انتخابات الغرفة التجارية والأبعاد الاجتماعية

3٬958

شارك مجموعة من رجال الأعمال المرشحين لانتخابات الغرفة التجارية والصناعية بالمنطقة الشرقية في لقاء مفتوح تحت عنوان “انتخابات الغرفة التجارية والأبعاد الاجتماعية” وذلك في منتدى الثلاثاء الثقافي بالقطيف مساء الثلاثاء 24 ذو الحجة 1426هـ الموافق 24 يناير 2006م، وأدار الندوة رجل الأعمال ورئيس تحرير مجلة الواحة الاستاذ محمد النمر الذي شكر الحضور والمرشحين على تفاعلهم مع هذا البرنامج وقدم تعريفا مختصرا لكل منهم عبارة عن قراءة في سيرته الذاتية وأنشطته ومشاركاته الاجتماعية المختلفة.

وبدأ الحوار بكلمة ترحيبية ألقاها راعي المنتدى الاستاذ جعفر الشايب الذي رحب بالحضور وشكر المرشحين على إسهاماتهم الاجتماعية، وأكد على أهمية الانتخابات في مجتمعنا السعودي والمشاركة فيها بصورة فاعلة مشيرا إلى التحول الاجتماعي الملحوظ في هذا المجال من خلال قوة المنافسة في انتخابات هذه الدورة للغرفة التجارية وتعدد المرشحين، وأكد على ان ذلك جاء نتيجة طبيعية لتفاعلات الانتخابات البلدية التي جرت قبل عام تقريبا. ونوه في كلمته إلى الجوانب الاجتماعية في العملية الانتخابية وضرورة الالتفات إلى قضايا وحاجات المجتمع ضمن البرامج الانتخابية للمرشحين.

بعد ذلك تناول الاستاذ سلمان الجشي مدير عام مجموعة سلمان التجارية واحد مرشحي الغرفة للدورة القادمة القضايا الاجتماعية التي عملت الإدارة الحالية على تبنيها خلال فترة إدارتها للغرفة، ذاكر ابرز اللجان والأعمال التي تم القيام بها كلجنة الهلال الأحمر والتي تهدف إلى دعم برامج جمعية الهلال لاحمر السعودي كتنظيم مواقع مراكزها وبرامج التطوع فيها. وذكر أيضا لجنة أصدقاء المرضى التي تعتبر من ابرز مشاريع الغرفة التجارية وتساهم في توفير الدعم المالي والعيني للمستشفيات الحكومية وإقامة وحدات علاجية متكاملة ومساعدة ذوي الحاجة من المرضى، وكذلك لجنة المتقاعدين التي تهتم بإنشاء مشروعات صغيرة تتناسب مع قدراتهم لتعينهم على الكسب الإضافي. كما أشار إلى صندوق المناسبات الذي يهتم بتوفير الدعم المالي اللازم للصرف على المناسبات العامة التي تخص المنطقة الشرقية كمهرجانات الأعياد والمهرجانات الوطنية كالجنادرية وغيرها، كما استعرض برامج السجون التي تدعمها الغرفة بهدف العناية بالنزلاء وأسرهم كإقامة الورش التأهيلية والعناية بأسر النزلاء. وذكر في حديثه أعمال لجنة خدمة المجتمع بالغرفة والتي تهتم برعاية مرضى السرطان ودعم الشباب المحتاجين لتغطية تكاليف الزواج والعمل على انشاء دار للمسنين والعجزة ورعايتهم.

