الدخيل يناقش القضايا المحلية برؤية إصلاحية

3٬746

استضاف منتدى الثلاثاء الثقافي بالقطيف مساء الثلاثاء 18 جمادى الأولى 1433هـ الموافق 10 أبريل 2012م الخبير الإقتصادي الدكتور عبد العزيز بن محمد الدخيل في محاضرة بعنوان ” الأوضاع المحلية واستشراف المستقبل”. وأدار الندوة التي حضرها جمع غفير من الإقتصاديين والمهتمين الدكتور علي الصادق الذي عرف بالمحاضر بأنه حاصل على درجتي الماجستير والدكتوراة من جامعة انديانا الأمريكية، وتدرج في عدة وظائف حكومية حيث عمل وكيلا لوزارة المالية والإقتصاد الوطني للشئون المالية والحسابات وأسس المركز الاستشاري للإستمثار والتمويل بالرياض وعمل رئيسا له. ومثل المملكة في عدة مؤتمرات ولقاءات واجتماعات دولية كما ترأس مجالس إدارة عدة شركات استثمارية في المملكة.

بدأ الدكتور الدخيل محاضرته بالتأكيد على أن هنالك ثلاثة دوائر اساسية متداخلة في الوضع المحلي لا يمكن فصلها عن بعضها وهي السياسية والاجتماعية والإقتصادية، ولا يمكن عزل البعد الإقتصادي عن الجانبين السياسي والاجتماعي، كما أن الدائرة السياسية هي صلب هذه الجوانب كلها. وأشار إلى تعاظم دور البعد السياسي مؤخرا بسبب أن المواطن بدأ يشعر بمكانته كإنسان وموقعيته ودوره، وذلك بفضل العلم والمعرفة وتأثيرات الربيع الاوروبي والعربي. وأصبح لدى المواطن شعور بأهمية حقوق الانسان وأهمية المواطنة التي أصبحت جزءا من أدبياته وأحلامه وخيالاته، وكذلك الإحساس بأهمية الحرية.

وأثار المحاضر قضايا جوهرية حول مدى مواكبة التغيير السياسي مع هموم المواطن وقضاياه، وأن هنالك فجوة كبيرة بينه وبين تطلعاته، وهذا ما يجعل التراكمات تزداد ، وطالما أن الواقع السياسي لا يستشعر هذه التراكمات فإن تأثير ذلك سيكون سلبيا للغاية. وأوضح أن الانفراج لن يتم الا عندما يتحرك الواقع السياسي، وهذا ما ينادي به كل مواطن مصلح ومخلص مع العلم بأن االتاريخ أثبت أن حقوق الانسان يمكن أن تطمر لكنها لا يمكن أن تموت.

وفي الجانب العملي، رأى الدكتور الدخيل ضرورة تشكيل مجلس نواب وطني منتخب يمارس دورا تشريعيا حقيقيا، ومجالس إقليمية منتخبة في كل منطقة، بالإضافة إلى الفصل الكامل والدقيق بين السلطات، مؤكدا على أن مثل هذه الخطوات الجذرية تساهم في معالجة بقية القضايا الإجتماعية والإقتصادية.

وفي الجانب الاجتماعي، أشار الدخيل إلى أن الواقع الاجتماعي بشكل عام هو غير مرضي عنه، لأنه يفرض بقوة السلطة دون وجود دستور مدني، حيث أن الأمور الحياتية كلها تحتاج إلى وجود قوانين واضحة وثابتة وملبية لحاجات المجتمع. واوضح الدكتور الدخيل أن هنالك آراء فقهية وفكرية متزمته تفرض بقوة القانون، مما يؤدي لنشوء قصور وتململ في مختلف أوجه الجوانب الإجتماعية، مستشهدا بوضع المرأة التي تشكل أكثر من 50 في المائة من السكان وتواجهها العديد من القيود التي تضيق عليها، بينما ينبغي ترك الحرية للمرأة كي تقرر مصيرها ويجب توفير الحماية لها ولحقها.

المحور الثالث في الحديث كان حول الجانب الإقتصادي، حيث أشار المحاضر إلى أن الوضع الإقتصادي يسير إلى مستقبل مجهول، معللا ذلك في كون الإقتصاد الوطني قائم أساسا على إقتصاد البترول، ولم يمكن من تنويع مصادر الدخل القومي طوال السنوات الأربعين الماضية، واستشهد الدخيل بإيرادات الميزانية الحالية التي شكلت عائدات البترول فيها حوالي 93 بالمئة. ومع غياب المشاركة الشعبية في صياغة القرارات المتعلقة بهذا المصدرالأساس للإقتصاد الوطني وطريقة إدارته وعدم وضوح خطة ذلك لدى ملاك هذه الثروة وهم المواطنين، إضافة لإستشراء الفساد المالي فإن الوضع الإقتصادي لا يشير إلى وجود تنمية متوازنة وسليمة ومستقرة.

وبين الدخيل أن من مظاهر الخلل الإقتصادي ارتفاع معدلات البطالة الناتج عن سوء مخرجات التعليم وضعف التأهيل، حيث أنه من المفترض إنشاء مدن علمية للتعليم المهني بدلا من المدن الإقتصادية التي لم يتم الاستفادة منها بالشكل المطلوب، كما نتج عن هذا الخلل أزمات الفقر والسكن. وأكد المحاضر أنه من مسؤوليات المخلصين من أبناء الوطن تقديم النصح بشكل واضح وصريح وذلك من أجل سلامة ورقي هذا الوطن.

بعد ذلك ألقت الفنانة رجاء الشافعي كلمة بمناسبة إقامة معرضها التشكيلي في الأمسية الثقافية تحدثت فيها عن تجربتها الفنية على مدى خمسة عشرعاما منذ أن بدأت خطواتها الأولى في الرسم مشيرة إلى بعض التحديات والعقبات وأبرز المحطات التي مرت بها. ونال معرضها الفني المتنوع استحسان الحضور وتفاعلهم.

وأجاب بعد ذلك المحاضر على أسئلة الحضور ومداخلالتهم التي شملت مختلف جوانب الإقتصاد الوطني وبرامج التعليم والإبتعاث وأساليب إدارة الإستثمارات الحكومية ومنتجات البترول، كما تناولت القضايا المطروحة مواضيع رضا المواطنين وأولويات الإصلاح وأسباب تأخرها.

وفي نهاية اللقاء شكر راعي المنتدى الأستاذ جعفر الشايب الضيف المحاضر على مشاركته واصفا إياه بأنه صديق وصوت وطني جريء وغيور، له مساهمات جادة في مشاريع وبرامج الإصلاح وتقديم الحلول متمنيا استمرار التواصل والحضور الدائم. كما أثنى الدكتور الدخيل في كلمته الختامية على الأجواء الثقافية المتميزة التي تنعم بها المنطقة وعبر عن جميل مشاعره تجاه إخوة له في الوطن من أبناء المنطقة.

 

لمشاهدة الصور اضغط هنا

 

التغطية الإعلامية

 

قد يعجبك أيضاً

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافق أقرأ المزيد