العلمي يناقش قضايا الطائفية والتكفير والفساد في منتدى الثلاثاء

3٬785

القى الاستاذ عبد الله العلمي محاضرة في منتدى الثلاثاء الثاقفي بالقطيف تحت عنوان “قراءة نقدية في ثلاثية الطائفية والتكفير والفساد” وذلك مساء الثلاثاء 14/4/1431هـ الموافق 30/3/2010م وبحضور مجموعة من مثقفي وكتاب المنطقة. وادار الندوة الاستاذ محمد الخباز الذي عرف المحاضر بأنه من مواليد مكة المكرمة وحاصل على بكالوريوس في الادارة والاقتصاد والادب الانجليزي، وعمل في العديد من المواقع الادارية في شركة ارامكو طوال 21 عاما، كما أنه عضو مؤسس في العديد من الجمعيات الاهلية المحلية والاقليمية والدولية.

تناول المحاضر في البداية نماذج من قضايا الفساد المالي والاداري عبر استعراضه لمثلين حيين هما كارثة السيول في جدة وتهريب النفط من ميناء ينبع، ففي القضية الاولى استعرض تسلسل احداث الكارثة والمواقف منها ابتداء من قرار السماح بانشاء “بحيرة المسك” منذ عام 1984م لتفريغ فائض الصرف الصحي بجدة لعدم وجود شبكة مجاري كافية تغطي احياء المدينة.

وتحدث عن العديد من القضايا ذات العلاقة بالموضوع بما في ذلك بيع أراضي (عين العزيزية) في منطقة الحرازات بأسعار رمزية للمواطنين فبنو عليها دون صكوك، وإنما بحجج مبايعة تثبت شراءهم للأراضي مما جعل منها منطقة مكتضة. وفي عام 2002 صرحت أمانة جدة أنها تعمل على 60 مشروعًا بتكلفة مليار ريال وتتوقع عند الانتهاء من هذه المشاريع خلال الأعوام القليلة المقبلة أن تكون الأمانة قد قدمت الحل الكامل لمشاكل مدينة جدة مع التصريف، مع أن جمعية المهندسين السعودية أكدت أن أنظمة تصريف مياه الأمطار كانت وهمية، فقد أبرمت ثلاثة عقود مع مؤسسة واحدة في عامي 1427-1428هـ لصيانة وترميم قنوات تصريف مياه السيول بمبلغ إجمالي يتجاوز 320 مليون ريال.

النموذج الثاني كان حول تهريب النفط من ميناء ينبع، حيث أوقفت وزارة البترول والثروة المعدنية في قرار عاجل الشركة المتورطة في تهريب النفط من ميناء الملك فهد الصناعي في ينبع إلى فرنسا ودول أوروبية. وفي المقابل، تنصلت إدارة الميناء من تحمل أية مسؤولية لتهريب النفط، محملة إدارة الجمارك كامل المسؤولية.

واشار الى ان القصة بدأت عندما تقدمت مجموعة تجارية عام 1986م، بطلب إلى وزارتي التجارة والصناعة والبترول والثروة المعدنية يسمح لها بإنشاء أول شركة لإنتاج المواد البتروكيميائية في المملكة، تعود ملكيتها للقطاع الخاص. وتمت الموافقة على طلب الشركة، وتقدمت شركة إنتاج المواد البتروكيميائية للحصول على عقد شراء الفائض من أرامكو، وأبرمت معها اتفاقية للالتزام باستثماره والاستفادة منه محليا، في نفس الوقت الذي تملك فيه الشركة ترخيصا بتصدير الزيت المستهلك (المحروق) بعد جمعه من الشركات والمكائن ومحال تغيير زيوت السيارات، فاستغلت الترخيص لاستبدال تصدير الزيوت المحروقة، بتصدير فائض النفط الخام الذي اشترته الشركة من أرامكو وواصلت في تصديره طوال مدة 11 عاما.

