القصة القصيرة ودورها في المجتمع

4٬605

استضاف منتدى الثلاثاء الثقافي بالقطيف في برنامجه الاسبوعي لموسمه الثقافي السادس أعضاء منتدى القصة بسيهات مساء يوم الثلاثاء 11 ربيع الآخر 1427هـ الموافق 9 مايو 2006م للحديث حول “القصة القصيرة ودورها في المجتمع” وأدار الندوة الاستاذ جعفر العيد الذي قدم سيرة ذاتية للندوة بحديث مختصر عن دور القصة القصيرة في طرح القضايا الاجتماعية وعرف الحضور بضيوف المنتدى وهم الاستاذ جعفر الجشي (محرر ثقافي بجريدة اليوم وناشط في مجال القصة وله مجموعة قصصية تحت الطبع)، وعيد الناصر (موظف في شركة ارامكو وناشط في مجال الكتابة والنقد)، والاستاذ فاضل العمران (موظف وقاص معروف).

بدأت الأمسية بعد ذلك بكلمة ترحيبية لراعي المنتدى الاستاذ جعفر الشايب حيث ذكر أن هذه الأمسية جاءت لتسليط الضوء على فن أدبي له علاقة بالمجتمع من خلال الدور الذي يلعبه في حل قضايا المجتمع، مؤكداً على أهمية تفعيل الأنشطة الأدبية المختلفة وربطها بقضايا المجتمع كي تساهم في إبراز هذه القضايا ومعالجتها، وأشار إلى دور منتدى القصة القصيرة في أخذ المبادرة لتنشيط هذا المجال الأدبي في المنطقة.

بدأ الاستاذ فاضل عمران بذكر لمحة تاريخية عن قيام المنتدى حيث بدأ بنخبة محدودة من الكتاب وذلك في مطلع عام 1993م تتكون من ثلاثة أعضاء وألتحق به بعد ذلك أعضاء جدد، وظل يتنامى نوعياً في وعي أعضاءه ومقدار مشاركاتهم الاجتماعية والثقافية في المنطقة. واشار إلى أن المنتدى بادر بطرح مجموعة أنشطة ثقافية جديدة كالرحلة الثقافية التي يشارك فيها أدباء من مختلف مناطق المملكة ومن خارجها أيضاً مؤكداً على توجه المنتدى للانفتاح على جميع الاتجاهات الفكرية في الوطن.

وذكر الاستاذ جعفر الجشي بعد ذلك في كلمته مراحل تطور المنتدى وعلاقته بالمجتمع مشيراً إلى أن الحب للأدب بشكل عام والقصة بشكل محدد هي التي دفعت للبحث عن إيجاد صيغة مناسبة توفر مناخاً يجمع تحت سقفه من يعشقون هذا الطيف من الأدب،  وذكر بأنه في بداية التجربة كان هناك سيل لا يتوقف من كتابة النصوص ولم يكن جدول المنتدى يستطيع اللحاق بركب النصوص المقدمة للقراءة والنقاش، ولكن كلما زاد وعي أعضاء المنتدى وثقافتهم بعالم الأدب والقصة القصيرة كلما ازدادوا حذراً في تقديم نصوصهم. واتجه المنتدى بعد ذلك لتقديم بعض نصوص القصة القصيرة لكتاب عرب وأجانب لعدة أسباب من أهمها التعويض عن النصوص التي صار يتحرج أعضاء المنتدى من تقديمها والاطلاع على تجارب الكتاب العرب والعالميين الذين أثروا تجربة السرد القصصي بعطاءاتهم الفكرية.

وأشار الجشي إلى أن المنتدى صار نقطة انطلاق لطرح الأفكار لتطوير الساحة الثقافية والفكرية بشكل عام مع تخصيص مساحة لا بأس بها لتناول النصوص الجديدة لرواد المنتدى الذي يظل الهم الأكبر منذ تأسيسه حيث وفر المنتدى مكاناً يطل منه أعضاؤه وأصدقاؤه على الساحة الثقافية في المنطقة الشرقية ويتواصلون مع ما يدور فيها من حراك ثقافي وفكري، وتحدث حول فكرة الرحلة الثقافية التي ساهمت في لم شمل مثقفي المنطقة الشرقية والمملكة وبعض دول الخليج، وهذا دليل على أن المنتدى اصبح حاضناً للأفكار العلمية التي تمس المجتمع الثقافي في المنطقة الشرقية.

