منتدى الثلاثاء يحاور تجربة عمل المرأة في الاعلام

1٬706

تجربة المرأة السعودية في الإعلام المرئي تصدرت حوار منتدى الثلاثاء الثقافي، باستضافة الاعلاميتين الأستاذة عفاف المحيسن والأستاذة عرفات الماجد وذلك مساء الثلاثاء 12 ربيع الأول 1440هـ الموافق 20 نوفمبر 2018م في ندوة شكلت لقاءً تفاعلياً متميزاً تناول مجموعة من المحاور والتساؤلات تحت عنوان “المرأة في الاعلام المرئي: تجارب ورؤى”، وأدارت الأمسية الأستاذة هدى الناصر رئيس الهيئة التنفيذية بالمنتدى، بحضور ضيف الشرف الدكتورة أحلام القطري رئيس جمعية العطاء النسائية الأهلية بالقطيف التي تبذل جهودا استثنائية لتمكين المرأة ومشاركتها اجتماعيا واقتصاديا، وتعمل على تأهيل المرأة في مختلف المجالات.

وقد صاحب الندوة عدد من الفعاليات شملت تكريم الأستاذة أحلام العوامي رئيس القسم النسائي لمركز رعاية المكفوفين بتعليم محافظة القطيف لتجربتها الرائدة في تخطي صعوبات الإعاقة البصرية ووصولها لمركز معلم مستشار في برامج الدمج البصري، ودورها المتميز في تنفيذ الدورات التدريبية المتنوعة. إلى جانب هذا التكريم أقيم المعرض التشكيلي للفنان فهد الكردشي معلم التربية الفنية بالهيئة الملكية بالجبيل الذي شارك بمجموعة من لوحاته الفنية المتميزة وتحدث حول تجربته الفنية التي نبعت من الموهبة الذاتية ثم تكاملت بالانطلاق في المشاركات الفنية المتعددة. كما شاهد الحضور فيلمين قصيرين بمناسبة اليوم العالمي للطفل واليوم العالمي للفلسفة، وضمت الفعاليات المصاحبة كتاب الأسبوع “صورة المرأة في التراث الشيعي.. تفكيك لآليات العقل النصي” للكاتب محمد الخباز.

افتتحت مديرة اللقاء الأستاذة هدى الناصر بالإشارة إلى دور الاعلام الواعي والمسئول في بناء شخصية الفرد، مؤكدة أنه يشكل حقلاً هاماً لبروز المرأة السعودية مهنياً ومشيرة إلى أهمية تناول هذا الموضوع والبحث عن الفرص المتاحة للمرأة السعودية فيه، معرفة بضيفتي الندوة الإعلامية عفاف المحيسن الحاصلة على بكالوريوس علم النفس والاجتماع والمقدمة بالقناة الثقافية والمذيعة بإذاعة جدة، والاعلامية عرفات الماجد الحاصلة على بكالوريوس علم الجغرافيا وإحدى أبرز الاعلاميات السعوديات كما تشغل حالياً عضوية المجلس البلدي بالمحافظة.

في بداية الندوة تناوبت الضيفتان عفاف المحيسن وعرفات الماجد بتعريف تجربتهما الاعلامية، حيث ذكرت المحيسن أن بدايتها العملية كانت التدريس، وأن انخراطها في المجال الاعلامي بدأ عام 1422هـ (2000م) بدعوة من الممثلة السعودية لبنى الدوسري، وحسمت صراعها بين الاستمرار في مجال التعليم أو الفن الاعلامي بعد نجاح أول تجربة تمثيل بمسلسل إذاعي حصل على الميدالية الذهبية من هيئة اذاعة وتلفزيون البحرين، ثم نجاحها في الاعلان الغنائي. وتحولت بعد ذلك إلى مجال الإعداد والتقديم الاذاعي عبر برنامج “الضحى”، وبعد ذلك انتقلت للعمل التلفزيوني، حيث تشغل الآن منصب كبير المذيعين. بدورها تحدثت الاعلامية عرفات الماجد عن انخراطها في مجال الاعلام الذي انطلق من خلال القناة الثانية باللغة الانجليزية لمدة خمس سنوات كمتعاونة، ثم عينت كمذيعة بإذاعة الرياض ولا زالت حيث أكملت عشر سنوات، وتعمل على تغطية كافة المناسبات الوطنية الكبرى والقمم والمؤتمرات الرسمية داخل المملكة.

