وظائف المخ والجهاز العصبي بمنتدى الثلاثاء

837

ربط استشاري جراحة المخ والأعصاب الدكتور إبراهيم الحلال بين تزايد حالات الجلطات الدماغية في صفوف الشبان والشابات وبين التدخين والسمنة، معتبرا إياها أنماطا سيئة تؤدي لحدوث الجلطات الدماغية، محذرا في الوقت نفسه من تزايد حالات الجلطات الدماغية بسبب الإهمال في العناية بالصحة، وعدم الاهتمام بالمؤشرات والعلامات الصحية العامة، مؤكدا في الندوة التي نظمها منتدى الثلاثاء الثقافي بتاريخ 25 ربيع الثاني 1443هـ الموافق 30 نوفمبر 2021م تحت عنوان “المخ والأعصاب: الوظيفة وأنماط الخلل” أن هذه الحالات لم تعد مقتصرة على كبار السن، بل امتدت في أوساط شباب أصحاء.

وقبل بدء الندوة، تحدث المصور الفوتوغرافي الأستاذ محمد البدراني عن تجربته الفنية في مجال التصوير وابرز الرحلات التي قام بها وأعماله التي حقق بها جوائز عديدة، حيث عرض بعضا منها مركزا على قصة حياة امرأة عجوز في الشيشان. وبعده تحدثت الكاتبة الأستاذة أسماء بوخمسين عن تجربتها في الكتابة حيث ألفت 19 قصة للأطفال وكتبت قصة “المهر سالم” حول مشاعر الطفل المصاب بالسرطان.

وقدم مدير الندوة الأستاذ جاسم المعلم اللقاء بكلمة حول أهمية علم المخ والأعصاب اكلينيكيا وحياتيا، موضحا أن الإنسان لا يزال لم يستخدم كامل قدراته الدماغية، بل نسبة بسيطة منه، وعرف المحاضر الدكتور إبراهيم الحلال بأنه حاصل على بكالوريوس الطب والجراحة من جامعة الملك فيصل بالدمام عام ٢٠١٠م، وعلى شهادة البورد السعودي لجراحة المخ والأعصاب، وعمل في القطاع الصحي كطبيب عام ثم كجراح في المخ والاعصاب، ويترأس حاليا قسم جراحة المخ والاعصاب بمستشفى القطيف المركزي.

بدأ الدكتور إبراهيم الحلال محاضرته بسرد تاريخي مختصر عن بدايات علم تشريح المخ والاعصاب في عام عام ١٨٨٨م على يد هاريت كول (Harriet Cole) في جامعة دريكسل بالولايات المتحدة الأمريكية. وبين أن الجهاز العصبي يتكون من الجهاز العصبي المركزي وهو مركز التحكم والقيادة وإصدار الأوامر لجميع أجزاء الجسم، والجهاز العصبي المحيطي ودوره توصيل الأوامر (الإرادية والغير إرادية) والمعلومات من وإلى الجهاز العصبي المركزي.

وأوضح أن المخ يشغل الجزء الأكبر من الدماغ، ويتكون من نصفي الكرة المخيَّة الأيمن والأيسر، ويؤدي الوظائف العليا، مثل: تفسير اللمس، والرؤية، والسمع، فضلاً عن الكلام، وأن نِصفَي الكرة المخيَّة الأيمن والأيسر يرتبطان معاً بواسطة حزمة من الألياف تسمى الجسم الثفني (Corpus Callosum) الذي يعمل على نقل الرسائل من جانب إلى آخر، ويتحكم كل نصف من الكرة المخيَّة في الجانب الآخر المعاكس من الجسم، فإذا حدثت سكتة دماغية على الجانب الأيمن من الدماغ، فقد يؤدي ذلك إلى ضعف أو شلل في الذراع أو الساق اليسرى.

وبين المحاضر أن كل نصف من الكرة المخيَّة ينقسم إلى مناطق رئيسية تسمى الفصوص، ويرتبط كل منها بوظائف مختلفة، وهي الفصوص الأمامية، والفصوص الجدارية، والفصوص الصدغية، والفصوص القذالية، أما جذع الدماغ فيقع أمام المخيخ ويتصل بالحبل الشوكي، ويتكون من ثلاثة أجزاء رئيسية هي الدماغ المتوسط، والجسر، والنخاع المستطيل. وأوضح أن المخيخ يقع خلف جذع الدماغ وهو عبارة عن كتلة دائرية ترتبط بالدماغ بواسطة سُبُل عصبية سميكة، وعادة ما تسبب الإصابات أو الأمراض التي تصيب المخيخ اضطرابات عصبية عضلية، أو اضطرابات في حركات الأطراف المنسقة، وقد يؤدي فقدان التحكم العضلي المتكامل إلى حدوث هزات في الجسم وصعوبة في الوقوف.

