الإسلام في اليابان

4٬208

ضمن زيارة العمل التي يقوم بها للمملكة، شارك الدكتور ساتورو ناكامورا بإلقاء محاضرة تحت عنوان “الإسلام في اليابان” في منتدى الثلاثاء الثقافي بالقطيف ضمن فعاليات برنامجه الأسبوعي للموسم السادس مساء يوم الثلاثاء 18 ربيع الآخر 1427هـ الموافق 16 مايو 2006م. حيث أدار الندوة المهندس عبدالله مكي القروص الذي قام بترجمة وتأليف عدة كتب حول اليابان حيث أعطى نبذة مختصرة عن موضوع المحاضرة وانتقال الإسلام إلى اليابان وكذلك ألقى بعض الضوء حول الوضع الاجتماعي والتقاليد والأعراف السائدة في اليابان.

ثم عرف مدير الندوة بعدها الضيف بأنه حاصل على درجة البكالوريوس من جامعة طوكيو عام 1993م في الدراسات الأجنبية (لغة عربية)، كما حصل على درجة الماجستير عام 1998م من قسم الدراسات الإسلامية في معهد الدراسات الثقافية العالمية التابع لجامعة توهوكو، ونال درجة الدكتوراة عام 2002م من نفس المعهد وكان عنوانها “تشكيل الدولة السعودية الحديثة وآثارها على البدو وسكان المدن”. أما في المجال العملي فقد عمل بين عامي 1994 و1997م مساعداً خاصاً في السفارة اليابانية في الرياض، إضافةً لعمله الأكاديمي وضمن المؤسسات الاجتماعية، ونشرت له عدة أبحاث منها: العلاقات السعودية الأمريكية، والإصلاحات الاقتصادية والسياسية في السعودية.

ألقى بعد ذلك راعي المنتدى الأستاذ جعفر الشايب كلمة ترحيبية شكر فيها الضيف على حضوره ومشاركته مؤكداً على أهمية التعارف والتبادل الثقافي بين المجتمعات الإنسانية متمنياً من الحضور أن يتعرفوا من خلال هذه الندوة على المجتمع الياباني وما يدور حول الإسلام هناك.

تحدث السيد ناكامورا بعد ذلك في بداية محاضرته عن العلاقات السعودية اليابانية فذكر مبادرة وزير الخارجية الياباني كونو في عام 2001م والتي أعلن فيها عن نية اليابان تقوية العلاقات مع المملكة وذلك من خلال تشجيع الحوار مع العالم الإسلامي، وتطوير العلاقات الاقتصادية، والاشتراك في حوارات سياسية، وقد قام رئيس الوزراء هاشتموتو ريوتارو في عام 2003م بزيارة للمملكة واقترح من خلالها إقامة منتدى الحوار العربي الياباني بين السعودية ومصر واليابان، والذي أسفر عن انعقاد ثلاثة اجتماعات الأول في طوكيو، والثاني مصر، والثالث في الرياض.

انتقل المحاضر بعد ذلك للحديث حول كيفية دخول الإسلام إلى اليابان فأوضح أن أول من أدخل الإسلام إلى اليابان هو الأستاذ هاكوسيكي آرآئي، وأن أول مسلم ياباني هو السيد تراجيلو ياميدا والذي أسلم في تركيا بسبب حادث سفينة تركية في عام 1890م حيث تبرع اليابانيون للضحايا وقام السيد ياميدا بحمل هذه التبرعات لتركيا ومن خلالها تعرف على الإسلام. كما ذكر الضيف أن السيد بونهاشتيرو أريغا قام بزيارة إلى ممباي وأعجبته صلاة المسلمين التي يؤدنها في أوقات محددة ومتكررة ولذلك أسلم.

تناول السيد ناكامورا بعدها موضوع المساجد والجمعيات الإسلامية الموجودة في اليابان فقال: إن أول مسجد بني في اليابان في مدينة ناغويا في عام 1931م، والثاني في مدينة كوبي، والثالث في مدينة طوكيو في عام 1973م. وقد ساعد اللاجئون من مسلمي آسيا في بناء مسجد مدينة كوبي الموجود حالياً ومنذ الثلاثينيات. وقد أسست جمعيات خاصة بالمسلمين قبل الحرب العالمية الثانية، وبعدها اجتمع المسلمون اليابانيون المنتشرون في دول آسيا وأسسوا جمعية المسلمين اليابانية، وقد قامت هذه الجمعية بإرسال بعض الشباب الياباني إلى جامعة الأزهر بين عامي 1957 و 1965م، كما قامت الجمعية كذلك بإرسال طلبة إلى دول الخليج عام 1970م وبعدها إلى إيران واندونيسيا وماليزيا.

