منتدى الثلاثاء وجمعية الثقافة في حوار حول دور المنتديات

724

شارك منتدى الثلاثاء الثقافي في البرنامج الذي نظمته الجمعية السعودية للثقافة والفنون بالدمام تحت عنوان (ملتقى المنتديات الثقافية في المنطقة الشرقية)، وذلك بتنظيم ندوة تحت عنوان (المنتديات الثقافية بين الواقع والتطلع) مساء السبت 2 ربيع الاول 1440هـ الموافق 10 نوفمبر 2018م، وتحدث فيها كل من الاستاذ زكي البحارنة عضو الهيئة التنفيذية للمنتدى والاستاذ كمال المزعل راعي منتدى سيهات الثقافي، وأدارت الندوة الاعلامية عرفات الماجد.

قدمت مديرة الندوة اللقاء بالحديث عن أهمية ودور المنتديات الثقافية والتطور الذي مرت به طوال السنوات الماضية، مشيرة إلى انها أصبحت جزءا مهما من المشهد الثقافي في المملكة بسبب انتشارها وتفاعل المجتمع معها. بدأ الحديث الأستاذ كمال المزعل بالتاكيد على ضرورة تفعيل دور المنتديات الثقافية باعتبارها رافدا مهما من روافد العمل الثقافي في المملكة العربية السعودية لما تملكه من تواجد تفاعلي في مختلف مدن ومناطق المملكة. وأضاف المزعل ان المنتديات الثقافية زادت وتيرتها بعد انطلاقة مشروع الحوار الوطني واصبحث في كثير من الاحيان اكثر حيوية ونشاطا وفاعلية من بعض المنصات الثقافية الرسمية، مشيرا إلى تحولها لتكون أحد أبرز قنوات الحوار الوطني الشعبية.

وأوضح أن المنتديات الثقافية تحولت الى بيئة حاضنة يشارك فيها الاديب والمثقف والشاعر والفنان، ضمن مجال اجتماعي اوسع واكثر رحابة، مضيفا أنها – أي المنتديات الثقافية – أصبحت جسرا مهما لتواصل أبناء المجتمع في مختلف المناطق ومبررا للتعارف والتلاقي وطريقا للفهم المشترك. وبين الاستاذ كمال المزعل أن المنتديات الثقافية بالمنطقة الشرقية تعد الابرز كما ونوعا على المستوى الوطني، ففيها المنتديات العامة والمتخصصة، وفيها الرجالي والنسائي والمختلط، وفيها الكلاسيكية في المحاضرات وفيها الحوارية، وهناك من أضاف فعاليات ثقافية مصاحبة للندوات كالمعارض الفنية وعرض الافلام القصيرة.
وحول التحديات التي تواجه المنتديات الثقافية، تحدث الأستاذ المزعل عن أن من أبرزها أن هذه المنتديات تعمل دون غطاء اعلامي رسمي ينظم العلاقة معها دون التدخل في شئونها مما قد يجعلها عرضة للايقاف، وإضافة لذلك فإن هناك تحديات ذاتية وداخلية لأسباب إدارية وتنظيمية وأحيانا لغياب التنسيق بين المنتديات نفسها مما يتطلب عقد لقاءات تشاورية بين القلئمين عليها.

وتطرق المزعل في ختام ورقته إلى ضرورة معالجة بعض الثغرات القائمة في عمل المنتديات الثقافية عبر التخطيط السليم والابتكار والإبداع في العمل والابتعاد عن النمطية والرتابة والانفتاح على مختلف الخبرات والاستفادة منها. تحدث بعد ذلك الأستاذ زكي البحارنة محاولا الإجابة عن تساؤل متكرر حول ما الذي تقدمه المنتديات الثقافية للمجتمع، فاستعرض بعض الملامح التاريخية لنشوء المنتديات الثقافية في منطقة الخليح من خمسينيات القرن الماضي، بينما سجلت في البحرين منتدى اقبال أوائل عام 1913م ومنتدى نادي العروبة عام 1939م. وأشار إلى عقد السبعينات الميلادية حيث النقلة الثقافية الأكبر مع بروز عدد من المؤسسات الثقافية التي أولت اهتماما جيدا بنشر البحوث والدراسات والأعمال المترجمة.

