في اليوم العالمي للمرأة: ندوة حوارية تناقش واقع المرأة السعودية

1٬010

بمناسبة اليوم العالمي للمرأة وكعادته سنويا، نظم منتدى الثلاثاء الثقافي مساء الثلاثاء 25 رجب 1442هـ الموافق 9 مارس 2021م ندوة حوارية تحت عنوان “المرأة السعودية بين فرص التمكين وتحديات الواقع” بمشاركة كل من التربوية والقاصة وكاتبة الرأي الأستاذة عبير العلي، والكاتبة والمشرفة التربوية الاستاذة مها النصار، والكاتبة والصحفية والقاصة الاستاذة تغريد العلكمي وأدارتها الإعلامية عرفات الماجد، وشاركت فيها العديد من الشخصيات المهتمة بقضايا المرأة.

افتتحت مديرة الندوة الأستاذة عرفات الماجد اللقاء باستعراض الإنجازات التي تحققت في قضايا المرأة السعودية في مجال المنظومة التشريعية ووصولها في مواقع قيادية بارزة والتغير في الثقافة الاجتماعية حول المرأة، مما هيأ فرصا أوسع لانطلاقتها. وتحدث بعدها المشرف على المنتدى الأستاذ جعفر الشايب شاكرا في البداية المشاركات ومديرة الندوة، مشيدا بالتحولات الكبيرة في قضايا المرأة والتي تحدث حاليا في المملكة ومعبرا عن أهمية دراستها بعمق من أجل فحص تأثير هذه التحولات على الوضع الاجتماعي بشكل عام.

وبدأت الأستاذة تغريد العلكمي حديثها بالقول أن أوجه التحول في قضايا المرأة متعددة وذات أبعاد مختلفة وأبرزها اشراكها في مشاريع وبرامج التنمية انطلاقا من رؤية 2030، حيث تمكنت المرأة من التغلب على معظم التحديات التي كانت أمامها، مضيفة أن المرأة أثبتت أنها قادرة على العمل في مختلف المجالات والمستويات مع أنه لا يزال هناك قصور في الدراسة في المجالات السياسية والاقتصادية على الرغم من فرص الابتعاث للجميع.

وأشارت العلكمي أنه على الرغم من تحسن الوعي المجتمعي تجاه حقوق المرأة عما كان عليه سابقا، إلا أن هناك انخفاض في مستوى الوعي تجاه القضايا الحقوقية للمرأة، وذلك يتطلب برامج توعية وطنية شاملة لزيادة مستوى الوعي العام، موضحة أن أكبر تحد تواجهه المرأة هو ذاتها حيث أن الانتقال للمرحلة المقبلة يتطلب جهدا ذاتيا إضافيا لتثبت المرأة ذاتها وتكون قادرة على الدخول في المنافسة الجادة بكل متطلباتها. وأوضحت أن الكثير من المهتمين والمتابعين في الخارج ينظرون بإعجاب لما حققته المرأة السعودية التي تعيش قفزات متتالية في مختلف المجالات نحو تمكينها، مؤكدة على ضرورة الالتفات إلى الذات أولا وقبل كل شيء.

وتحدثت الأستاذة مها النصار في مشاركتها حول مساحة الدور الذي تلعبه المرأة السعودية مقارنة بما كان عليه الوضع سابقا حيث كان منحصرا في مجالات محددة، موضحة أن بعض القيود التي كانت موجودة جاءت نتيجة للتقاليد والمفاهيم السائدة، وكان لا بد من إحداث التطوير تماشيا مع التغيرات التي يمر بها المجتمع السعودي. وأكدت أن المرأة السعودية في هذه المرحلة هي بحاجة إلى التميز والأهلية حتى تتمكن من التنافس والدخول في مختلف المجالات لسد الفجوة وردم الهوة الموجودة، موضحة أنه لا تزال هناك مجالات وحقوق في طريقها للتحقق تماشيا مع السياقات الاجتماعية المتغيرة.

وأوضحت النصار أن من أبرز التحولات التشريعية المهمة للمرأة هي صدور قوانين الأحوال الشخصية والتي تشمل الحرية في السفر والزواج والحضانة والنفقة وغيرها، ولكن ذلك يتطلب وعيا لدى المرأة بهذه الحقوق كي تكون قادرة على التمتع بها. وأشارت إلى أن الجيل القادم سيشهد تفاعلا أكبر مع هذه التغيرات لأنه سيكون معايشا للمفاهيم الجديدة التي جاءت معها، مؤكدة على أن هناك تحديات اجتماعية لرفض البعض لهذه التغيرات وذلك يتطلب الإرادة لمواجهتها. وأنهت حديثها بالقول أن الإعلام الخارجي عمل على بناء صورة سلبية للمرأة السعودية ودورنا هو في ابراز الصورة الحقيقية لواقع المرأة، مؤكدة على أن مسئولية المرأة باتت كبيرة لبناء الأسرة والوطن.

