في الثلاثاء احتفينا بالثلاثاء

3٬198

احتفل منتدى الثلاثاء الثقافي بالقطيف يوم الثلاثاء قبل الفائت بربيعه الثاني عشر مع كوكبة من المثقفين والناشطين ومحبي المنتدى، شارك الكثير بآرائهم ومرئياتهم حول المنتدى وراعيه الأستاذ الكبير جعفر الشايب، و الجموعة التي أدارت المنتدى طوال هذه السنين باقتدار وإبداع قل نظيره. كنت اراقب الجميع بسعادة بالغة، وكانت شريط الذكريات يمر عليّ كأنه الأمس القريب.
قبل سفري للدراسة، كنت أعمل بمدينة الرياض، فكنت لا أستطيع الحضور للمنتدى بحكم عملي، وبعدها كان السفر لمدة طويلة مانع قسري آخر لعدم حضور المنتدى. بعد عودتي من الخارج، حرصت أن على الحضور بالمنتدى بأول فعالية له، وكانت تتحدث حول الثورات العربية قبيل سقوط العقيد الليبي سيء الذكر، وكان الضيفين يتحدثان بسقف عال وصراحة شديدة، كانت من الليالي التي لن أنساها ما حييت، بعيد هذه الليلة، اقترح الأستاذ الشايب مناقشة نفس هذا الموضوع ولكن من وجهة نظر الشباب، فأيدته فيما طرح، فماكان منه إلى أن دعاني مع الصديق سعيد الوهابي للحديث عن الربيع العربي و انعكاساته على الجيل الذي ننتمي إليه.
لقد انتهج منتدى الثلاثاء منهجا منفتحا قل نظيره، فالبرغم من أنه أول منتدى ثقافي بالمنطقة، إلا أنه ظل يعمل بتميز، ولم تكن صفة السبق داعيا لخمول المنتدى، ولم يتقوقع على نفسه أو على فئته أو رؤيته، بل كان مرآة إجتماعية سياسية لكل الوطن، عوضا عن القطيف مقر المنتدى.
بلا شك، أنني حين فكرت بإنشاء منتدى الإقتصاد والتنمية بالقطيف، كان منتدى الثلاثاء بنجاحه ومستواه وتاريخه يمثل في مخيلتي، لأنه من الصعب على أي كان أن يجد له مكانا بين هذا الزخم الثقافي التي تتميز به القطيف، فكان لزاما علي وعلى زملائي في المنتدى أن ننظر إلى الأمر بمنظور آخر، وكانت رؤيتنا هو أن نعمل بجد وجهد مضاعف لكي نحقق المستوى المأمول في المنتدى، و لم يكن ليكون هذا التحدي أمامنا لولا وجود منتدى الثلاثاء الثقافي و المستوى العالي الذي وضعه، ليرفع بذلك المستوى الذي يمكن لأي منتدى آخر البدء به.كلي أمل أن يظل منتدى الثلاثاء الثقافي بالقطيف منارا ومنبرا حضاريا يعكس كل ألوان و صور اللوحة الوطنية و المحلية بفضل راعيه واللجنة المنظمة له.

قد يعجبك أيضاً

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافق أقرأ المزيد