الصالونات الأدبية في المملكة

3٬364

لا شك أن الصالونات الأدبية أصبحت ظاهرة صحية في المشهد الثقافي السعودي، وكم يسرني أن أرى ولادة صالون أدبي بين فترة وأخرى، لأنه بات من المتفق عليه أن هذه الصالونات تفتح حواراً صحياً بين مختلف الفئات التي ترتاد مثل تلك الصالونات على مختلف المستويات الثقافية والتوجهات الفكرية، ففي هذه الصالونات يلتقي المثقفون ويتحاورون ويستمع إليهم عدد من المواطنين والمقيمين من مختلف شرائح المجتمع، وهو ما يسهم في خلق بيئة ثقافية فاعلة، وعلى صعيد آخر يتم من خلال تلك الصالونات عقد لقاءات مثيرة برواد الفكر والثقافة ورجال الدولة وأصحاب النجاحات التجارية والفاعلين في المشهد الثقافي وهو ما يسهل على الناشئة بناء علاقة إيجابية بالرموز الوطنية والمثقفين الفاعلين. بحسب علمي ليس هناك تنسيق بالدرجة المرضية مع أصحاب تلك الصالونات الثقافية من قبل الجهات المسؤولة عن الثقافة، لذا آمل أن تحرص الجهات المسؤولة عن أمر الثقافة على التعاون مع أصحاب الصالونات الثقافية، لمعرفة المثقفين والشعراء لتستفيد منهم فيما تنظمه من فعاليات فكرية، كما أقترح على المهرجان الوطني للتراث والثقافة أن يهتم بدعوة أصحاب الصالونات الثقافية، واستشارتهم من خلال لجنة المشورة السنوية. وعلى اللجنة الثقافية بمجلس منطقة الرياض، أن ترصد وتوثق الصالونات الأدبية بالمنطقة، «هذه المنطقة التي تميزت باحتضان أكبر عدد من الصالونات الأدبية على مستوى المملكة». ويمكن لمجلس المنطقة أن يضع آلية لدرس أوضاع تلك الصالونات وتطويرها بشكل علمي مدروس، يضمن لها الاستمرار والتنوع في ظل المتغيرات الكثيرة التي يمر بها المجتمع السعودي، خصوصاً أن أمير منطقة الرياض الأمير سلمان بن عبدالعزيز معروف باهتمامه بالثقافة والمثقفين. وهنا لا بد من أن أشير إلى جهود وكالة وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية، ممثلة في الدكتور عبد العزيز السبيل، التي تعنى بهذه الصالونات، ووضع آلية تزيد من فاعلية حضورها. كما لا بد من الإشادة بخطوة مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني الرائدة، عندما عقد «ندوة الصالونات الثقافية ودورها في نشر ثقافة الحوار» في مكة المكرمة، في شهر ربيع الآخر من العام الماضي، واستطاع بكل اقتدار أن يجمع أصحاب هذه الصالونات في حوار حضاري جميل.

قد يعجبك أيضاً

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافق أقرأ المزيد