وتناولت الأستاذة عبير العلي في مداخلتها دور رؤية 2030 في مجال تمكين المرأة موضحة أن فيها تركيزا كبيرا على تمكين المرأة، وأن هذا التمكين حقيقيا وجذريا وليس شكليا من خلال فرض التغيير وتأكيده عبر المنظومة التشريعية المتتالية وهو عملية تفاعلية تنموية شاملة. وأكدت في كلمتها على أهمية الاستقلال المالي للمرأة كأمر أساس في تمكينها ما دمنا نعيش مرحلة التصحيح لوضع المرأة. وأشارت أن نظام الأحوال الشخصية سيعالج طول مدة تنفيذ الأحكام والتعارض الذي كان موجودا فيها وسيؤكد على حصول المرأة على حقوقها في مختلف قضاياها.

وحول دور المرأة المستقبلي، رأت العلي ضرورة مساهمة المرأة في صياغة منظومة التشريعات المتعلقة بها، وأن الجيل القادم سيكون أكثر استجابة وتفاعلا مع هذه التحولات، لكون السواد الأعظم من الجيل الحالي واقع تحت تأثير صدمة هذه التحولات وهو قلق من انفلات المرأة حيث يقابل تمكينها حلات من التنمر الاجتماعي والمناطقي. وأكدت على ضرورة أن تقوم الجامعات والمؤسسات الأهلية المختلفة بدورها المأمول في التوعية المجتمعية حول هذه التحولات، مشيرة إلى أن هناك تحديات تصنعها المرأة نفسها أو أنها نتيجة الاستجابة للواقع الاجتماعي. وأشارت إلى أن أفضل رد على الإعلام الخارجي هو اثبات التغير من خلال الأرقام والإحصاءات في مختلف المؤشرات العالمية.

وشاركت الدكتورة فاطمة الملحم بمداخلة في الندوة أشارت فيها إلى أن بعض العادات والتقاليد كانت تشكل عبئا كبيرا على المرأة وتحد من تمكينها، وأن الإعلام المحلي لم يكن يعمل سابقا لإيصال الصورة الصحيحة لواقع المرأة السعودية، موضحة أن التمكين الحالي هو امتداد لعقود من التطورات المهمة في هذا المجال، وأنه ينبغي على المرأة أن تكون على قدر كبير من الثقة وفهم الحرية بصورة متوازنة. وتحدثت الأستاذة معصومة العبد الرضا مشيدة بما وصلت له المرأة السعودية في هذه المرحلة التي نعيش فيها التحول بكل أبعاده وهي مرحلة إعداد وتهيؤ للمراحل القادمة للانطلاق لها بكل ثقة وقناعة واندفاع إيجابي تماشيا مع التغيرات التي تجري في وسط المجتمع.

وأضافت الأستاذة دلال الودعاني أن تمكين المرأة هي عملية متواصلة وفي اتجاهات متعددة، وأن الدور القادم للمرأة مستقبلا سيكون محوريا وأكثر شمولية، فهناك إمكانيات كبيرة أمام المرأة كي تحقق أهدافها وتعزز من دورها الاجتماعي والاقتصادي. وأكد الدكتور عبد الخالق العبد الحي على أن العوائق التي تعيق مشاركة المرأة ليست دينية أو تاريخية، ولكنه بسبب الفقه المريض – كما أسماه – فالقوامة مثلا هي تشاركية وتبادلية، وكل ذلك يتطلب قراءة جديدة لمفاهيم الدين بصورة عصرية.

وفي نهاية الندوة ألقت رئيس مجلس إدارة المنتدى الأستاذة هدى الناصر كلمة أشارت فيها إلى أن منتدى الثلاثاء الثقافي دأب على الاحتفاء بهذه المناسبة سنويا من أجل إبراز واقع حقوق المرأة وسبل تحسينها وتكريم النساء اللاتي قمن بخدمات متميزة للمجتمع، قائلة أننا نلحظ أنه عندما تم تهميش دور المرأة وتقليص حجم مشاركتها في المجتمع، تباطأت عجلة التقدم، بل وأوشكت على التوقف، وأكثر ما تحتاج إليه المرأة في هذه المرحلة هو الوعيٌ الاجتماعي الذي يحميها من أي أذى شعوري ونفسي.

 

لمشاهدة المحاضرة كاملة:

 

قد يعجبك أيضاً

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافق أقرأ المزيد