منتدى الثلاثاء يتناول آفاق وفرص تمكين المرأة

2٬291

أحيى منتدى الثلاثاء الثقافي مناسبة يوم المرأة العالمي “8 مارس” في ندوته الأسبوعية متناولاً موضوع “تمكين المرأة السعودية .. الآفاق والفرص” باستضافة كل من الدكتورة نعيمة الغنام الباحثة في المجال التربوي والاجتماعي والأستاذة تسنيم السلطان المتخصصة في التصوير التوثيقي، وذلك مساء الثلاثاء 28 جمادى الثاني 1440هـ الموافق 5 مارس 2019م وسط حضور كبير من المهتمين بالشأن الاجتماعي، كما شارك الحضور عضوات من جمعية المرأة البحرينية والاتحاد النسائي البحريني فيما ادارت الندوة الاعلامية وجدان العبد الكريم، وقد حلت الأستاذة منى الشافعي عضو هيئة حقوق الانسان بالشرقية وعضو الهيئة الاستشارية لمنتدى الثلاثاء الثقافي كضيف شرف لهذه الأمسية حيث تفضلت بتسليم جميع المشاركات دروع المنتدى التقديرية.

وقد حظيت هذه الأمسية بتكريم ثلاث سيدات من الكفاءات الوطنية المتميزات هن الدكتورة هاجر السيهاتي الباحثة في علم المناعة، الأستاذة زينب الأسود الناشطة الاجتماعية، والأستاذة إنعام السبع أخصائية التنمية البشرية حيث تحدثن عن رؤيتهن في مجال تمكين المرأة وفق تجاربهن العملية. وفي الفعاليات المصاحبة للأمسية أقامت الفنانة مريم آل خميس معرضها التشكيلي وتحدثت عن تجربتها التي تشكلت في بواكير عمرها ثم تعززت الموهبة بالثقافة الفنية مما دفعها للتحول الأكاديمي من العلوم الطبية إلى تخصص التربية الفنية، كما شاهد الحضور فيلماً قصيراً حول “قصة اليوم العالمي المرأة”.

افتتحت اللقاء الأستاذة وجدان العبد الكريم مرحبة بضيوف الندوة ومشيدة بالحركة التنموية والاصلاحية التي تشهدها المملكة وخاصة في قضايا المرأة، بما يؤسس لحضور فاعل للمرأة في التنمية الشاملة، وألقت الأستاذة هدى الناصر رئيس الهيئة التنفيذية كلمة المنتدى معبرة عن اهمية إبراز انجازات المرأة السعودية ومستعرضة مكتسباتها كعضوية الشورى والمجالس البلدية والمناصب القيادية، مذكرة باهتمام المنتدى السنوي بهذه المناسبة ومثمنة مشاركة ضيوف الندوة وجميع المتحدثين والحضور في الاحتفاء باليوم العالمي للمرأة.

الورقة الأولى للندوة تفضلت بإلقائها الدكتورة في فلسفة أصول التربية الكاتبة نعيمة الغنام مستعرضة دراسة قامت بها حول “التمكين الاقتصادي والتعليم الأساسي للمرأة في المملكة العربية السعودية”، وهي مشاركة ضمن مساعي الاتحاد النسائي العربي العام في تعزيز مكانة المرأة العربية في تنمية المجتمع ببناء مقياس للتمكين الاقتصادي للمرأة العربية، يستند على ما سبق انجازه وفق برنامج الأمم المتحدة الانمائي. انطلقت الدكتورة الغنام في بحثها من تشخيص قضية المرأة مشيرة إلى أنها لا تنحصر في قضية التربية والتعليم بل تتعداها إلى نمط الثقافة السائدة والأيديولوجية التقليدية، كما انها وثيقة الصلة بتفاوت النمو الذي لا ينفك يتعمق بين الدول المتقدمة والدول النامية، مما يجعلها قضية المستقبل في منطقتنا العربية.

