منتدى الثلاثاء يحتفي بصدور “قالوا القطيف”

3٬806

في أمسية أدبية متميزة أقامها منتدى الثلاثاء الثقافي مساء الثلاثاء 9 رجب 1436هـ الموافق 28 أبريل 2015م، احتفى مجموعة من أدباء المنطقة وشعرائها بصدور الجزء الاول من كتاب “قالوا القطيف: واحة الحب والإنسان” لمؤلفه الشاعر سعود عبد الكريم الفرج والذي وثق فيه القصائد الشعرية التي كتبت حول القطيف.

وقبل بداية الأمسية، استعرض الفنان عبد الله البحراني تجربته الفنية في الخط العربي من خلال اهتمامه به ودراسته على يد خطاطين بارزين، ومشاركته في عدة دورات وورش عمل متخصصة، وكذلك إقامته لعدة معارض فنية ومسابقات في الخط العربي في داخل المملكة وخارجها.

وأدار الندوة الشاعر فريد النمر الذي افتتحها بقوله أن هذه الندوة استثنائية لكونها تركز على تاريخ المنطقة وأدبها، التي عبر عنها بأنه كالنخلة الشعرية الفارعة الملهمة للخيال المبدع والخلاب. وأشاد بدور منتدى الثلاثاء الثقافي على منح المبدعين والشعراء مساحة حرة لعرض انجازاتهم ومناقشة ابداعاتهم، مستعرضا سيرة الشاعر المؤلف سعود الفرج وهو أديب وباحث من شرق السعودية أسهم في تنشيط الحركة الأدبية وعضو النادي الأدبي بالمنطقة الشرقية، وحصل على العديد من الجوائز وترجم شعره للعديد من اللغات الأجنبية، كما صدرت له 10 أعمال أدبية وشعرية بعضها توثيقي.

ألقى في بداية اللقاء الأستاذ زكي البحارنة كلمة المنتدى بهذه المناسبة، مشيرا إلى أن هذه الأمسية هي أمسية وفاء لهذه الأرض وما تختزنه من تاريخ عريق لأناسها وحضارتها. وأكد في كلمته على أهمية توثيق التاريخ شعرا ونثرا لما يشكله من رسالة للأجيال القادمة، وأن ابراز عناصر القوة في المجتمع من تسامح وتعددية وذوق أدبي يساهم في تخفيف التشدد العنصري المقيت، إضافة إلى أن عشق الوطن ينبغي أن يترجم لعمل إيجابي واضح ومؤثر.

وتم عرض ريبورتاجا متلفزا مختصرا مع الشاعر سعود الفرج تم بثه في التلفزيون السعودي حول سيرته الأدبية وإصداراته المميزة وجهده في توثيق العديد من الأعمال الأدبية.وتحدث الشاعر ياسر الغريب حول قراءته لكتاب “قالوا القطيف: واحة الحب والإنسان” مستعرضا الجهد الفكري لجمع مادة شعرية حول موضوع محدد وكأنه مزج عصور مختلفة في وحدة ديوانية في محاولة للإمساك بالهلام. وتناول الغريب اشتقاق عنوان الكتاب “قالوا القطيف” من بيت شعر للشيخ عبد الحميد الخطي لدلالتها المكانية التي تتضح في سياقها التاريخي ومناسبة عودة الخطي إلى بلده. وأشار الشاعر الغريب إلى أن الكتاب قد يقرأ آنيا بالاستمتاع بالحصاد الشعري الذي يتضمنه المعبر عن مشاعر فياضة عن هذه المنطقة الضاربة في أعماق التاريخ، وقراءة مؤجلة خاصة بالنقاد والباحثين في المستقبل حيث يعتبر مادة خصبة للتأمل الثقافي والدراسات السوسيولوجية.