تناول المحاضر ايضا موضوع التكفير فاشار الى أن السعودية تمر في هذه المرحلة بنهضة ثقافية اقرب ما تكون إلى ثورة بسبب الخطوات التي اتخذها الملك عبد الله منذ قراراته الاصلاحية التي اتخذها في 14 فبراير 2009م، حيث لمست هذه القرارت جميع شرائح المجتمع المتحررة فعلياً وعملياً، أو المتحجرة أيديولوجياً وفكرياً. واستعرض الاستاذ العلمي مجموعة من نماذج فتاوى التكفير ومنها تلك التي أصدرها الشيخ عبدالرحمن بن ناصر البراك حول الاختلاط، ودعوته إلى تكفير من يحلل الاختلاط، وجواز قتل من يبيح الاختلاط في ميادين العمل معتبرا ياها من أكثر المواضيع التي طغت في الصحافة المحلية في الأسابيع القليلة الماضية، معتبرا اياها امتدادا للفتاوى التكفيرية ضد مشايخ بعض المذاهب، وضد بعض الكتاب والمفكرين السعوديين.

واشار الى انه في الناحية المقابلة هناك خطوات غير مسبوقة لبعض المشايخ في إبداء أرائهم بجواز الاختلاط، منهم الشيخ أحمد بن باز والشيخ الدكتور أحمد الغامدي، مدير هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في مكة المكرمة الذي فند من هاجم رأيه أو هاجمه شخصياً بسبب ما ذكره من أدلة صحيحة وصريحة عن جواز الاختلاط. واستعرض الاستاذ عبد الله العلمي اشكال واهداف العمليات الارهابية التي نتجت عن التوجهات التكفيرية والمتشددة ابتداء من احداث احتلال الحرم عام 1979م لغاية الآن، مع ان هنالك مجموعة من علماء الدين ترادجعوا عن آرائهم التكفيرية المتشددة كالشيخ علي الخضير والشيخ ناصر الفهد والشيخ احمد الخالدي مؤكدا على ضرورة مواجهة آفة التكفير الخطيرة والتي تؤدي الى سيادة حالة التشدد والعنف والارهاب.

اما حول موضوع الطائفية، فقد تحدث المحاضر عن كونها نتيجة طبيعية ايضا لحالة التكفير مؤكدا على عدم مقبولية تكفير المذاهب واتباعها، منوها بأن الصحوة الحقيقية هي وقوف رجال الشيعة السعوديين الكرام بحزم بجانب وطنهم – السعودية – في رد اعتداء الحوثيين في الجنوب، حيث ان ذلك جاء ردا واضحا لكل فئة تقوم بالتشكيك في ولاء المواطنين الشيعة أو في المراجع الشيعية أو تكفيرهم في بعض الأحيان. وفي الوقت الذي ادان فيه المحاضر قيام بعض الدعاة بتكفير الشيعة، فقد أكد على الحاجة الماسة اليوم الىى فقه متسامح يتماشى وروح العصر، والابتعاد عن الإساءة إلى أي فئة من المواطنين.

كما نوه المحاضر ايضا بميثاق التعايش الطائفي الذي جرى التداول بشأنه مؤخراً بين رموز سنية وشيعية كبيرة في السعودية ويتضمن أربعة بنود رئيسية هي وقف التكفير، وتجريم الإساءات الطائفية، ورفع التمييز، وتعزيز وحدة الأمة. وأكد في ختام حديثه على ضرورة تعزيز المساواة بين المواطنين ومواجهة حالات التمييز على أساس مذهبي وطائفي، وكذلك تعزيز دور قيم الاحترام وتأصيل الثقافة الأسرية والتوجيه في المؤسسة التعليمية وعبر قنوات الإعلام المختلفة.

وطالب ايضا بتعزيز مبدأ التعايش بين المذاهب والأديان واذكاء روح الإسلام السمحة، وإلغاء الجسور المصطنعة بين الطوائف، مؤكدا على وجود الارضية المناسبة لمثل هذه التوجهات، ومنوها بالدعوة التي وجهها رجال دين ومفكرون وكتاب سعوديون، إلى إنشاء جمعية لمكافحة ومناهضة التمييز، وفتح قنوات الحوا رالعلمي لايجاد مخارج مشتركة تؤكد اللحمة الوطنية. وشارك الحضور في مداخلات متنوعة حول مختلف هذه القضايا مؤكدين على اهمية العمل لمكافحة اشكال الفساد المالي والاداري وكذلك مواجهة التمييز وتعزيز المساواة بين مختلف المواطنين، والى ضرورة وجود قرارات وسياسات عليا واضحة والى قيام مؤسسات اهلية ومدنية تساهم في الدفع بهذه القضايا وتفعيلها.

 

لمشاهدة الصور اضغط هنا

 

المحاضرة الكاملة:

 

قد يعجبك أيضاً

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافق أقرأ المزيد