تطرق الضيف كذلك إلى بداية دراسة اللغة العربية في اليابان، فبعد أزمة البترول في فترة السبعينيات بدأ اليابانيون يدرسون اللغة العربية، ذاكراً أن أول ترجمة للقرآن الكريم كانت بيد أساتذة المسلمين وبمساعدة مالية من رابطة العالم الإسلامي والتي تهتم بأنشطة جمعيات المسلمين اليابانية وتقوم بتزويدها بالكتب الإسلامية، وفي فترة السبعينيات درس اليابانيون تاريخ وثقافة الإسلام بشكل مكثف. وفي فترة الثمانينيات زاد انتشار الإسلام بسبب زيادة نسبة زواج اليابانيات من رجال الأعمال المسلمين حيث أنه في مرحلة نمو الاقتصاد الياباني قصد كثير من رجال الأعمال الباكستانيين والإيرانيين اليابان.

أشار المحاضر بعد ذلك إلى المشاكل التي يواجهها المسلمون اليابانيون وتتمثل في مشكلتين رئيسيتين هما: تعليم الأولاد حيث أنه على الرغم من وجود برامج التعليم في المساجد إلا أن ذلك لا يفي بالمطلوب، مشيراًً أن حكومة المملكة أسست معهد العلوم العربية الإسلامية في عام 1983م وهو فرع لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية. والثانية مشكلة المقابر ففي الدين الإسلامي يجب أن يدفن الميت تحت الأرض وتملك جمعية المسلمين اليابانية مقبرة إسلامية في محافظة ياماناشي والتي تبعد عن طوكيو حوالي 300 كيلو، مشيراً إلى أن الحكومة السعودية اقترحت بناء مقبرة للمسلمين اليابانيين.

كما أوضح السيد ناكامورا أن الإسلام يدرس في المرحلة الثانوية ويعطي خلفية تاريخية عن نشوء الدول الإسلامية المتعددة وعن مبادئ الدين الإسلامي العامة ذاكراً  أنه يقوم بتدريس بعض المواضيع المتعلقة بالثقافة الإسلامية وأن هناك حاجة ماسة لدى المجتمع الياباني للتعرف بصورة أكثر على مختلف قضايا المسلمين وبالخصوص القضايا السياسية الراهنة.

انتقلت الأمسية بعد ذلك إلى المداخلات وطرح الأسئلة على الضيف فذكر الأستاذ حسن الزاير الذي كتب عدة مقالات عن اليابان منها (ثلاثية التطبيق الإداري في اليابان) أنماطاً من العادات الاجتماعية في اليابان ودور المرأة في المجتمع الياباني.

كما تحدث عضو المنتدى الأستاذ ذاكر آل حبيل عن تجربة اليابانيين في قدرتهم على إنجاح تجربة التزاوج بين المعاصرة والتراث عكس التجارب الأخرى في بقية المجتمعات التي لا تزال تعيش هذا الصراع. كما أكد على ضرورة التبادل الثقافي بين فئة الشباب من المجتمعين.

وطرحت عدة مداخلات تركزت حول تأثر الإسلام بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر، إضافةً إلى الأسئلة العامة التي تتعلق بالإسلام في اليابان من حيث العدد ومناطق التركز، وكذلك حول سبل تطوير العلاقات مع المجتمعات والدول الإسلامية.

كما أوضح الضيف أن عدد المسلمين في اليابان عام 2005م وصل إلى سبعين ألفاً، وبلغ عدد المصليات أكثر من ستين مصلى إضافة إلى خمس عشرة مسجداً، وإن أكثر المدن التي يتركز فيها المسلمون مدينة كوبي. كما أشار السيد ناكامورا إلى أن الديانة الإسلامية تأتي بعد المسيحية، كما يوجد ديانة الشنتو وهي ديانة محلية والديانة البوذية التي أتت من الهند عبر الصين والديانة الشنشوكية وهي نمط من التفكير ومنه المنطق.

 

لمشاهدة الصور اضغط هنا

 

التغطية الإعلامية

 

المحاضرة الكاملة:

 

 

قد يعجبك أيضاً

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافق أقرأ المزيد