إطلالة على المشهد الثقافي وآفاقه المستقبلية

4٬007

أقام منتدى الثلاثاء الثقافي بالقطيف أمسيته الأسبوعية للموسم الثقافي السادس مساء يوم الثلاثاء 25 ربيع الآخر 1427هـ الموافق 23 مايو 2006م تحت عنوان “إطلالة على المشهد الثقافي وآفاقه المستقبلية” والتي ألقاها رئيس النادي الأدبي في المنطقة الشرقية الأستاذ جبير المليحان.

وقد أدار الندوة الناقد المسرحي الاستاذ أثير السادة الذي عرف المحاضر بأنه من مواليد مدينة حائل بشمال السعودية وعمل في مجالي التعليم والصحافة منذ السبعينات الميلادية وهو مؤسس موقع شبكة القصة العربية وصدرت له عدة كتب من أبرزها مجموعة قصصية للأطفال وطبع منها 150 ألف نسخة.

بدأ الاستاذ المليحان محاضرته بعرض شيق للمشهد الثقافي السعودي في السبعينات من خلال قراءته لسيرته الذاتية والتجارب التي مر بها في حياته العملية فذكر أنه قدم من منطقة حائل إلى الشرقية حيث تعرف أثناء عمله في جريدة اليوم على مجموعة من المثقفين المبدعين من أبناء المنطقة، ممن حاولوا اختراق اللغة التقليدية وطرح لغة تجديدية ناقدة. وشبه المجتمع السعودي حينها كمن يعيش في صندوق مغلق لكنه ينظر إلى الخارج، حيث كانت الكتب الثقافية تأتي من بغداد ودمشق، منوهاً بشدة نهم واهتمام هؤلاء المبدعين بالانتاج الثقافي في العالم العربي، ولهذا انتشرت الثقافة بأنواعها المختلفة واتجاهاتها المتعددة. وتحدث الاستاذ جبير المليحان عن الأحداث السياسية المتتالية في المنطقة والتي بدأت مع قيام الثورة الاسلامية في إيران في نهاية السبعينات وبروز المد الديني بكل أشكاله الذي ألقى بظلاله على المشهد الثقافي المحلي بصورة مباشرة حيث بدأت تضيق فرص التعددية الثقافية والفكرية.

ويقول المليحان بأنه عندما يراجع بعض مقالاته التي كان يتم التحفظ عليها في ذلك الوقت يراها الآن عادية مما يدل على تغير واضح وكبير في المشهد الثقافي بشكل عام، ومع ضمور الأنشطة الثقافية الابداعية العامة في تلك المرحلة برزت توجهات واضحة في مجال السرد القصصي طوال الثمانينات الميلادية.

وانتقل المحاضر لحديث عن تجربة موقع القصة العربية الذي أسسه مع انفتاح شبكات المعلومات والتقنيات الحديثة والفضائيات المختلفة مبتدئاً بنشر القصص التي كتبها شخصياً، وتطور ليشمل أصدقائه المحليين ليرتفع عدد الكتاب إلى عشرين كاتباً سعودياً ثم انضم اليهم بعض القاصين العرب حتى وصلت عدد النصوص القصصية إلى أكثر من سبعة آلاف نص، مشيراً إلى اشتراط الموقع بأن لا تكون المادة المنشورة فيه ذات أفق ضيق تجاه الآخرين إضافة إلى سلامة اللغة وحسن التوجه.

وأشار المحاضر كذلك إلى أنه بعد سنتين من قيام الموقع أنشأ منتدى حواري حول الأدب العام ونقد الكتب وأن من ضمن المواضيع التي يناقشها قصص مترجمة من الإنجليزية والروسية والبلغارية ذاكراً أن هنالك توجه لعمل منتدى للنصوص المفتوحة. وأشار الضيف في هذا السياق إلى أن وزارة الثقافة اليمنية قامت مشكورةً بتنفيذ مشروع الجيل الجديد للقصة وذلك بإصدار كتاب يحتوي على سبعين نص سردي لسبعين كاتباً منبهاً إلى أن هذا هو الدعم الوحيد الذي حظي به الموقع.

