان للتعاون في تنظيم الندوة، مشيرة إلى أهمية تناول موضوع الأورام السرطانية بصورة موضوعية بعيدا عن المواقف العاطفية من اجل التوعية بما يفيد أبناء المجتمع في السعي لتقليل المخاطر. وعرفت الضيف المحاضر الدكتور محمد الدحيلب وهو استشاري جراحة أورام الثدي والغدد الصماء بمستشفى الملك فهد التخصصي بالدمام، وحاصل على بكالوريوس الطب والجراحة من جامعة الملك فيصل بالدمام، والبورد السعودي في الجراحة العامة مع مرتبة الشرف، وهو زميل الكلية الأمريكية للجراحين، وعضو الجمعية الأمريكية لجراحي الثدي والكلية الملكية الأيرلندية للجراحين، كما أنه حاصل على الزمالة الإكلينيكية لجراحة أورام وترميم الثدي وجراحات الروبوت للغدة الدرقية من جمهورية كوريا الجنوبية.

بدأ الدكتور الدحيلب حديثه باستعراض تاريخ علاج الأورام السرطانية حيث كان السرطان يعالج بالجراحة، أو الأعشاب (الكيميائية) على مر العصور، مشيرا إلى العلاج المناعي الجرثومي الذي استخدمه الفرعون المصري إيموتيب، كما استخدم الإغريق والرومان والمصريون الحرارة والطاقة الحرارية لعلاج الأورام، واستخدم الأطباء في الهند القديمة ارتفاع الحرارة في الجسم كعلاج، كما وصف الإغريق القدماء العلاج الجراحي للسرطان. وأوضح أنه في العصر الحديث بدأ الدكتور البريطاني جيمس أرنوت في استخدام العلاج بالتبريد لتجميد الأورام في علاج سرطان الثدي والرحم، ويعتبر الدكتور الفرنسي فيكتور ديسبينيس، «والد العلاج الإشعاعي» حيث بدأ في استخدام الأشعة السينية لعلاج السرطان، وفي العام ١٨٨٠م طور الدكتور الأمريكي هالستيد استئصال الثدي الجذري لسرطان الثدي. وواصل في الحديث عن تطور العلاجات للمرحلة الحاضرة بمختلف أنواعها.

وأكد الدكتور محمد الدحيلب في محاضرته أن هناك تطورا كبيرا في المرحلة الحالية في مجالي التشخيص والعلاج للأورام السرطانية بمختلف أشكالها، مشيرا إلى أن الأشعة التشخيصية ساهمت بشكل كبير في تحديد مرحلة الورم واكتشافه في مراحل مبكرة، كما أن تطور العلاج الإشعاعي والعلاج الجراحي والعلاجات الكيماوية والبيولوجية (المستهدفة) والمناعية والجينية، جميعها قدمت اسهامات كبيرة لعلاج الأورام. واكد في حديثه حول مرحلة الورم ومعدلات الشفاء على أن مرحلة الورم لها تأثير كبير في ارتفاع معدلات الشفاء من السرطان، مشيرا إلى نتائج دراسات حول معدل النجاة على مدى خمس سنوات لمرضى سرطان الثدي تفيد أنها تكون 100% في المرحلة التي يكون حجم الورم فيها صغير جدا وداخل الغدد، وتقل النسبة تدريجيا لكنها تصل الى 20% عندما يكون حجم الورم غير محددا ويكون انتشاره لخارج منطقة الثدي. وأكد على ضرورة الاهتمام بالفحص الدوري لمختلف أشكال السرطان كالثدي والقولون والبروستاتا.

وأوصى في نهاية محاضرته بضرورة مراجعة الطبيب عند حدوث أي تغيرات غير طبيعية في الجسم، والانتظام في اجراء الفحوصات الدورية المبكرة، وتجنب السمنة والحفاظ على وزن صحي، والاقلاع عن التدخين وتناول الغذاء الصحي. وتناول في حديثه أيضا تعريفا بجمعية الأمل لمكافحة السرطان بالقطيف ودورها في الجانب التوعوي حول أمراض السرطان في المجتمع والدعم النفسي للمرضى المصابين من خلال العديد من البرامج والأنشطة الإبداعية والمتنوعة.

وتحدثت على المنصة الأستاذة زهراء الضاحي حول تجربتها في مواجهة السرطان لأربع مرات بعد تعافيها، ودور البعد النفسي والثقة بالله في قوة معنوياتها التي جعلتها تتحمل تعب الحمل اثناء اصابتها بالمرض، وحمدت الله ان من عليها بابنة وهي في صحة جيدة. كما تحدث أيضا زوجها الأستاذ مؤيد آل ضاحي عن تجربته ومعاناته شخصيا واسريا والمصاعب التي مر بها اثناء فترة العلاج ثم التعافي التدريجي وهو يمارس حاليات حياته الطبيعية. وشاركت في عرض تجربتها الأستاذة بدرية الدحيم حيث شكرت كل من ساندها ودعمها وخاصة جمعية الامل حيث تمكنت من تجاوز المرض والعودة للحياة الطبيعية، كما تحدثت المتعافية الدكتورة زمزم ال عبيدان عن حالتها التي مرت بها وجعلتها تخرج منها بصورة اقوى وتكرس جهدها لدعم الأشخاص المصابين، وانضمامها لجمعية الامل لمساندة المرضى وتوعيتهم.

وأشار الدكتور عادل الخطي الذي كرم المشاركين في الندوة إلى أهمية تغيير نمط الحياة ليكون أكثر جودة وصحة ونشاطا بعيدا عن التوتر والقلق، متناولا في حديثه دور الجمعيات الأهلية المتخصصة في المجال الصحي المهم مشترطا ضرورة تحديد الأهداف بصورة دقيقة كي تتمكن من تقديم برامج مناسبة ومنافسة تقدم الجديد للمجتمع.

وبدأت مداخلات الحضور بمقترح للرحالة الأستاذ خالد الفرج بمشاركة فرق الدراجات النارية في الفعاليات التي تنظمها جمعية الامل من اجل توسيع رقعة المشاركين وابرازها إعلاميا بشكل فعال، وتساءل الأستاذ محمد العيثان عن مدى التفاوت بين مختلف كال العلاجات المستخدمة لأورام السرطان. وطرح الأستاذ محمد الزعبي فكرته حول دعم مرضى السرطان من خلال العمل على توعية المجتمع عبر نشر تجارب المتعافين لتكون مادة تثقيفية وداعمة للمصابين، وابدى استعداده لنشر وتوزيع مثل هذه الإصدارات عبر دار النشر التي يمتلكها. واعرب الأستاذ صالح العمير عن مدى تفاعله مع التجارب التي سمعها في الندوة من الأشخاص المتعافين ومدى قوة تحملهم وقدرتهم على العودة الإيجابية المتفائلة للحياة.

 

لمشاهدة كافة الصور اضغط هنا

 

لمشاهدة الندوة كاملة على اليوتيوب:

 

كلمة المعرض الفني (إيمان شاكر) الأسبوع الأول:

 

كلمة المكرم الأستاذ محمد آل جعفر:

 

كلمة الكاتب مالك آل فتيل (طلع ما رّد):

 

كلمة الدكتور عادل الخطي (ضيف الشرف):

 

قد يعجبك أيضاً

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافق أقرأ المزيد