بعد ذلك، تحدثت الضيفتان حول مشاركة المرأة السعودية في الفضائيات حيث أشادت الأستاذة عفاف المحيسن بنشاط الاعلاميات السعوديات في مجال الاعداد والتقديم وإجراء الحوارات وما يمتلكونه من دافعية ذاتية في انجاح البرامج المختلفة، كما اثنت على توجه رؤية التحول الوطني بفتح الآفاق أمام المرأة السعودية في مجال الاعلام عامة ومجال السينما والمسرح بشكل خاص. وأضافت الأستاذة عرفات الماجد بأن ظهور الاعلامية السعودية على الشاشة في الاعلام الرسمي جاء متأخرا بسبب احجام السعوديات عن الظهور الفضائي، مشيرة إلى أنها اول إعلامية سعودية معينة في مجمع تلفزيون الدمام، مبينة أن وضع المرأة السعودية اليوم ورغبتها في الظهور الاعلامي اصبح واسعاً، كما ان ثقافة المجتمع السعودي بشكل عام أصبحت منسجمة مع مشاركة المرأة اعلامياً حتى على مستوى الإعلام التجاري.

حول محور التحديات التي تواجه المرأة في مجال الاعلام، تحدثت المحيسن بالقول أن أهم تحد هو الوقت والقدرة على التوفيق بين متطلبات العمل الاعلامي ومتطلبات الأسرة، وأضافت أن من التحديات البارزة هو العمل الاعلامي الميداني، لأنه يجعل الاعلامية في إحراجات غير متوقعة، بسبب تفاوت المستوى الثقافي لدى شرائح المجتمع ونظرتهم المتباينة حول الظهور الاعلامي للمرأة، مؤكدة على أهمية تحويل هذه التحديات إلى فرص وتجارب ناجحة عبر الوعي بالأنظمة والحقوق المثبتة في لوائح العمل الميداني. ومن جهتها أشادت عرفات الماجد بفتح مجال العمل الميداني للإعلاميات وبتقنين تداخل الصلاحيات بين العمل الاعلامي والجهات الحكومية الأخرى، كما أضافت بأن الاصرار على الاستمرار رغم مختلف التحديات سوف يمكن المرأة من الابداع والتفوق في مجالها الاعلامي.

وحول مستقبل المرأة السعودية في الاعلام أكدت الماجد أن ذلك يعود للمرأة نفسها إن هي وضعت لنفسها سقفا معينا فذلك سيكون مستقبلها، داعية المرأة السعودية إلى مواكبة تطلعات رؤية المملكة 2030 لإطلاق ابداعها وطموحها حتى للارتقاء كوزيرة للإعلام، موجهة نصيحتها لكل راغبة في مجال الاعلام إلى تطوير ملكة التحدث ورفع المستوى الثقافي بالقراءة والاطلاع في مختلف العلوم والقضايا. ودعت المحيسن الراغبات في العمل الإعلامي أن يثبتن جدارتهن في مختلف المجالات بما في ذلك مجال المسرح والسينما، والبرامج الفاعلة التي تلامس تطلعات الشباب وطموحاتهم، مقدمة نصيحتها لكل اعلامي واعلامية للاهتمام بفن التعامل مع الجمهور لمساهمته في صنع البرامج الاعلامية.