وبين مؤلف الكتاب الأديب الشاعر سعود الفرج في بداية مشاركته السبب الذي دعاه لتأليف هذا الكتاب، أنه جاء نتيجة تكرار الطلب من قبل أدباء وباحثين عرب في ملتقيات شعرية مختلفة عن مادة موثقة عن شعر المنطقة وأدبها وتراثها. وأشار إلى أن من الأسباب أيضا ما تلاقيه هذه الواحة من نكران وجحود عند البعض لطمس جزء من تاريخها وتراثها الثقافي والأدبي، فكان من الواجب إبراز ومضات من ماضيها الجميل ليتواصل بحاضرها الواعد. واسترجع الفرج الجهود التوثيقية السابقة لتاريخ وتراث المنطقة ذاكرا المرحوم محمد سعيد المسلم في كتابيه “ساحل الذهب الأسود” و “واحة على ضفاف الخليج”، والشيخ فرج العمران في كتابه “الأزهار الأرجية”، والشيخ علي البلادي في كتابه “أنوار البدرين”. وذكر من المعاصرين أيضا الشاعر عدنان العوامي، وعبد الخالق الجنبي وسلمان آل رامس، وعلي الدرورة، وعبد الله العبد المحسن وغيرهم.

وأضاف الفرج أنه جمع في الكتاب 64 قصيدة من مختلف المدارس الشعرية لشعراء تغنوا في القطيف ممن عاشوا أو أقاموا أو مروا عليها من القرن السادس الهجري حتى يومنا هذا. وأوضح أن ما يميز الكتاب عن سابقيه مقدمته التي مزجت بين الأدب والتاريخ من العصر الجاهلي لغاية هذا اليوم كي تعطي القارئ صورة حية ومشرقة عن انتاج أبنائها الأدبي عبر العصور.

واستشهد الشاعر الفرج بموثق ابي عثمان الجاحظ الذي أعجب بقبيلة عبد القيس – التي استقرت في المنطقة – حيث أصبحت أشعر قبيلة في العرب فأنجبت خطباء وشعراء وهي لم تكن كذلك حينما كانت تقيم في سرة البادية معدن الفصاحة. وأكد أن طبيعة المنطقة وتنوعها الإنساني، وانفتاحها، وتسامح أبنائها مع الآخرين، واختلاطهم بالأمم والأقوام جعلهم أكثر ثقافة وتقبلا للأفكار النيرة. كما استشهد أيضا بما كتبته الدكتورة عائشة عبد الرحمن (بنت الشاطئ) في كتابها “أرض المعجزات” خلال زيارتها للقطيف عام 1951م عن أدباء القطيف وعلمائها، ومثلها الشاعر خالد الفرج الذي استقر في القطيف لمدة 25 عاما.

وأوضح الشاعر سعود الفرج بأن هذا الكتاب يعد لبنة من لبنات العمل الأدبي يضاف إلى سابقيه وقد يصبح في يوم من الأيام مرجعا من المراجع عن ومضات من أدب القطيف. وطالب في نهاية مشاركته الشعراء والشاعرات اللواتي لم ترد أسماؤهم في هذا الكتاب التواصل معه لإضافتها في الجزء الثاثني الذي يزمع القيام بالعمل عليه أيضا.

وجاءت مداخلات الحضور مكملة لما طرح في الندوة، فتساءل الأستاذ عيسى العيد عن شمولية الكتاب لأسماء مناطق معينة في القطيف كالبلدات والقرى المختلفة، وأثنى الأستاذ عبدالله النمر على جهود المؤلف مشيرا إلى أن مركز البابطين يحتفظ بجميع إصدارات ومؤلفات الكاتب الأدبية.

وطرح الأستاذ صالح العمير عن أبرز القصائد التي أثارت الكاتب، فرد بأن القصائد التي تتعلق بانحسار الزراعة هي أكثر ما تؤثر فيه. وتناول الأستاذ علي الحرز أهمية استرجاع تراث الشاعر طرفة بين العبد باعتباره من شعراء المنطقة وإبراز أدبه وشعره، وطالب ألأستاذ زكي البحارنة العمل على توسيع مجال التوثيق الأدبي ليشمل النثر والفنون أيضا، وتساءلت الأستاذة عالية آل فريد عن مدى حضور المرأة في الكتاب، وحول توظيف وسائل التقنية الحديثة في توثيق ونشر الأعمال الأدبية.

 

لمشاهدة الصور اضغط هنا

 

التغطية الإعلامية

 

المحاضرة الكاملة:

 

 

قد يعجبك أيضاً

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافق أقرأ المزيد