بعد ذلك تحدث الأستاذ علي الملا عضو مجلس المنطقة الشرقية والعضو السابق في مجلس إدارة الغرفة مشيراً إلى تجربته في مجالس الإدارة السابقة وأهمية انتخاب الأعضاء الأكفاء لهذا العمل وضرورة بلورة رؤية مستقبلية واضحة وعملية لأي مجموعة أو تكتل انتخابي، منوهاً بنشاط مجلس الإدارة الحالي وفاعليته على الصعيدين الإداري والاجتماعي. كما أشار الأستاذ زكي أبو السعود في مداخلته إلى اعتبار الغرفة التجارية من أهم وأقدم مؤسسات المجتمع المدني في المنطقة من خلال النظر إليها كنقابة مهنية للتجار والصناع على الرغم من انحصار دورها ولفترات طويلة في المجالات التجارية فقط إلا أنها أصبحت في الفترة الأخيرة تبدي اهتمامات أوسع بالقضايا الاجتماعية والخيرية. وركز في مداخلته على الدور المأمول للغرفة في المرحلة القادمة داعياً إلى دعم الأنشطة الثقافية والاجتماعية كالفعاليات الأدبية والفنية والاستفادة من إمكانيات الغرفة كما أكد على أهمية إشراك المرأة في مجال الإدارة وضرورة دعم هذا التوجه.

وتحدث المرشح الأستاذ محمد العسيس، مدير عام شركة العسيس للمقاولات، عن مجالات تدريب الشباب السعودي وتوظيفهم وخدمات المعاقين التي تقدمها الغرفة للمجتمع لكونها حلقة وصل بين رجال الأعمال وطالبي العمل مشيراً إلى أن برنامج مجموعته (التعاون) يشمل العديد من المشاريع التي تهم المجتمع. ثم تحدث بعد ذلك الأستاذ محمد السنان عن تشكل التكتلات الانتخابية وكونها حالة إيجابية حيث تجمع أطراف مختلفة حول برامج ومشاريع مشتركة بدلاً من الترشح الفردي الذي لا يعبر عن تصور جماعي شامل. وأشار الكاتب المعروف الأستاذ نجيب الخنيزي إلى أهمية مشاركة رجال الأعمال في المشروع الإصلاحي الوطني وتطوير التشريعات الاقتصادية والسياسية بما ينمي حالة المجتمع ويقنن علاقاته المتداخلة وأعرب عن استغرابه لعزوف رجال الإعمال في المنطقة عن الاهتمام بالشأن العام والقضايا الوطنية المشتركة.

وتناول الأستاذ عبد الله العثمان، مدير عام شركة الري التجارية وأحد المرشحين لانتخابات الغرفة، التفاعلات الجارية في انتخابات الغرفة التجارية مؤكداً على أنها حالة إيجابية لوجود مجموعات عديدة تتنافس على مقاعد مجلس الإدارة بينما كان الوضع مختلفاً تماماً في السابق حيث كان يتم العمل على دفع وإقناع المرشحين للمشاركة. وأشار إلى أن مرشحي الغرفة التجارية يتناولون حالياً في برامجهم الآفاق المختلفة للقضايا الاجتماعية حيث يبحثون عن مجالات أشمل لتقديم خدمات جديدة للمجتمع. وتحدث بعده الدكتور بكر حسن، المستشار في شركة أرامكو السعودية، عن مشاركة المرأة وضرورة تفعيل دورها في الانتخابات وإدارة الأنشطة العامة. كما أكد على أهمية طرح برامج انتخابية ناضجة حتى يتمكن الناخبون من اختيار الأصلح منها. وأشار رجل الأعمال علي آل سمبل إلى الحاجة إلى إيجاد آليات للتعريف بأنشطة لجان الغرفة التجارية المختلفة والاستفادة منها اجتماعياً وإلى أهمية دعم رجال الأعمال المشاريع التطويرية في المنطقة بشكل عام وفي محافظة القطيف بشكل خاص وذلك من خلال وضع مجسمات جمالية وهندسية تتناسب مع تاريخ المنطقة وتراثها. أما الكاتب عبد الباري الدخيل فأكد على أهمية طرح برامج ومحاضرات توعوية وتثقيفية في مختلف المحافظات والمناطق وليس فقط في المركز الرئيسي للغرفة وذلك من أجل تعميم الفائدة للجميع.

