منتدى الثلاثاء يناقش صناعة المواهب الطلابية

1٬460

في أمسية تفاعلية مع صنّاع الموهبة، حَفِلَ منتدى الثلاثاء الثقافي بحوارٍ جاد وشيّق تناول موضوع “واقع ومستقبل الطلبة الموهوبين” ضمن عدة محاور، وكان ضيف اللقاء الأستاذ علي الغامدي رئيس وحدة برامج الموهوبين بمكتب تعليم القطيف، وذلك مساء الثلاثاء 30 جمادى الأول 1440هـ الموافق 05 فبراير 2019م في جوٍّ ضم حضوراً متنوعاً من المهتمين وأهالي الموهوبين والمعلمين، وأدار اللقاء الأستاذ زكي البحارنة عضو الهيئة التنفيذية للمنتدى.

وقد حظيت الأمسية ضمن الفعاليات التي تسبق الندوة بتكريم الأستاذ حسين علوي الشبركة، من فئة الصم والحاصل على الماجستير في إدارة الأعمال من جامعة Lamar في مدينة بيومونت بالقرب من مدينة هيوستن، ورئيس منظمة الطلاب السعوديين بالولايات المتحدة، حيث تحدث عن تجربته في تخطي مراحل التعليم بهمة لا تعرف اليأس، وشملت الفعاليات المعرض التشكيلي للفنانة حميدة أبو تاكي التي تحدثت عن تجربتها ومشاركاتها الفنية داخل وخارج المملكة، كما شاهد الحضور فيلماً تثقيفياً قصيراً بمناسبة “اليوم العالمي لمكافحة السرطان”، وقد شرّف الدكتور حسن البريكي الشخصية الاجتماعية والثقافية المعروفة المشاركين في هذه الأمسية بتسليمهم دروع المنتدى التقديرية، ومن بينهم الأستاذ طاهر النزر الذي قام بدور ترجمة الإشارة للحضور من فئة الصم والبكم.

افتتح اللقاء الأستاذ زكي البحارنة بتوجيه تحية منتدى الثلاثاء للطلاب والطالبات الموهوبين ولأسرهم وكل الجهات الأهلية والرسمية لدورهم في إنجاح برنامج رعاية الموهوبين بمحافظة القطيف، مؤكداً أهمية عقد هذه الملتقيات الحوارية باعتبارها جزءاً مكملاً لما تم تحقيقه وذلك من خلال مناقشة الاقتراحات والملاحظات التي تدفع باتجاه المبادرات التطويرية، كما عرّف بضيف الندوة الأستاذ علي بن محمد الغامدي بكالوريوس تربية إسلامية ودبلوم عالي في التربية، ومدرب معتمد في مجال الموهوبين، ويشغل حالياً رئيس وحدة الموهوبين ورئيس لجنة التميز بمكتب تعليم القطيف، ولديه عضوية المجلس العربي للموهوبين (الأردن)، كما شارك في عدد من الملتقيات على مستوى المملكة، وقدّم عدة برامج تدريبية في تربية الموهوبين، وفي مجال الكتابة صدرت له ثلاث مجموعات شعرية.

في بداية حديثه أشار الأستاذ الغامدي بأن مكتب رعاية الموهوبين بالقطيف بدأ منذ ثلاث سنوات ويعدُّ الآن الأفضل أداءً على مستوى الوزارة، بفضل جهود ما وصفه بالفريق الرائع العامل بالوحدة، الذي يعمل على تحقيق أرقام قياسية على مستوى المملكة مع مساندة مكتب التعليم بالمحافظة، كما أوضح المحاضر بأنه تم مؤخراً رفع ملف الإنجاز لوحدة الموهوبين بالقطيف للوزارة كعمل مؤسسي وذلك للمنافسة على جائزة أفضل مكتب لرعاية الموهوبين على مستوى المملكة، وإلى جانب ذلك فإن وحدة الموهوبين بالمحافظة تقدمت بترشيح (8) منافسين من فئة المعلمين كأفضل معلمين على مستوى المملكة، وهو عدد لم يصله أي من إدارات التعليم على مستوى الوطن، وتدل هذه الإنجازات على مستقبل واعد لحقل التعليم بالمحافظة.

