الحراك الثقافي بالقطيف بحاجة لنادي يعزز مكانة الأدب ويوحد الجهود

3٬232

عقد الأمير الراحل فيصل بن فهد بن عبد العزيز ال سعود الرئيس العام السابق للرئاسة العامة للرعاية الشباب السعودي في الرياض في شهر جمادى الأول عام 1395هـ لقاءَ مع عدد من الأدباء والمثقفين من مناطق المملكة العربية السعودية، للتباحث حول شأن صيغة مؤسسية لتفعيل الثقافة ورعايتها .
وانطلقت فكرة الأندية في المملكة العربية السعودية، حيث كان النقاش يدور حول سبل إحياء سوق عكاظ، وبعد تداول هذه الفكرة اقترح الأديب عزيز ضياء فكرة إنشاء أندية أدبية في المدن السعودية الكبيرة، وقد بارك الأمير فيصل هذه الفكرة ،وأيدها الحاضرون، وبعد الاجتماع بأيام صدرت الموافقة على إنشاء أندية أدبية في كل من : مكة المكرمة والمدينة المنورة والرياض وجدة والطائف وجازان.
ثم توالت الأندية الأدبية في الافتتاح، فإضافة إلى الأندية الستة المفتتحة عام 1395هـ، تم افتتاح أندية أدبية في كل من: تبوك ومنطقة الحدود الشمالية والجوف وحائل والقصيم والمنطقة الشرقية والأحساء والباحة وأبها ونجران، وفي عام 1426هـ انتقلت المؤسسات الثقافية الأدبية منها الأندية الأدبية من الرئاسة العامة لرعاية الشباب إلى وزارة الثقافة والإعلام السعودية، وبلغ عدد الأندية الأدبية في المملكة العربية السعودية ستة عشر ناديا أدبيا.
وقد شهدت الساحة الأدبية بالمنطقة الشرقية نهضة يُفخر بها حيث يقوم النادي بإقامة النشاطات المنبرية من أمسيات شعرية وقصصية وثقافية ونقدية، كما يصدر النادي ملة دورية أسماها مجلة دراين، وقد قام النادي بإصدار العديد من الكتب الأدبية والقصصية والروائية والنقدية، بلغت عددها أكثر من مئة كتاب. ولكن الأمر لا يزال محدوداً حيث المعلوم أن المنطقة الشرقية هي من أكبر مناطق المملكة مساحة، وأغزرها انتاجا للثقافة، والأهم من ذلك اكتظاظها بالأدباء والطاقات الواعدة.
يتضح للمتابع لأخبار المنطقة الشرقية ومحافظة القطيف على وجه الخصوص، أن المحافظة وبجهود فردية وأخرى أهلية، تتوافر فيها العشرات من الفعاليات والمناشط الثقافية والفنية المختلفة وبصورة مستمرة. فهنالك المعارض الفنية التشكيلية والتصوير الضوئي بمختلف أشكالها التي تقام بانتظام، والمنتديات الثقافية الأهلية التي تعبر اضافة حقيقية للمشهد الثقافي في المملكة، اضافة إلى جماعات الشعرية التي تنظم امسيات في مختلف المناسبات.
أما المهرجات التراثية والتي تقام في مختلف المدن وفي فترات مختلفة طوال العام فتستوعب العديد من الفعاليات الثقافية والفنية كالمسرحيات ومعارض الكتب والفن الانشادي . وتنشط في محافظة القطيف مبادرات ثقافية شابية رائدة منها برامج تعليم اسس الكتابة الصحفية، وبرامج “القراءة للجميع” الذي يهدف للتشجيع على القراءة والمطالعة الحرة، وبرنامج “الفنان الصغير” الذي ينحو باتجاه احتضان الكفاءات الفنية من صغرها. اضافة إلى كل ذلك فهناك المسابقات المستمرة في كتابة القصة الصغيرة والبحوث المختلفة، والتي تحضنها مؤسسات عديدة مها جائزة القطيف للانجاز.
أما حركة التأليف في المنطقة فهي متقدمة جدا وفي مختلف المجالات الثقافية والتاريخية والأدبية حيث ان اصدارات أبناء القطيف، تلاقي استحسانا وقبولا عند المؤسسات المهتمة بالنشاط الثقافي وقد حاز العديد منهم على جوائز وتكريم من قبل مؤسسات محلية وعربية وإقليمية .
امام هذا الوضع الثقافي المتميز، فإنه مما لا شك فيه أن تكون الحاجة ماسة لوجود نادي أدبي في المحافظة يقوم بدور احتضان هذه المناشط والاعمال الثقافية ودعمها ومساندتها، كي تساهم في رفد الحركة الثقافية على مستوى المملكة وإبراز هذا النتاج على مستوى الوطن..

قد يعجبك أيضاً

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافق أقرأ المزيد