حوار حول ترجمات القران الكريم في منتدى الثلاثاء

3٬762

عقد منتدى الثلاثاء الثقافي بالقطيف ندوة خصصها للترجمة النصية للقرآن الكريم ضمن برنامج موسمه الثقافي الرابع عشر وذلك مساء الثلاثاء 4 ربيع الثاني 1435هأ الموافق 4 فبراير 2014م وتحدث فيها الأستاذ عبد العزيز بن فهد المبارك، فيما أدار الأمسية عضو لجنة المنتدى الأستاذ عيسى العيد .

أول الفقرات كانت عبارة عن مشاركة للخطاط عدنان آل درويش الذي أقام معرضا فنيا عن أعماله في الخط العربي في المنتدى ، وتحدث عن تجربته في الخط العربي حيث بدأ مشواره منذ 15 سنة ، وتخصص بدراسة الخط الفارسي وخط الثلث الجلي ونال العديد من الجوائز ، وشارك في ملتقيات ومعارض خط عديدة .

كما استعرض الأستاذ عبد الباري الدخيل تقرير الإصدارات الثقافية لمحافظة القطيف لعام 2013م حيث ذكر ان عدد الكتب التي طبعت هذا العام بلغت 211 كتابا وهو عدد أقل من السنوات الماضية بسبب تشدد إجراءات التراخيص والفسح بعد الأحداث في المنطقة العربية . وأشار إلى حضور قضايا المرأة بعدد 24 كتابا من قبل 21 إمرأة ، إضافة إلى ترجمات بالفارسية والسواحلية والفرنسية والانجليزية .

وبدأ مدير الندوة الأستاذ عيسى العيد بالحديث عن موقعية القرآن الكريم في إهتمام العقل المسلم وأيضا الأعمال المرتبطة بالقرآن الكريم وعلى رأسها أعمال الترجمة للقرآن الكريم ، واستعرض جانبا من سيرة المحاضر الذي عمل في شركة أرامكو السعودية وابتعث للدراسة الجامعية في لبنان ثم في أمريكا حيث أنهى درجة الماجستير في مجال الإقتصاد . وتفرغ بعد تقاعده للبحث والتأليف فوضع مصنفا عالميا أسماه “النظام العالمي المستقبلي” وأنهى أول ترجمة نصية للقرآن الكريم باللغة الإنجليزية .

تحدث المحاضر حول تجربته في ترجمة القرآن الكريم ، حيث بدأ اهتمامه منذ أيام دراسته في الجامعة الأمريكية في بيروت وكان غرضه التعريف بالدين الإسلامي بصورة علمية ليواجه فلسفة اختزال الدين في علاقة الإنسان بربه . فنتج عن ذلك مؤلفا من ثلاثة مجلدات متعلقة بالدين والعلم والفلسفة ، وتدور حول الرسول (ص) ، وحول الإسلام وموقعيته في العالم .
واكتشف أثناء تواجده في أمريكا ضحالة الترجمات الإنجليزية للقرآن الكريم ومنها ترجمة عبد الله يوسف علي وهي الأشهر حيث رأى أنها ترجمات تفسيرية تعتمد على معاني ومفاهيم لا تعبر بالدقة عن المفردة النصية الوادرة في القرآن الكريم . وشرح الإشكالات الناتجة عن هذا المنهج في الترجمة بأنه لا يعطي المدلول الدقيق والصحيح لمفردات القرآن الكريم ، فقد يتغير فهم المعنى من شخص لآخر ومن مفسر لآخر ومن ظرف لآخر .

وقال أن أخطاء التراجم الحالية كثيرة فهي جميعاً ليسـت بـ«تـراجم» بالمعنى الدقيق للكلمة. وأصحابها أنفسهم لم يسـموا أعمالهم تلك بـ«تـراجم»، لذا اصطلحوا على تسميتها بـ«معاني القرآن»، وجميعها تنقصها الدّقة والالتزام بنصوص القرآن المجيد. حيث حدث فيها حذف أو إضافة عن النص الأصلي الوارد في القرآن الكريم . فالبعض جاء بما لم يرد في النص المجيد، وحورت كلمة أو كلمات بما لا يتلاءم مع النص الشريف. بل أبعد من ذلك كله أتت بنقيض (أي ضدّ) ما يقوله القرآن! مثلا عندما استبدلت (كلها جميعاً) كلمة «نعم» في محل كلمة «بلى»، أينما وجدت كلمة «بلى» في القرآن! طبعاً بغير عمد من القائمين على تلك «التراجم»، ذلك لأنه لا توجد كلمة في الإنجليزية تقابل «بلى». وجهلا بالمعنى الدقيق لـكلمة «بلى» وغيرها الكثير.