بعد ذلك استعرض بالأرقام منجزات برامج الموهوبين بتعليم القطيف للعام المنصرم 1439/ 2018 حيث ذكر أن نسبة الاجتياز لاختبارات الموهبة بمكتب التعليم بالقطيف مقارنة ببقية القطاعات بالمنطقة الشرقية بلغت 41% بعدد بلغ (565) طالب من بين (1402) طالب، وهي نسبة لم يحققها أي قطاع على مستوى المملكة، وأن قطاع القطيف يحظى الآن بعشرين فصلاً ً دراسياً لرعاية الموهوبين بمعدل (15) طالباً لكل فصل، مضيفاً أن مسابقة “الكانجارو” العالمية في الرياضيات حقق فيها قطاع القطيف انجازاً مهماً باشتراك (1205) طالب وطالبة شملت المراحل التعليمية الثلاث، وخلال أسبوع الموهبة الخليجي نفذ مكتب المحافظة (54) برنامجًا استفاد منه 787 مستفيد، حيث حقق أربعة من الطلبة بقطاع القطيف الفوز في تلك الفعاليات، ثم أشار المحاضر للمبادرة التي قام بها مكتب المحافظة بإتاحة المجال لكافة فئات التعليم للنقد لمعرفة نقاط القوة والضعف التي نشرت نتائجها فيما بعد.

بعد ذلك انتقل الأستاذ الغامدي بالحديث حول قياس جودة الأداء في فصول الطلبة الموهوبين مستعرضاً بالأرقام أعداد الطلبة المجتازين لكل مدرسة في القطاع لفصول الثالث والسادس الابتدائي والثالث المتوسط، مبيناً بالشرح الاستراتيجيات المتبعة في رعاية الموهوبين التي تشمل التسريع والإثراء والتجميع، مشيراً أن محافظة القطيف تكرر فيها معدل (800) درجة لقياس الذكاء وهو رقم عالي جداً كأحد اشتراطات التسريع، ثم تحدث مطولاً حول البرنامج الإثرائي لفصول الموهوبين المكوّن من مجموعة أنشطة وتدريبات شملت الكورت لتنمية مهارات التفكير(CORT)، لقاء حواري مع أولياء الأمور، اليوم التطوعي لموهوبين، زيارة جامعة البترول والمعادن بالظهران، ولقاء حواري بين الطلبة والمعلمين، اللياقة الأهلية لحصص النشاط، زيارة مكتبة سعيد المقابي بالقطيف، وبرنامج في بيتنا موهوب.

ومن المعلومات التي ساقها الأستاذ الغامدي في هذا السياق وجود طلبة موهوبين يتحدثون بخمس لغات عالمية، وأيضاً حرصهم على أن تنتهي الوحدة الإثرائية بمشروع وإلاَ يتم إعادة الطالب لفصول غير الموهوبين، موجهاً شكره لإدارة نادي الخليج بسيهات لتبنيهم الشراكة المجتمعية لاحتضان ورعاية 200 مشروع لطلبة الموهوبين، وهذه الشراكة كانت من أهم أسباب حصول مشروع الطالب حسين الخنيزي على المركز الرابع على مستوى العالم، مختتماً ورقته بالتأكيد على دور الأسرة والمجتمع من رجال الأعمال بالحرص والمشاركة في دعم أنشطة رعاية الموهوبين.

ثم بدأت جولة تفاعلية من مداخلات الحضور، حيث تساءل الأستاذ التشكيلي محمد المصلي عن الفرق بين الموهبة والتفوق، ومن جهة أخرى دعا وحدة رعاية الموهوبين بالمحافظة لعقد شراكة مع المعلمين المتعاقدين للاستفادة من خبراتهم في تنفيذ برامج الوحدة، وأشار الأستاذ باسم العليو إلى الربط بين مؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله لرعاية الموهوبين ومراكز الموهوبين في المحافظات، موجهاً نقده لضعف برامج دعم أسر الطلبة الموهوبين النفسي والاجتماعي، والدعم المالي لتمكينهم من إلحاق أبنائهم في مراكز التدريب وصقل الموهبة.

