التحول في صناعة الترفيه على طاولة منتدى الثلاثاء

1٬207

نظم منتدى الثلاثاء الثقافي ندوة حوارية بثت حية عبر الإنترنت تحت عنوان “التحول في صناعة الترفيه … نتفلكس نموذجا” تحدث فيها الكاتب المهتم بالشأن الثقافي والجمالي الاستاذ محمد سعيد الفرحان، وأدار الندوة عضو المنتدى الاستاذ وليد الهاشم وذلك مساء الثلاثاء 20 شعبان 1441هـ الموافق 14 ابريل 2020م، حيث تناول الحوار عدة محاور شملت قصة “نتفلكس” ونظرة على أعمالها، تغيير ثقافة المشاهدة وذائقة المتلقي، انعكاس قسم التنوع الثقافي على المحتوى، ونظرة جمالية حول مشاهدة الأفلام.

افتتح اللقاء مدير الندوة الاستاذ وليد الهاشم بمقدمة قال فيها أن السينما بدأت بشكل فعلي عام 1895م في فرنسا بفضل الأخوين لومير اللذين وضعا حجر الأساس عندما صنعا أول آلة عرض سينمائية، ولم تكن الافلام حينها بمفهومها الجاد والمتنوع كما هي عليه اليوم، بل كانت مجرد تصوير لمشاهد ومقاطع قصيرة عن الحياة اليومية معظمها فكاهية، لكن الطلب المتزايد من الجمهور على الحضور لمشاهدة العروض السينمائية دفع للمزيد من الانتاج لتتطور صناعة الأفلام. واضاف أن الفن هو نتاج أفراد ومجتمعات في نفس الوقت، فظهرت بعض الأفلام العنصرية نتيجة للثقافة المحلية التي انتجت فيها، وتصاعدت موجات نقدية  للانتاج الابداعي للصناعة السينمائية.

وقال إننا نحن في منتدى الثلاثاء الثقافي تناولنا الموضوع السينمائي باستضافة منتجين وممثلين ومخرجين، ولكن في هذا الموسم – ومع الظرف الاستثنائي العالمي الذي رفع نسبة المشاهدة عبر التطبيقات – ارتأينا استضافة من خارج الدائرة المنتجة باتجاه الفلسفة النقدية الجمالية في تناول صناعة الترفيه والتي شهدت تطورا عالميا جبارا خصوصا مع تزايد اوقات الفراغ وتناقص ساعات العمل عالميا اضافة لانتشار الطابع المدني الحديث الذي عزز حياة العزلة والفردانية. وعرف المحاضر أنه من مواليد الأحساء عام 1995م، حاصل على بكالوريوس صحة عامة من جامعة الملك فيصل بالاحساء، وهو كاتب مهتم بالشأن الثقافي والجمالي والثقافي، و قدم العديد من المحاضرات وأوراق العمل كما شارك في عدة مؤتمرات دولية منها التجمع الشبابي الأممي الذي نظمته الأمم المتحدة عام 2019م، كا أنه عضو جمعية سعوديون من أجل السلام.

بدأ المحاضر حديثه حول صناعة الترفيه بقوله انها جزء أساسي من الحياة العامة للإنسان وأصبحت مرتبطة بقوة بالاقتصاد حيث تعادل ايراداتها حاليا حوالي ٢ تريليون دولار سنويا، وتشمل قطاعات مختلفة كالأفلام والموسيقى والألعاب. وأوضح ان نتفلكس هي منصة لمشاهدة البرامج والأفلام عبر الانترنت وتتميز بإمكانية متابعتها عبر مختلف الوسائل المتعددة وتقدم مكتبة واسعة من المحتوى المرئي. وقال انه في عام ٢٠١٩م بلغ عدد المشتركين في نتفلكس ١٦٧ مليون مشترك في ١٩٠ دولة، وبدأت أعمالها عام 1997م بتأجير اسطوانات مدمجة باشتراك شهري وتوسعت في أعمالها عبر موقعها الالكتروني الذي خصص لعرض بيع الاسطوانات وتأجيرها. وأضاف أنه في عام 2007م بدات نتفلكس البث عبر الانترنت، وفي عام ٢٠١٤ شكلت ما نسبته ٣٥٪ من مجمل استخدام الانترنت في امريكا الشمالية، وحصل انتاجها من البرامج على أعلى مشاهدة في العالم أجمع، حتى أصبحت رائدة في هذه الصناعة وتبعتها شركات أخرى كأبل بلس وديزني ومواقع تعليمية وشركات موسيقى.

وبين أن نتفلكس عملت تحولا في نموذج المشاهدة وتبعتها شركات البث السينمائي حيث أن هذا النموذج يعطي المشاهد حرية أكثر وتنوعا أوسع بتكلفة أقل، اصبحت نتفلكس مناسبة اكثر للمبدعين حيث تحررت من قيود المعلنين ووفرت حرية اكبر في المحتوى. وأوضح ان نتفلكس غيرت من تجربة المشاهدة لتكون اكثر شخصية من خلال رصد سلوك المشاهد وإعطائه الخيارات المناسبة له، كما غيرت نتفلكس الثقافة الكلاسيكية ونمت أيضا المشاهدة المكثفة حيث يواصل المشاهد متابعة حلقات متعددة بدلا من فيلم واحد محدود، مع أن ذلك قد يحدث الملل لدى المشاهد أحيانا للوصول لنهاية القصة ومتابعة حبكتها.

وقال ان نتفلكس عملت على جمع بيانات حول سلوك المشاهدين منذ عام ٢٠٠٧م وجاء إنتاجها الفني بناء على تلك الدراسات الميدانية، مبينا في حديثه ان نتفلكس تتبنى قيم التنوع الثقافي وتعمل على كسر الثقافة الكلاسيكية التنميطية فلديها مكتبة هائلة متنوعة من الأعمال الفنية ذات الابعاد الثقافية المتنوعة كما تتبنى قضايا المرأة والمساواة الجندرية. وأضاف انها كسرت الثقافة الكلاسيكية الهوليودية كالتميز الامريكي وابرزت شخصيات متنوعة من خلفيات ثقافية مختلفة تتفاعل بشكل طبيعي وهذا يمثل نقلة في الانتاج السينمائي الغربي.

وقال ان من جماليات المشاهدة الا تقتصر على المتعة فقط بل تتعداها للتامل والتفكير في ابعاد القصة والمشتركات الإنسانية فيها، فحلبة صراع الحضارات تكون من خلال رواية القصة، موضحا ان نتفلكس كسرت الصور النمطية عن العرب في السينما الأمريكية حيث تقدم الشخصيات العربية بصورة واقعية ومتعددة الأبعاد خلاف الصور التقليدية السابقة.

وفي إجابته على أسئلة ومداخلات المشاركين، أكد على ان رواية قصصنا تأتي من خلال الكتابات المتواصلة وانتاج الأعمال الجادة من مسلسلات وافلام تتمتع بمصداقية وتتميز بالجاذبية للآخرين وهذا يتطلب بيئة ابداعية وقدرة على الوصول للآخر، مؤكدا على أهمية استخدام لغة انسانية مشتركة وتجاوز الأطر المقولبة والطرق التقليدية. وحول تأثير جائحة كورونا على أعمال نتفلكس، أوضح الفرحان ان نتفلكس عدلت من سرعة بثها على الانترنت عندما بدات ازمة كورونا بسبب ارتفاع معدل طلبات الاشتراك فيها والضغط الكبير على خدماتها.

 

   

 

التغطية الإعلامية

 

المحاضرة الكاملة على اليوتيوب:

قد يعجبك أيضاً

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافق أقرأ المزيد