واستعرض الأستاذ غسان النمر، أحد المرشحين وصاحب مجموعة غسان للذهب والمجوهرات، تجربته في مجال السعودة وخاصة بالنسبة للمرأة من خلال إشراكها في أعمال التصميم والتنفيذ والإنتاج والتسويق الخاصة بالذهب والمجوهرات مؤكداً على النتائج الإيجابية لهذا العمل الاجتماعي الهام. وأثار رجل الأعمال الأستاذ إبراهيم إسماعيل مشكلة استيعاب شريحة الشباب ودور الغرفة في رعاية برامج رياضية وتوعوية لهم من بينها مساندة الأندية الرياضية التي تعاني من ضعف كبير. كما أنتقد رجل الأعمال الأستاذ علي العباس قلة اهتمام طبقة التجار بشكل عام بتثقيف المجتمع للاستفادة من الإمكانيات المتوفرة لدى الغرف التجارية مؤكداً على أهمية عقد ندوات وبرامج متنوعة للتوعية والتثقيف بهذه الفرص. وتسأل الأستاذ كامل المرزوق عن الأسباب التي تؤدي إلى تسرب رؤوس الأموال لاستثمارها في مشاريع استثمارية خارج المملكة وعن الدور الذي يمكن أن تلعبه الغرفة لجذب هذه الأموال واستثمارها محلياً. وتناول رجل الأعمال الأستاذ علي البطي جزء من تجربة التدريب التي قام بها لعدد من النساء السعوديات في مجالات مختلفة مستفيداً من الفرص التي قدمتها له البرامج التي ترعاها الحكومة.

وتحدث الأستاذ سفيان الزامل، مدير عام مستشفى الخليج التخصصي، عن ضرورة تفاعل المجتمع مع مشاريع الاستثمار التي تقوم في المحافظة حيث أن المستثمر يبحث عن الفرص التي توفر له عوائد مجزية وتفاعلاً اجتماعي إيجابي مشيراً إلى أهمية التعاطي مع انتخابات الغرفة القادمة بصورة جادة. كما أقترح الفنان التشكيلي الأستاذ محمد المصلي قيام الغرفة بحفظ التراث التجاري والتاريخي للشركات والمؤسسات التي كانت قائمة بالمنطقة من خلال دعمها بمشروع مركز تاريخي أو متحف تجاري.

وأشاد في نهاية اللقاء فضيلة الشيخ حسن الصفار ببرامج المنتدى المتنوعة في أطروحاتها ومواضيعها وخاصة تلك التي تتعلق بقضايا المجتمع ووجه كلمة لرجال الأعمال دعاهم فيها للاهتمام بقضايا أبناء الوطن وخاصة الفقراء والمحتاجين منهم ورفع المستوى الاقتصادي للمجتمع وكذلك ممارسة دور سياسي ووطني إصلاحي يساهم في توثيق علاقة المجتمع بالمسؤولين. كما حدث في كلمته إلى أبناء المجتمع داعياً إياهم إلى الانفتاح بصورة أكبر على من حولهم والتفاعل مع الفرص المتاحة بصورة إيجابية كما حدث مع الانتخابات البلدية مؤكداً على أهمية الاستفادة من الغرفة التجارية لكونها مركزاً مهماً وفعالاً من خلال التفاعل معها والترشح لعضوية مجالس إدارتها والمشاركة بفعالية في انتخاباتها القادمة من أجل خدمة الوطن ومعالجة القضايا المعاشة في المجتمع.

واختتمت الندوة بشكر قدمه الأستاذ سلمان الجشي لراعي المنتدى الأستاذ جعفر الشايب الذي شكر بدوره الحضور ودعاهم إلى التفاعل والمشاركة بالانتخابات القادمة.

 

لمشاهدة الصور اضغط هنا

 

المحاضرة الكاملة:

 

 

قد يعجبك أيضاً

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافق أقرأ المزيد