الأستاذ صالح آل عمير تساءل عن عدم وجود مركز لرعاية الموهوبين بالقطيف، وكذلك مركز قياس مع وجود هذا العدد الكبير لموهوبي المحافظة، كما وجّه باللوم لوحدة قطاع القطيف في تقصيرها إعلامياً في إبراز الموهوبين، وكذلك عدم استقبال الموهوبين العائدين للوطن بعد تحقيقهم مراكز البطولات، حيث نفى الأستاذ الغامدي ذلك وأكد أن الوحدة تقوم باستقبال العائدين والاحتفاء بهم من قبل أعلى المستويات. وتحدث الأستاذ أحمد منصور الخرمدي عن الأهمية المستقبلية لاكتشاف الموهوبين، الأستاذ كمال المزعل أشاد بجهود وحدة القطاع وطالب بالعمل على تأسيس مركز اختبار الموهوبين بالمحافظة، كما تساءل عن سر إحراز مدرسة التهذيب لأكبر نسبة طلبة في برنامج التسريع وهي أهلية متفوقة على المدارس الحكومية التي تقع تحت اهتمام وحدة القطاع، وفي مداخلته انتقد الأستاذ صلاح الجشي لعدم وجود فوارق بين فصول الموهوبين وغيرهم، طالب بعودة برنامج المنح الدراسية للطلبة الموهوبين.

وانتقد الأستاذ حسين الشبركة من فئة الصم عدم وجود برامج تدعم الموهوبين من فئة الصم والبكم، وأكد الدكتور عصام أستاذ الموارد البشرية في جامعة الإمام عبد الرحمن الفيصل على أهمية التثقيف العام بالعوامل المساعدة على تنمية القدرات، كما أوضح أستاذ فصول الموهبة غسان الشيوخ العديد من البرامج التي تنفذها وحدة القطاع في مجال الخيال العلمي، حيث رصدت الوحدة انعكاسات في غاية الإيجابية على الموهوبين.

كما تناول الأستاذ وليد الهاشم ظاهرة انتفاء الذكاء، وأشار لبعض المؤلفات التي تتطرق لتأثير التعليم على ذكاء الأفراد، وتحدث الأستاذ الشاعر مصطفى الكحلاوي عن جانب من كتابه “كيف تكون مبدعاً”، وأكدت الأستاذة منى المسكين على أهمية أن تقوم وحدة القطاع بدور تيسير السبل لأسر الموهوبين في نقل الطلبة الموهوبين للمدارس التي تضم فصول للموهوبين، وفي مداخلتها طالبت الأستاذة هدى الناصر أن تولي الوحدة عناية أكبر برعاية الموهوبين من ذوي الاحتياجات الخاصة، كما دعت الوحدة لوضع خطة مستقبلية متكاملة، مؤكدة على مشاركة رجال الأعمال في دعم برامج الموهوبين.

وفي ذات السياق الأستاذة علوية السادة وجواد السعيد أكدا أهمية تفعيل دور الوحدة في تطوير مهارات ذوي الاحتياجات الخاصة وطالبا بإنشاء كليات جامعية مهيئة لهم، كما أكد الأستاذ علوي الخباز على التواصل القريب مع رجال الأعمال لإيضاح كامل الصورة لواقع الموهوبين وتشجيعهم على البذل والعطاء للرقي بإمكانات رعايتهم.

لمشاهدة الصور اضغط هنا

 

التغطية الإعلامية

 

التقرير على اليويتوب:

المحاضرة الكاملة:

كلمة الأستاذ حسن الشبركة:

كلمة الفنانة حميدة أبو تاكي:

قد يعجبك أيضاً

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافق أقرأ المزيد