وقال المحاضر أن السبب في هذه الأخطاء أن هو كون جُلّ أصحاب تلك «الترجمات» ليسوا من ذوى اللسان العربي ونهجوا نهجاً عمّته بل استحوذت عليه نقائص قاتلة! والقليل، القليل منهم من ذوي اللسان العـربي لم يـوفق لأحسـن من سـواه . وأشار إلى أن هناك ثلاث عقبات تواجه عملية ترجمة القرآن الكريم هي أن اللغات الأخرى لا توجد فيها مفردات ثرية بما فيها الكفاية كما اللغة العربية التي تختزن مترادفات ومعاني عديدة ، كما أن القرآن الكريم دقته متناهية فكل كلمة فيه مقصودة بذاتها ولذاتها ولا بديل عنها أبدا ، كما شاع أيضا عند الناس أن القران الكريم لايترجم وإنما تترجم معانيه فقط دون أن يكون هناك برهان أو دليل على هذا القول . وأكد المبارك أن هذه الترجمة النصية الجديدة للقرآن المجيد إلى اللغة الإنجليزية هي تاريخية وفريدة من نوعها ، إذ لم يسبق لها مثيل أبداً، حيث أنها تختلف عن سواها جملة وتفصيلا، موضحا أنّ هذه الترجمة، هي حقاً ترجمة، إذ أنّها تحاكي النّص الكريم من حيث الدِّقة بمنتهى الأمانة والصِّدق! ففيها لن تجد كلمة لم ترد في القرآن الكريم، وهي لم تحذف كلمة وردت في القرآن المجيد، وكذلك فإنّك لن تجد فيها أي تحوير (تغيير) لمفردة أو جملة من القرآن العظيم، بما في ذلك صيغة النّص الكريم.

وعبر عن خيبة أمله في تجاوب المؤسسات الدينية بالدول الإسلامية وأيضاً غير الإسلامية، وكذلك العلماء والمترجمين في وضع هذه الترجمة، حيث بعث تلك الترجمة لكل من: مجمّع الملك فهد لطباعة القرآن الكريم في المدينة المنورة، وإلى الأزهر في القاهرة، وكذلك إلى سورية والأردن (جامعة الزرقاء)، ولكنه لم يستلم ردودا إيجابية مثمرة . كما أنه اقترح إنشاء مركز متخصص لترجمة القرآن الكريم في السعودية إلا أنه لحد الآن لم يؤخذ به .

بدأت مداخلات الحضور بسؤال من الأستاذ سلام الشماسي حول دوافع المحاضر لخوض غمار هذا التحدي الكبير ، وعلى أي اساس بنى نبوءته بإنتشار الدين الإسلامي في العالم . وأكد هادي المرهون على أهمية ترجمة القرآن الكريم للغات العالم المختلفة مستنكرا تحفظ البعض على ذلك مع أنه كتاب منزل لكل العالمين ، كما تساءل عن الترابط بين علوم القرآن الكريم وبقية العلوم الأخرى وضرورة دراستها لتمكن المترجم من الإلمام بمختلف المعارف .

وانتقد الكاتب حسن الجميعان القول بأن جميع العلوم كانت من نتاج المسلمين وفكرة ملكيتنا للحضارة ، والإدعاء بأن كل اختراع موجود في القرآن الكريم مع أن هذا نتاج جهد علمي وبحثي إنساني على مدى قرون من الزمن . وطرح الكاتب بدر الشبيب رؤيته حول تأثير المسبقات الفكرية للمترجم على عمله في الترجمة ، وكذلك الإشكاليات التي ترد في بعض الألفاظ التي لا توجد ترجمة حرفية لها .

أما ألأستاذ زكي البحارنة فأشار إلى أن الترجمة عمل جديد في بلادنا وهذا عمل فردي وليس مؤسسيا يساهم في توليد كوادر وأشخاص من ذوي نفس الإهتمام ، واعترض على رأي المحاضر في انتشار الدين الإسلامي بصورة غير نوعية بسبب الخلافات والتناحرات القائمة بين المسلمين . وطرح الأستاذ علي السويد إشكالات الترجمة بالنسبة لمفردات غاية في الصعوبة في تعريفها كالطهارة والنجاسة وغيرها مثلا .

وأوضح الشيخ عبد الله السليماني أن هناك خلط بين موضوع الترجمة النصية للقران الكريم والترجمة التفسيرية ، فالأولى تعني نقل النص القراني كما هو دون أي تدخل من المترجم في المعنى أو التفسير . وتساءل الدكتور تيسير الخنيزي عن مدى تاثير الترجمة النصية على معاني وتفسيرالقرآن الكريم على القارئ الغير عربي .

 

لمشاهدة الصور اضغط هنا

 

التغطية الإعلامية

 

المحاضرة الكاملة:

 

 

 

قد يعجبك أيضاً

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافق أقرأ المزيد