وحول فعاليات المنتدى ذكر الجشي أنها تتمثل في اللقاء الاسبوعي الذي يتم خلاله تناول بعض نصوص السرد من رواية أو قصة، والاشراف والإدارة على الرحلات الثقافية لمثقفي المنطقة إضافة إلى وضع خبرة المنتدى وعلاقاته بالوسط الثقافي لخدمة الشباب المتطلعين على فن القصة. وتناول المحاضر بعدها المعوقات التي تواجه المنتدى والتي من بينها ضعف اهتمام المجتمع بالأدب والفن، وسلبية المثقف نفسه فبعض المثقفين يتعاملون مع الأدب كوسيلة للوجاهة والمكانة الاجتماعية وليست إبداعاً من أجل ابراز قيم المجتمع وإزاحة ما هو قبيح ومضر فيه، بالإضافة إلى عدم النشر من اصدارات الكتب والروايات.

واستعرض عضو منتدى القصة القصيرة الاستاذ عيد الناصر جوانب متعددة من استهداف القة القصيرة واتجاهاتها في المنطقة مشيراً إلى جوانب التعثر في هذا المجال وقلة الأمسيات القصصية مرحباً بفكرة اللقاءات الحوارية العامة حول القصة القصيرة وتجربتها.

انتقلت الامسية بعد ذلك إلى المداخلات حيث أشار عضو المجلس المحلي الاستاذ ابراهيم اسماعيل إلى قصور منتدى القصة من الناحية الاعلامية فلا يوجد له موقع الكتروني الذي يعتبر في عصرنا الحالي نقطة التواصل مع المجتمع، مشيراً إلى أن لكل منتدى الحق في وضع ضوابط لحقوق الطبع.

كما تحدث الاستاذ محمد الخباز في حول قلة الانتاجات الأدبية للمنتدى وعدم صدور مجموعات قصصية متواصلة له، بينما يرى الاستاذ ابراهيم الشمر من خلال مداخلته  أن للنشر سلبيات فقياساً بالسقف الذي وصل إليه الكتاب لا يرى إلا الكم لكن الكيف او القيمة الأدبية رخيصة مشيراً إلى أن المجاميع التي نشرت من بعض أعضاء المنتدى لا ترقى لمستوى النشر كونها في بداية التشكيل.

كما ناقش الاستاذ أحمد سماحة إلى أنه ينبغي أن نفرق بين الابداع والواقع فالعمل الابداعي هو عمل خيالي ينشأ من الواقع وإن للأدب دور، في تغيير واقع المجتمع وتحفيزه باتجاه القضايا والأهداف التي ينشدها وركز على ضرورة أن يكون لمنتدى القصة دوراً في استقطاب الطاقات الشابة وتوجيه كتابتها القصصية ورعايتها .

وطرح الاستاذ عبدالله القروص تجربته في ترجمة القصة اليابانية للأطفال من خلال أعماله التي قام بكتابتها مشيراً إلى أهمية التبادل الثاقفي بين الشعوب في مجال الأدب والفن وسبل ايصال الأفكار السائدة في أي مجتمع للمجتمع الآخر.

وانتقد الاستاذ محمد الحمادي قلة إقامة أمسيات قصصية في المنطقة اسوة بالامسيات الشعرية مع أن هنالك مقولة بأن الزمن الحالي هو زمن الرواية، كما أشار محمد الغزوي في أن ثقافة المجتمع الدينية قد لا تقبل هذا النوع من الأدب باعتباره ترفاً ومن هنا فإنه لا بد من تكثيف النشاط الخاص بهذا المجال الأدبي.

واختتم راعي المنتدى الاستاذ جعفر الشايب الامسية بحثه على ضرورة استثمار مشروع القصة القصيرة وجعلها آلية من آليات التواصل مختلف الاتجاهات والفئات  لما يخدم المجتمع من خلال حضور الامسيات وتفعيل البرامج المشتركة التي تفرز الحوار والتواصل، داعياً إلى تطوير هذا النشاط وتوسيع قاعدة المشاركين وتفعيل الاصدارات التي تلامس قضايا المجتمع.

 

لمشاهدة الصور اضغط هنا

 

التغطية الإعلامية

 

المحاضرة الكاملة:

 

قد يعجبك أيضاً

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافق أقرأ المزيد