كلمة الأستاذ ذاكر آل حبيل في إحتفالية تكريم أعضاء منتدى الثلاثاء الثقافي

3٬245

مساكم الله بالخير جميعاً.
سأتكلم بلحاظين مختلفين: لحاظ الفعل الإجتماعي الثقافي الذي أحدثه المنتدى من خلال رؤية ذاتية, ومن خلال السبع سنوات التي كنت مشاركاَ في هذا المنتدى. فيما بعد جراء ظروف السفر وربما الإنعزال في الفترة الأخيره, لايحق لي أن اكون مقياساً لما جرى من تفاعل ثقافي و إجتماعي لماجرى في المنتدى, ولكني متابعاً جيداً من خلال ما يأتيني من راعي المنتدىالأستاذ جعفر الشايب من مقررات الندوات التي تحصل فيمكنني القول فيها بعض الشيء.
أولاً: فترة التأسيس, وأنا كتبت مقالة أثناء فترة الإحتفال ربما بعضكم قرأ هذه المقالة واطلع على بعض التفاصيل في الإشكاليات التي حصلت في ما بعد الحرب على العراق والتموج الثقافي والاجتماعي والسياسي, وطموح شعوب المنطقة لكي تكون شريكة في صنع القرار في تلك المرحلة هو ربما ما أسس إلى تواصل نخبوي على مستوى مناطق الوطن ككل, وبالتالي تم كثير من اللقاءات البينية التي كانت فيها مطارحات تميزت بالكثير من الشفافية لكثير من قضايا الهم الوطني والاجتاعي, وابتداءً بلحاظ سياسي كون أن الحدث كان سياسياَ في تلك الفترة. وكانت البوادر الأولى لعمل المنتدى الحقيقي هي ماتم به من اللقاءات البينية بين النخب على مستوى كل المملكة. كان يفد كثير من المثقفين والمفكرين الذي تم معهم التداول بشأن ما يحصل في الأفق السياسي المنظور, والتي كانت تتطلع إليه شعوب منطقة الخليج عموماً, كونها وقفت مع القيادات السياسة لمجابهة ماجرى من ظروف سياسية وإشكالات اقتصادية في ذلك الوقت. فيما بعد إنتقل عمل المنتدى إلى عمل ما يمكن الاطلاق عليه التخطيط الاستراتيجي الثقافي وكنت بمعية الاستاذ جعفر ننظرلمواضيع الجدل المعرفي الذي يحتاجه هذا الوطن, وكنا نخطط بطريقه إيجابية لمحاولة إشراك كل الأطياف الثقافية والسياسية, وحتى الإقتصادية لمعالجة كثيرمن الاعتلاجات ذات الطابع الثقافي العام. وكنا نحاول أن نرفد الساحة بكثير من الجدل المثري, لكثير من الإشكالات المطروحه آنذاك, ومن ثم نمت الفكرة بطريقة إيجابية للاعتناء بالشأن الثقافي بشكل عام. كان هناك إعتناء بالمؤسسات الثقافية المحلية والوطنية حتى الاقليمية لإبراز المعطيات الفكرية والثقافية, وأيضاً كان هناك محاولة لتفعيل دور الشباب في هذا الحراك, أوادراجهم ضمن فعل ثقافي ملحوظ ومقدر, لكن كل هذا لم يكن ليكون لولا أن هناك قصدية وعي مسبقية كانت لربما تثير حساسية بعض الجهات ذات الطابع التقليدي التي لاتقر مبدأ الحوار ولا تقر مبدأ الاختلاف او التكاملية من خلال العمل الثقافي المختلف. ويتذكر الصديق العزيز الاستاذ جعفركم كنا نجابه كثيرٌ من الآراء ربما كانت حادة ولربما حتى بعض الجهات الرسمية لم تكن مرتاحه لهذه الشفافية التي كان يشنها منتدى الثلاثاء. في هذا وذلك صارت مولدات ومخرجات المنتدى فيما بعد أجيالاً ثقافية متعددة خلال السبع سنوات التي كنت شريكاً في هذا.
وفيما بعد من خلال متابعتي رأيت أن هناك حضوراً شبابياً بدأ يتكثف من خلال المشاركة والحضور وأيضاً الإندماج في اُطرالحوار الثقافي والفكري المُثري. وكما قلت لم يكن هذا عفو الخاطىء ولالمجرد الجلوس للحوار الطرفي, وإنما كان في محاولة لتلبية حاجات هذا الوطن في كل اعتلاجاته وفي كل الإشكالات, ولربما أيضاً في كثير من الأحداث ذات الطابع التأسيسي التي مرت خلال العشر سنوات منها من إنتخابات البلدية وكثير من الظروف السياسية والإقتصادية والإجتماعية.
هذا فقط ما رغبت أن اتكلم فيه هذه الليلة وقبل أن انهي أشكر الأستاذ جعفرالشايب وكل الزملاء الذين حافظوا على هذا الإمتداد لسنوات طويلة, وأتمنى أن نحتفل إن شاء الله في العشرينية الثانية للمنتدى وكل عام وأنتم بخير.

قد يعجبك أيضاً

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافق أقرأ المزيد