بعد ذلك أشارت الدكتورة الغنام إلى أن من الاجراءات التى اتخذتها المملكة لتمكين المرأة تهيئة المجتمع للقبول بالتغيير ومن خلال المشاركة الفعلية للمرأة السعودية في عملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وبرامج التعليم التي تمكن المرأة من العمل في مختلف المجالات. وأضافت أن الدراسة من قسمين: الأول استهدف التعرف على رؤية المملكة للمرأة وتمكينها علميًا وعمليًا من خلال رصد القرارات والاجراءات المتخذة فى تعليم وتمكين وحماية المرأة، وتأهيلها لسوق العمل من منظور احصائى، والقسم الثانى هو بحث ميدانى لعينة من 500 سيدة درسن بالمدارس الحكومية متنوعة عمريا وجغرافيا وثقافيا واجتماعيا.

بعد ذلك ألقت الأستاذة تسنيم السلطان عرضاً توثيقياً للحياة الاجتماعية للمرأة السعودية من خلال ممارسة التصوير الفوتوغرافي، حيث أن علاقتها بهواية التصوير كان مبكراً ونالت جوائز دولية لاستخدامها التصوير ووسائل التواصل الاجتماعي بطريقة إيجابية هادفة، كما عرضت أعمالها في معارض دولية ونشر بعضها في “نيويورك تايمز” و “ناشيونال جيوغرافيك”، وانصب اهتمامها لأن يكون التصوير هادفاً يساهم في شرح واقع المرأة الاجتماعي، حيث توجهت لأخذ لقطات لها مقدمات أو قصة تتعلق بالاقتران أو الطلاق أو الكفاح المعيشي أو تطلعات مشروعة للمرأة غير متاحة، فتبرز من خلالها أزمات الواقع الاجتماعي النابعة من ثقافة ضيقة أو أعراف جائرة.

وتحدثت السلطان من خلال استعراضها لعدد كبير من الصور التوثيقية لمواقف وقصص اجتماعية محلية وخارجية، للخروج بنتائج مهمة على الصعيد الاجتماعي في تحقيق المرأة لحقوقها الطبيعية وتمكينها من أداء دورها في التنمية، وقالت أن من أهمها تحمل الرجل جانبا كبيرا من المسؤولية في عدم تشجيع المرأة وتحفيزها نحو التطلعات الكبيرة على صعيد التعليم أو العمل أو ابراز المواهب، والنظر إليها بدونية مما سبب انتشار حالات الطلاق والجرائم البشعة أو الخلافات المعقدة. كما أوضحت أن عدداً من اللقطات التوثيقية قد تكون محل استنكار من قبل البعض لكنها الحقيقة التي يجب أن يعترف الجميع بوجودها ليتمكن المجتمع بأفراده ومؤسساته من إيجاد السبل العقلانية والقانونية لمعالجتها، وأضافت الأستاذة السلطان بأن كامرتها المتجولة مكنتها من رصد نماذج تكشف قوة المرأة ونضجها في مواجهة التحديات التي تنال من حقوقها وكرامتها.

وتعاقب على الحديث بعد ذلك السيدات المكرمات من قبل المنتدى بهذه المناسبة، وهن الدكتورة هاجر السيهاتي الأستاذ المساعد في علم المناعة بجامعة حفر الباطن فقالت أن الاحتفاء بهذه المناسبة هو دليل وعي متقدم وأن رسالتها كامرأة في الحياة هي خدمة ابناء الوطن وخصوصا مرضى السرطان والعمل على ايقاف انتشاره، كما ثمنت موقف منتدى الثلاثاء الثقافي لتكريمها في يوم المرأة العالمي. وتحدثت الأستاذة زينب الأسود التي شاركت في عضوية الاشراف على تشغيل الوحدات والأقسام التنموية لفروع وزارة العمل والتنمية الاجتماعية ودمج فروع الوزارة بمكاتب الاشراف الاجتماعي على مستوى المملكة، موجهة شكرها لجهود المنتدى الثقافية العميقة التي أخذت مكانها في حركة بناء الوطن، كما تحدثت عن جانب من تجربتها في العمل التطوعي المؤسسي، واهتمامها بتدريب العناصر التطوعية، وعن انتقالها للعمل الوظيفي بوزارة العمل والتنمية الاجتماعية الذي مكنها من تحقيق عدة انجازات داعمة للعمل التطوعي.