وواصل حديثه بالقول أن عقد الثمانينات أنعش دور الندوات الحوارية في عموم المنطقة، وأخذت شكل المنتديات والصالونات الثقافية التي كان لها دور في تواصل النخب الثقافية والأدبية وصنع الحركة الثقافية. وأوضح البحارنة أن المنتديات الثقافية حصدت تفاعلا اجتماعيا عاما متجاوزة الانغلاق على اهتمام النخبة المثقفة، فكان الحضور الجماهيري فيها حاشدا.

وأوضح أن من هم عوامل انتعاش دور المنتديات الثقافية هو تزايد إعداد المهتمين بالشان الثقافي والأدبي العام، وبروز الحاجة لمنصات التعبير عن الرأي وتبادل الأفكار، ووجود أفراد لديهم تطلع للقيام بدور اجتماعي من خلال نافذة الثقافة. وبيّن البحارنة في ورقته أنه في ظل غياب دراسات واحصائيات علمية فإنه يصعب رصد الأثر الحقيقي للمنتديات الثقافية، ولكنه يمكن القول أنها تعد تجربة في غاية الأهمية من حيث نوعية القيم الثقافية التي سعت من أجل تعزيزها في الثقافة العامة كقيم الحوار واحترام الرأي الآخر والتواصل مع الاتجاهات الفكرية المختلفة.

وأضاف أن المنتديات الثقافية تساهم في تصحيح بعض الأخطاء الفكرية في المجتمع كمراجعة الخطاب الديني وقضايا التراث والمرأة والحوار المذهبي والقضايا الحقوقية. وأشار إلى بعض نتائج الاستبيان الذي أجراه منتدى الثلاثاء الثقافي بعد إنتهاء الموسم الثقافي الثامن عشروشارك فيه 200 شخص، والتي منها ان 63% من افراد العينة المشاركة يرون أن هناك تفاعلا ملحوظا مع برامج المنتدى، وأن 61% منهم يرون أن المنتدى له تأثير في تجسير التواصل مع مثقفي الوطن.

وقال في ورقته أن المنتديات الثقافية لازالت تعاني من معضلتين تضيق مساحة التاثير التي يمكن أن تحققها، أولها اللإكراهات الإجتماعية حول قضايا الحوار فالمنتدى ساحة حوار محايدة يتيح المجال لمختلف التوجهات لإبداء الرأي ووضعه على محك المناقشة وليس ساحة لبني فكرة سائدة يدافع عنها، والمعضلة الثانية هي التحفظات التي يلتزمها المحاضر لاعتبارات عدة بعضها وهمي وبعضها تحف مبالغ فيه. وأكد بعد ذلك على أن المنتديات الثقافية أتاحت المجال لمختلف المستويات الاحتماعية للمثاقفة وحث الأفكار، والتدريب على الحواروآدابه.

وحول التحديات التي توجه عمل المنتديات الثقافية، أشار الاستاذ زكي البحارنة إلى هيمنة وسائل التواصل الاجتماعي بمختلف مسمياتها والتحول نحو التلاقي الافتراضي، وتغير نمط الاهتمامات الثقافية التي تتجه أكثر نحو الترفيه والفن والرياضة. وأوضح أنه من أجل أن يتعزز الدور المستقبلي للمنتديات الثقافية فإن ذلك يتطلب توظيف وسائل التواصل الاجتماعي في إيصال رسالتها، وتحول المنتديات الثقافية إلى مراكز ثقافية أهلية ذات هياكل إدارية واضحة، وتوفر إرادة الاستمرارية والتجدد في الأساليب والوسائل.

 

لمشاهدة الصور اضغط هنا

 

التغطية الإعلامية

 

قد يعجبك أيضاً

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافق أقرأ المزيد