وعدد الدكتور الحلال مختلف أجزاء الدماغ ووظائفها والاضطرابات التي تنتج على بقية أجزاء الجسم وسلوك الانسان نتيجة أي خلل فيها، وانتقل للحديث بعد ذلك عن النخاع الشوكي الذي يتحرك داخل الحبل الشوكي وهو أسطوانة معقدة من الأعصاب التي تبدأ من الدماغ وتمتد حتى اخر الظهر، وهو جزء لا يتجزأ من الجهاز العصبي في الجسم، ويحاط الحبل الشوكي بالعمود الفقري الذي يساعد على توفير الحماية اللازمة له من المؤثرات والعوامل الخارجية أثناء حركة الجسم وسكونه، وفي حال أصيب الحبل الشوكي بإصابة أو جرح حتى لو بدا طفيفًا، قد يكون لهذا تأثيرات كبيرة على الجسم، والقوة، والإحساس، والعديد من الوظائف العادية الأخرى المرتبطة بالدماغ.

وحول أنماط الخلل التي تصيب الجهاز العصبي للإنسان، أوضح المحاضر أن السكتة الدماغية تكون نتيجة لتوقف واختلال سريع في وظائف المخ اما بسبب نزيف ناتج عن انفجار شرياني بسبب ارتفاع ضغط الدم في أغلب الحالات، أو بسبب انسداد الشريان الناتج عن عوامل خطورة مثل التدخين وارتفاع ضغط الدم او الكوليسترول. وأضاف الحلال أن السكتة الدماغية تحدث عندما يتوقف، أو يتعرقل تدفق الدم إلى أحد أجزاء الدماغ، مما يحرم أنسجة الدماغ من الأوكسجين الضروري جدًا ومواد التغذية الحيوية الأخرى، ومن جراء ذلك تتعرض خلايا المخ للموت خلال دقائق قليلة.

وتابع أن من أمراض الجهاز العصبي التي تصيب الإنسان آلام الظهر والرقبة والأطراف، وتضيق الفقرات العنقي، موضحا أن المملكة كانت لفترة قريبة هي الأعلى في كسور العمود الفقري بسبب الحوادث المرورية والتي كانت تؤدي إلى شلل في الفقرات القطنية او شلل رباعي بين الشباب. وابان المحاضر بأن جزءا كبيرا من الأورام الدماغية تكون أوراما ثانوية منتشرة من أجزاء أخرى من جسم الإنسان، وأن جزءا معينا من أورام الدماغ قد تكون أوراما حميدة من الدرجة الأولى وتشفى تماما بالاستئصال الجراحي. وقال أن العلاج بالخلايا الجذعية لا يزال تحت التجربة ولم يتم اعتماده عالميا، مؤكدا على أن سبل الوقاية من امراض الجهاز العصبي كالجلطات والسكتات الدماغية هي في الحفاظ على سلامة الصحة العامة من خلال ممارسة الرياضة والتحكم في الوزن والسيطرة على ضغط الدم والتقيد بالنظام الغذائي.

وبدأت مداخلات الحضور بتساؤل طرحه الاستاذ نادر البراهيم حول التخلف الذهني لدى بعض الأطفال وأسباب حدوث حالات الصرع ونشوء أشكال مختلفة من حالات التخلف، وناقش الدكتور محسن توفيق في مداخلته أهم مستجدات علاج وجراحة المخ والأعصاب مؤكدا على موضوع التداخل والتكامل بين هذا العلم وبقية العلوم التخصصية كعلم الخلايا الجذعية والعلاج بالروبوتات وخاصة في عمليات العمود الفقري. وطرح الأستاذ عبد الله شهاب موضوع ارتباط التخلف العقلي بالعمر متسائلا عن المؤشرات والأعراض التي يمكن رصدها في مثل هذه الحالات وعما إذا كانت هنالك أغذية مناسبة تساعد على خلق مناعة في الجسم من هذه الأمراض.

وطرح الأستاذ عادل اليوشع تساؤلات تتعلق بالتهابات العصب السابع وأشكالها ودور الأعصاب فيها وسبل تلافيها أو الوقاية منها، كما تساءل الأستاذ عيسى العيد حول طنين الأذن وعما إذا كان نتيجة مشكلة دماغية أم لا، وناقش الدكتور عبد العزيز الحميدي حالات أورام الدماغ وسبل معالجتها. وأكد الأستاذ يوسف الهاشم في مداخلته على سبل الوقاية من أمراض المخ والأعصاب وخاصة مع تقدم العمر، متسائلا عن دور الأبحاث في انتاج علاجات جديدة والتنسيق بين مختلف مراكز الأبحاث العالمية.

 

التغطية الإعلامية

 

لمشاهدة الصور اضغط هنا

 

لمشاهدة المحاضرة على اليوتيوب:

 

كلمة المصور محمد البدراني – الأسبوع الثاني:

 

كلمة الأستاذة اسماء بوخمسين:

 

 

قد يعجبك أيضاً

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافق أقرأ المزيد