يزخر المجتمع الكويتي بمجالس أهلية مفتوحة تتمتع بسقف عال من الحرية يطلق عليها «الديوانيات» عاصرت الرواد والأجيال الأولى من الخمسينات ولازالت تتمتع بنفس طويل من العطاء والإبداع حينها كانت المدينة محاطة بأسوار لم تمنعها تلك الأسوار والقلاع من فتح ديوانيات الفريج لتلقي سوالف البحر والغواصين وصيادي اللؤلؤ المهرة محمله بتعب الحياة اليومي. ومع إزالة هذه الأسوار المحيطة بالمدينة تبلور عمل الديوانيات في انفتاحها الثقافي والاجتماعي مع الآخر واحتضنت بعض الثقافات الواردة من خارج السور من العراق والبحرين والسعودية ومارست حركة المد والجزر المرافقة لدول الجوار وكان جل اهتمامها يتركز على الوضع الاجتماعي والمعيشي والتعايش جنبا لجنب مع أطياف الثقافات الواردة تطور الأمر إلى أنشاء عدد من المآتم الحسينية عملت على جذب خطباء المنبر من العراق والبحرين والسعودية يكتنف تلك المآتم عادة ديوانيات مصغره تقبع على مداخل الحسينيات يتم تداول الإرث والحدث اليومي بين جدرانها قبل البدء بخطابة المنبر الحسيني. وقتها دولة الكويت كانت تفتقر إلى العمل المؤسساتي حيث يتم نشر إعلانات ومراسيم الدولة عبر الديوانيات وتفاعلا مع متطلبات المرحلة الماضية من عمر المنطقة وحين نضجت دساتير الديوانيات استقطبت المسئولين والسياسيين والنخب الثقافية بجميع أطيافها على مدار السنة إلى يومنا هذا، وبعد مخاض عسير وفترة من الزمن وضمن أطار الحريات المتاحة تم أنشاء البرلمان الكويتي نتيجة الإفرازات والضغط لكنه لم يلغي مسيرة الديوانيات وظلت الديوانية هي المساند والداعم وأحيانا المعارض للبرلمان بإطار الفرح والحزن والهم والخوف بل عملت على تصحيح مسار البرلمان على مدى عقود من الزمن من نقد واعتراض حيث تكونت أطر ومفاهيم الأحزاب داخل المجتمع الكويتي وأطلقت أجراسا معارضة للمسئولين في البرلمان والحكومة لكنها لم تدم طويلا وضمن هذه المعطيات دخل العمل الانتخابي للحياة النيابية. ولان الديوانية هي الأم وجسد الثقافة والمؤسس لفكرة البرلمان فهي المحرك للمرشح وتلعب في أوراق النجاح والفشل للمرشح حيث يقوم المنتخب عادة بعمل مقره الانتخابي أما منفصلا أو متصلا بالأم ولكنه في تلك الحالتين دائما يلجأ إلى رحم العمل البرلماني من خلال خروجه المتكرر إلى الديوانيات المنتشرة داخل الوطن لطرح برنامجه الانتخابي أن صح التعبير لان مسمى البرنامج واقعا محصور على أدبيات الأحزاب وبالتالي يمكن للمرشح حصد أرقام مهوله من الأصوات عبر عرض برنامجه على مرتادي الديوانيات لعلم المرشح أنها تمثل الأم حيث تتمتع بسقف عال من الحرية كما أسلفنا لا يوجد عادة تحت قبة عبد الله السالم. وبما أن المحافظات والمناطق السعودية من التعقيد لم تعد رهينة للاجتهادات الشخصية والأفكار الأحادية وان تجربة المنتديات الثقافية فيها لا تتمتع إلا بسقف متدني من الحرية وهي محاصره اجتماعيا ومؤسساتيا حيث تشارك في تبني الهم والحراك الثقافي من منظور ضيق مقتصرا عملها على المفهوم النظري لم يترجم إلى عمل ينعكس على مصلحة ومنفعة الناس والمجتمع بجميع طبقاتهم أو كمن يحرث في الماء وبالتالي أن منتدياتنا الثقافية يجب عليها الاسترشاد بأدبيات الديوانيات والعمل البرلماني بهدف صناعة المعلومات المتاحة لتحديد الأهداف والأولويات لرفع الخدمات العامة والانتخابية والثقافية على المستوى المحلي. وحيث أننا على أبواب ألانتخابات البلدية في وقت العطش الانتخابي وأن الانتخابات القادمة ستشهد أتساعا وفتح للنوافذ النسوية لكي تدخل المرأة ناخبه أن لم تكن منتخبه من خلال العملية الديمقراطية والمشهد الثقافي وبما أننا في حاضر يتحرك بسرعة ومستقبل يقترب بسرعة ونتيجة لانعدام الرصد العلمي الدقيق وضعف التوجه والممارسة وكنتيجة نهائيه أن المرشح البلدي قضي عليه بأن ظل يتعبد في محراب التيارات الدينية لان كثير من الكفاءات الوطنية خسرت بسبب مواقف لا ربط لها من قريب أو بعيد بالمهمة التي ستقوم بها لكن المزايدات التي تلبست بالعواطف الدينية حالت من كفاءتها وبين تصويت الناس لصالحها وكأننا سنختار قاضيا أو فقيها لذا لزم على المرشح الانخراط والخروج من رحم هذه المنتديات والنوادي الأدبية لأنها هي الواجهة الفعلية للثقافة لكل المناطق والمحافظات مع كثرة سلبياتها ويجب على المرشح تناول برنامجه الانتخابي من خلالها بحيث لا يقتصر عمله الانتخابي داخل مقره الانتخابي بل يجب عليه ممارسة برنامجه من خلال معطيات المنتديات المنتشرة لكشف أوراقه الانتخابية أمامها وتقييمها من المرتادين والقائمين للمنتدى حتى يتسنى قبوله كمرشح قوي قبل فترة الاقتراع الحاسم ليحصد بمجهوده عدد الأصوات المتاحة لنيل مقعده عن جداره وقبول ولا يعتمد على التحالفات التي عانينا منها الأمرين لنظرتها الطائفية والمذهبية والقبلية البغيضة.
الإثنين, 4 نوفمبر, 2024
أخر الفعاليات
- ناقشها منتدى الثلاثاء الثقافي بـ #القطيف ” قراءة في نظام الاحوال الشخصية “
- الكاتب الحميدي يصدر كتابًا جديدًا يدعو إلى العودة للأصول والثوابت
- مختصون: نظام الأحوال الشخصية «نقلة نوعية» للمنظومة القانونية
- محامون في ندوة الثلاثاء الثقافي : نظام الأحوال الشخصية شكل نقلة حقيقية
- محامون في ندوة الثلاثاء الثقافي : نظام الأحوال الشخصية شكل نقلة حقيقية
- محامون في ندوة الثلاثاء الثقافي : نظام الأحوال الشخصية شكل نقلة حقيقية
- محامون في ندوة الثلاثاء الثقافي : نظام الأحوال الشخصية شكل نقلة حقيقية
- محامون في ندوة الثلاثاء الثقافي : نظام الأحوال الشخصية شكل نقلة حقيقية
- ثقافي / “قراءة في نظام الأحوال الشخصية”: ندوة ثقافية بمنتدى الثلاثاء الثقافي
- محامون في ندوة الثلاثاء الثقافي : نظام الأحوال الشخصية شكل نقلة حقيقية