الملتقيات الثقافية

3٬796

لم يمنع كثرة المنتديات الحوارية على الشبكة ألالكترونية من أن ينتشر في ألآونة الأخيرة كثير من الملتقيات الثقافية الحية في مجتمعنا، والتي خفتت بعض الشي سابقا وبتعد عنها الكثير من شريحة العامة من الناس، لما يتضمنها من الطرح العميق الذي يصعب قليلا على بعض الفئات وما يصاحبه من فتور بعض الأحيان، ولكن بفضل المهتمين في الشأن الثقافي عادت هذه الملتقيات من جديد حية ونشطة بأسلوب عصري شيق يحاكي القضايا الثقافية المتجددة ويطرح حلول مبسطة لمشاكل العصر الاجتماعية والاقتصادية وينيط اللثام عن المواقف القيادية في جميع الأصعدة الحياتية مما يعطي نوع من الاتصال المباشر مع المتصدرين للقرار.
واتخذت المنتديات أو ( الندوات) أشكال جديدة من الناحية التقنية والإعلامية مما ساعد على إضافة جو من المتعة ممزوج بالفائدة والمعرفة .
والملتقيات الحوارية الحية هي وسيلة اتصال ثقافي مميزة عن سواها لما يكون فيه الطريق المباشر في التخاطب الشفهي مصحوبا بنوع من التفاعل الحركي الذي يرتسم على وجه الملقي أو الحضور،والتفاعل الواضح والتجاوب الظاهر من أبناء المجتمع بشكل أو بآخر لهو دليل على ان هذه المنتديات نجحت في تحريك العجلة الثقافية داخل طبقات المجتمع لدى الجنسين وعلى مستويات عمرية مختلفة .
ولكي ندرك أهمية هذه الملتقيات نطرح سؤال مهم- ما هي الأهداف التي يمكن تحقيقها على وجه التخصيص من هذه المنتديات الثقافية ؟ أولاً: الحراك الثقافي :حيث أن المجتمع الحي هو ذاك المجتمع التي تدافع فيه الأفكار الحية والمتجددة والمفيدة ،وهو ذات المجتمع الذي يفرز ما هو صالح له وما هو غير ملائم لثوابته الفكرية والأسس المبنية عليها .
ثانيا: ألابتعاد عن السطحية : ففي الملتقيات الثقافية عادةً ما تتناول جانب من موضوع وتركز على ذلك الجانب وتغطي جميع جوانبه، كما هو الكتاب المتخصص في موضوع ما ،وكما هو المعتاد يحاول الملقي أن يقدم عصارة فكره ونقل تجربته في هذا الجانب أو ذاك، مما يجعل الفكرة عميقة ورصينة من خلال عرض الآراء و ألاجتهادات ونقاش الاجتهادات السابقة وتتجلى هذه النقطة في المنتديات العلمية المتخصصة .
ثالثاً: رفع المستوى الثقافي : فأن التغيير ألايجابي نحو الأفضل يتأتى من خلال رفع المستوى الثقافي لدى أبناء المجتمع، والمنتديات الثقافية هي وسيلة فعالة لرفع مستوى الشخص لما للملتقى دور في توعية الفرد المتلقي وفتح أبواب له من خلال دفعه إلى القراءة ومتابعة الأحداث وزرع روح المسؤولية لديه . رابعا: أعطاء فرصة للمختصين والمثقفين من غير المعممين، وهذه المسألة مهمة جدا لتعريف الكفاءات المعطاءة من أبناء المجتمع، ولاستثمار كل الكوادر الثقافية التربوية والعملية لصالح المجتمع.
وفي الحقيقة إننا نتمنى إلى هذه الملتقيات المفيدة أن تنتشر كعادة بين أفراد المجتمع على غرار (عادة القراءة الحسينية) ، وان يتفاعل أبناء المجتمع مع هذه الظاهرة لما تمثله من روافد ثقافية تفتح الأفق نحو تفكير علمي دقيق ، والملتقيات تصنع تموجات فكرية داخل أطياف المجتمع وهذه من مميزات المجتمع الحي ، وطبعا لابد من حضور العقل حتى نميز بين الصحيح والسقيم ونتبع الأحسن قال تعالى: ﴿ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُوْلَئِكَ هُمْ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ ﴾.

قد يعجبك أيضاً

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافق أقرأ المزيد