بعد ذلك بدأت جولة المداخلات بدعوة الاستاذة عالية آل فريد بإدماج ذوي الاحتياجات الخاصة في البرامج الاعلامية، وتسليط الضوء على انجازاتهم، كما تساءلت عن أسباب نفور الخريجات من العمل التلفزيوني، والذي قد يكون محدودية العائد المادي أحد أسبابه. الأستاذ عبد الرسول الغريافي أثنى على مهنية الاعلاميات في التحضير المسبق، والالتزام بالوقت والتفاصيل لإنجاح العمل متفوقين في ذلك على العنصر الرجالي، وتساءلت الأستاذة وجدان العبد الكريم مراسلة القناة الرياضية حول موقف الضيفتين بعد هذه التجربة من العمل في مجال التعليم وكذلك من دور المرأة كربة بيت.

تساءل الأستاذ وليد المبرزي عضو خيرية المبرز حول امكانية رفد التلفزيون بمتطوعات عن طريق الجمعيات الخيرية للعمل كمتعاونات، حيث أجابت الضيفتان بإلغاء مجال التطوع واستبداله بالتوظيف. وفي رد المحاضرتين على تساؤل منسق الفعاليات الرياضية الأستاذ شرف العلي بأن أي إعلامي لا يحق له أن يتقاضى مكافأة من أي أحد إذا قام بعمل مكلف به من قبل هيئة التلفزيون ويعد ذلك جريمة يعاقب عليها، وأشاد الفنان عبد العظيم الضامن بفكرة حسن تعامل الاعلاميات مع الجمهور وانعكاس هذا الخلق على انتاجية الاعلامي، كما عبر عن استيائه ممن يتطفل على مهنية الاعلام في وسائل التواصل الاجتماعي.

الأستاذ أحمد الأحمد مشرف النشاط بمدارس الظهران الأهلية تحدث حول أن الاعلاميين في الفضائيات من الدول العربية الشقيقة لا زالوا يتفوقون على نظرائهم السعوديين، داعياً هيئة الاذاعة والتلفزيون لاستقطاب الطلبة الموهوبين في مجال الحوار والحديث واشركهم في برامج تلفزيونية، وحيا الاعلامي حبيب محمود في مداخلته المحاضرتين على صمودهما في العمل الاعلامي، وقال بأن استيعاب الاحباطات في العمل الاعلامي يعد بطولة، مؤكداً على أن العمل الاعلامي لا يكون مثمراً مؤثراً إلاَ إذا كان نابعاً من الشغف به، وقدم الأستاذ جعفر الشايب شكره للمحاضرتين لما قدمتاه من أفكار ثرية، داعياً مسئولي الاعلام المرئي لمواكبة التطور الحاصل على وسائل التواصل الاجتماعي، كما شكر الضيوف القادمين من مختلف المدن لحضور الندوة وكذلك مسئولي صحيفة اليوم والقنوات التلفزيونية.

في نهاية البرنامج تحدثت ضيفة الشرف الدكتورة أحلام القطري مبدية سعادتها بحديث الضيفتين، مشيدة بهذه التجارب الناجحة التي تنير الطريق لمن يرغب في النجاح في هذا المجال المهم والخلاق، مشيدة بنشاط منتدى الثلاثاء الثقافي وما يتمتع به من جهد وحس وطني، وكذلك اهتمامه بتكريم وابراز الكفاءات من ذوي الاحتياجات والفنانين وغيرهم، حيث تلتقي جمعية العطاء مع منتدى الثلاثاء في هذا الاهتمام المشترك بالطاقات المجتمعية الخلاقة.

لمشاهدة الصور اضغط هنا

 

التغطية الإعلامية

 

التقرير على اليوتيوب:

 

المحاضرة الكاملة:

 

كلمة الأستاذة أحلام العوامي:

 

كلمة الدكتورة أحلام القطري (ضيف شرف الندوة):

 

كلمة الفنان فهد الكردشي:

قد يعجبك أيضاً

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافق أقرأ المزيد