كما أشار إلى أن هنالك أفكار مشاريع كثيرة لكن العوائق المادية والفنية تحول دون تنفيذها، منها فكرة عمل مسابقة عالمية للقصة القصيرة، وتدشين صحيفة إلكترونية سترى النور بعد شهرين تقريباً، كذلك يوجد مشروع خاص للمدونات والتي تنشر بشكل حر. انتقل المحاضر بعد ذلك للحديث حول النادي الأدبي في المنطقة الشرقية ذاكراً أنه لم يمض إلا شهرين من ترؤسه النادي وأن هنالك اجتماعات متواصلة للنهوض بالنادي على أكمل وجه.

وقد أشار المليحان إلى الانتقادات التي توجه للنادي رغم المدة الزمنية القصيرة للإدارة الجديدة مؤكداً على رغبة ادارة النادي من الاستفادة من الآراء التي توجه له من النخب الثقافية المختلفة. كما ذكر المحاضر في معرض حديثه حول النادي الأدبي أن هنالك الكثير من الفعاليات الثقافية المقترحة المرحلة القادمة مع وجود بعض الصعوبات مثل اتساع المنطقة الجغرافية للنادي فلا يمكن التغيير السريع بإمكانيات قليلة، لكن مع كل يوم يزداد الأمل لدى إدارة النادي لتجاوز هذه العوائق. وقد أشار الضيف في هذا السياق إلى ما يعده النادي من تنظيم مهرجان للقصة لمدة ثلاثة أيام لكلا الجنسين من الشباب والشابات، وكذلك مهرجان الشعر، بالإضافة إلى مؤتمر اليوم الواحد.

وتناول الحضور في مداخلاتهم مع الاستاذ جبير المليحان عدة قضايا في الشأن الثقافي المحلي من بينها مداخلة راعي المنتدى الاستاذ جعفر الشايب التي رحب فيها بالضيف وأكد على ضرورة إيجاد آليات تعاون واضحة بين المنتديات الثقافية الأهلية والأندية الأدبية وخاصة مع وجود إدارة جديدة للنادي مستعرضاً مادار في أروقة الندوة الأخيرة التي أقامها مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني حول دور الصالونات الثقافية في تعزيز الحوار.

وتساءل الاستاذ أحمد الجشي عن سبل استقطاب الكفاءات الثقافية المحلية وتجسير العلاقة بينها وبين النادي الأدبي حيث أكد الاستاذ جبير على استعداد النادي للاستفادة والتعاون مع أي كفاءة وطاقة مبدعة في هذا المجال. وأثار الشيخ محمد العمير مشكلة النخبوية في الأنشطة الثقافية التي يتبناها النادي والمنتديات الثقافية وضرورة تحرير هذه الأنشطة وانطلاقها لتشمل عموم المهتمين بالشأن الثقافي، وتساءل الشاعر محمد الخباز عن الدور المؤمل من اللجنة النسائية التي تم انتخابها أخيراً في النادي وسبل معالجة العقبات والمشاكل التي تعترض عمل المرأة حيث أكد الاستاذ المليحان بأن هنالك تواصل مع مثقفات المنطقة بشكل فعال.

وأكد الاستاذ المليحان في نهاية محاضرته على النمو المتواصل لكتابة القصة والرواية السعودية التي اعتبرها أنها جاءت على حساب الشعر وأنها بدأت تعالج قضايا ومواضيع مسكوت عنها وأن هامش الحرية والابداع والانفتاح على الآخر بدأ في التصاعد مؤكداً تفاؤله الكبير بمسيرة النشاط الثقافي في المملكة. ومن الجدير ذكره أن الندوة حضرها عدد كبير من مثقفي المنطقة وأدبائها من بينهم الشاعر حسن السبع ومصطفى أبو الرز وعلي الدميني الذين أثروا الأمسية بأحاديثهم المعبرة عن تطلعاتهم لتطوير الشأن الثقافي.

 

لمشاهدة الصور اضغط هنا

 

التغطية الإعلامية

 

المحاضرة الكاملة:

 

 

قد يعجبك أيضاً

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافق أقرأ المزيد