وبعدها تحدثت الأستاذة إنعام السبع خريجة علم الاجتماع والاخصائية الاجتماعية بمجمع الأمل للصحة النفسية عن تجربتها في التطوع، وخلال 15 عاماً من العمل التطوعي دربت أكثر من سبعة آلاف متدربة على مستوى المملكة في دورات متنوعة، وأسست ملتقى واثق الخطى للقراءة وصدر لها كتاب “واثق الخطى” داعية جمهور الفتيات برفع طموحاتهن، كما شاركت الأستاذة فريدة المرهون عضو جمعية المرأة البحرينية بكلمة شكر وترحيب مشيدة بدور المنتدى في الاحتفاء باليوم العالمي للمرأة، واستعرضت أبرز التحديات التي تواجه المرأة في هذه المرحلة من الناحية التشريعية والقانونية.

بدأت مداخلات الحضور بمشاركة من الأستاذ عارف السلطان بالحديث عن ثنائية الرجل والمرأة كمشكلة عالمية وأن المجتمع المحلي يعيش هذه الحالة وينتج عنها الفصل القسري والحياة الغير طبيعية، وفي مداخلته عقب الأستاذ جعفر الشايب على الدراسة البحثية بأن العينة التي اعتمدتها الدراسة بست دول عربية لا تكشف بشكل دقيق عن صحة نتائج البحث وهي بحاجة إلى نطاق عربي أوسع، موضحا أن وضع المرأة محليا دعم في السنوات الأخير بحزمة من القرارات الإيجابية غير أن تأثيرها الواقعي يحتاج إلى مزيد من الوقت، كما أشاد بتجربة تسنيم السلطان التي تؤكد الحاجة الماسة لمعالجة مشاكل المجتمع العميقة.

وتساءلت الاعلامية جنان العبد الجبار عن دور وسائل التواصل في تمكين المرأة، وعقب الدكتور سامي السلطان على مصطلح تمكين المرأة الذي يعكس مفهوم مساندة الرجل للمرأة وتقديم المساندة لها بينما المفترض أن يكون حقا طبيعيا تمارسه المرأة دون دعم. وأبدى الأستاذ عيسى العيد تحفظه على دراسة الدكتورة الغنام بأنها لم تتضمن الخلفية الثقافية للمناطق التي شملتها الدراسة، كما انتقد تجربة الأستاذة السلطان في حصر التجربة للمشاهد المؤلمة وإغفالها المواقف الايجابية في الحياة الاجتماعية، كما حمل الأستاذ عبد الكريم الممتن المرأة جزءاً من مسؤولية عدم التمكين لوقوعها تحت تأثير بعض الأفكار المشوشة والانفعالية.

وفي نهاية اللقاء تحدثت ضيفة الشرف الأستاذة منى الشافعي معبرة عن سرورها بهذا اللقاء، وما تضمنه من وجهات نظر في تمكين المرأة، مشيرة إلى أن تهميش المرأة كان نتيجة تركة ثقيلة لمجتمعات ما قبل الحداثة، متفائلة من مستقبل تمكين المرأة السعودية في كافة المجالات، مشيدة بالمبادرات السباقة لمنتدى الثلاثاء الثقافي في إبراز قضايا المرأة.

 

لمشاهدة الصور اضغط هنا

 

التغطية الإعلامية

 

التقرير على اليويتوب:

المحاضرة الكاملة:

كلمة الدكتورة هاجر السيهاتي:

كلمة الأستاذة زينب الأسود:

 

كلمة الأستاذة إنعام السبع:

كلمة الفنانة مريم ال خميس:

كلمة الأستاذة فريدة المرهون:

 

كلمة ضيف الشرف الأستاذة منى الشافعي:

قد يعجبك أيضاً

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافق أقرأ المزيد