القطيف تكرم السيد السلمان لعطاءاته الاجتماعية والعلمية

1٬260

احتفلت القطيف في حضور لافت مساء الثلاثاء 21 رجب 1443هـ الموافق 22 فبراير 2022م بتكريم العلامة السيد علي السلمان في المناسبة التي نظمها منتدى الثلاثاء الثقافي وشارك فيها عدد من علماء الدين والمثقفين والأدباء بكلمات وقصائد شعرية. ويأتي هذا الحفل التكريمي للعلامة السلمان لما قدمه من دعم وجهد في المجال العلمي ورعاية وتطوير الحوزة العلمية في الأحساء ودوره في تعزيز التعايش المجتمعي، ودعمه لإنشاء مركو الفحص الأولي المبكر للسرطان بالقطيف، وهو يعد من أبرز الشخصيات الدينية الفاعلة في المجتمع.

وقد اختار المنتدى هذا الموسم الشخصية الوطنية والدينية المعروفة العلامة السيد علي السلمان، لما له من جهود اجتماعية وأدوار ثقافية قام بها على مدى عقود في المنطقة بشكل عام، وتقديرا ونظير دعمه المتواصل للمشاريع الصحية والإنسانية. فبالإضافة لدوره في تطوير الحوزة العلمية في الأحساء والاشراف عليها، فقد طرح أفكارا تجديدية متقدمة في القضايا الدينية تعتبر مهمة في الإطار النظري، كما أن له اسهامات كبيرة في حفظ السلم الأهلي وتعزيزه في ظل فترات التجاذب الطائفي التي عاشتها المنطقة، وكذلك في تأكيد اللحمة الوطنية والتواصل مع مختلف الجهات بكل إيجابية وفاعلية.

والعلامة السيد علي بن السيد ناصر السلمان ولد في الأحساء ۱۳56هـ (۱۹۳۷م)، وتلقى علومه الأولية في بلده الأحساء على يد ابرز علمائها آنذاك، ودرس المقدمات والسطوح على يد علماء بارزين في النجف الأشرف، وحضر مرحلة أبحاث السطح العالي عند مراجع وعلماء برزوا في مناحي الاجتهاد، كما دخل كلية الفقه في النجف الأشرف عام ۱۳۷۹هـ (1957م) وتخرج منها بشهادة بكالوريوس في الفلسفة. وبعد عودته للوطن عام 1390هـ (1969م) قام بالوعظ والإرشاد في المسجد الذي أسسه في مدينة الدمام، كما قام بتدريس مجموعة كبيرة من الطلبة في الحوزة العلمية في الأحساء التي عمل على تجديدها وتطويرها، وساهم في دعم العديد من المشاريع الاجتماعية وآخرها إنشاء مركز الكشف المبكر للسرطان ومركز صحي في محافظة القطيف.

وافتتح عريف الحفل الأستاذ زكي البحارنة اللقاء بكلمة تعريفية أشار فيها إلى أبرز إنجازات سماحة العلامة السيد علي السيد ناصر السلمان وضرورة التعرف على آفاق هذه التجربة الفذة التي ضمت إلى جانب البعد العلمي الديني المتخصص الدور الوطني الذي اتسم بالمواقف البناءة الداعمة للحفاظ على السلم الأهلي وتماسك النسيج الوطني، كما لم تنأى عن المشاركة المجتمعية بأجلى صورها في دعم العديد من المشاريع ذات النفع الاجتماعي العام، إضافة الى الدور التواصلي بين مختلف الفئات والمكونات الاجتماعية. وتلا المقرئ الأستاذ زهير القصاب آيات من الذكر الحكيم لإعلان بداية الحفل.

وجاءت كلمة المشرف على منتدى الثلاثاء الثقافي الأستاذ جعفر الشايب في البداية حيث عبر عن امتنانه لعلم من أعلام المنطقة والوطن علما، وعطاء، وتسامحا، وتواضعا، واصفا المحتفى به بأنه شخصية بارزة عرف عنها البذل والعطاء، وامتلاك صفات التسامح ومواجهة التحديات بصبر وتؤدة، وحكمة وبصيرة. وأشار في كلمته إلى يوم التأسيس باعتباره مناسبة وطنية للاعتزاز بالجذور الراسخة للدولة السعودية واستذكار تأسيسها منذ أكثر من ثلاثة قرون، مباركا للقيادة ولجميع أبناء الوطن هذه المناسبة. وأوضح أن المنتدى كرم طوال مواسمه الواحد والعشرين السابقة تسعة عشر شخصية وطنية من مختلف مناطق المملكة، قدمت مبادرات ناجزة وتجارب ثرية في مجالات مختلفة كالفكر والثقافة، والأدب، وخدمة المجتمع، والتاريخ، والفنون.

وكانت الكلمة التالية للسيد هاشم السلمان الأمين العام للحوزة العلمية في الأحساء الذي استعرض الدور العلمي الذي تميز به العلامة السلمان منذ أن كان طالبا في كلية الفقه بالنجف وانتقاله لاحقا إلى الأحساء حيث عمد على تطوير ورعاية الحوزة العلمية هناك التي تحسن دورها بشكل كبير مستعرضا أبرز التحولات فيها، وكذلك اهتمامه برعاية أبناء المجتمع في الدمام والمنطقة بشكل عام. كما أشار لقيام العلامة السلمان بجهود كبيرة في المجال الديني، ابتداء من دراسته الحوزوية، ثم تدريسه لمجموعة من طلبة العلوم الدينية، وكذلك رعايته للحوزة الدينية في الأحساء وإشرافه عليها ودعمها، ومساهماته في العديد من الأنشطة والبرامج الدينية التي شكلت حصنا التف حوله المجتمع – وخاصة الشباب – كبناء جامع العنود في الدمام وممارسة مختلف البرامج الدينية فيه، إضافة لرعايته واهتمامه بالمبادرات الاجتماعية المختلفة.

واستعرض الدكتور رياض الموسى رئيس شبكة القطيف الصحية تجربة الشراكة المجتمعية مع العلامة السلمان في دعمه لبناء عدة مراكز صحية للفحص المبكر عن الأورام وعيادات الطب الوقائي ومركز تدريبي لطب الأسرة ومركز للتبرع بالدم، واصفا إياه بأنه يتميز بسهولة المعاملة وروح المبادرة والتواضع. وبين الدكتور الموسى أن المبادرات التي قام بها المحتفى به في مشاركته لقضايا المجتمع وتلبية احتياجاته بالفاعلية والجدية، فقد أسهم العلامة السلمان بدعم العديد من المشاريع الاجتماعية وتبناها في مجالات مختلفة، لعل أبرزها دعمه في تأسيس مركز للفحص الشامل والكشف المبكر عن الأورام بمحافظة القطيف على مساحة 5000 متر مربع بقيمة 40 مليون ريال، وكذلك مبادرة بدعم إنشاء مركز صحي بالمحافظة.

واستعرض الإعلامي وعضو مجلس الشورى السابق الأستاذ محمد رضا نصر الله الخلفية العلمية التي انطلق منها العلامة السلمان في دراسته للفلسفة في النجف والبيئة الفكرية التي كانت سائدة في زمانه، مؤكدا على انه انطلق كاسرًا طوق العزلة بين عالم الدين والشأن العام، معالجًا قضايا المجتمع ومتطلباته بحكمة عرفانية وبصيرة سياسية. وأضاف أن العلامة السلمان دأب من قبل ومن بعد، على رعاية المشروعات الخيرية وتشجيع رعاتها، متوسطًا بذلك العلاقة بين القطاع الحكومي والقطاع الخاص، بمبادرات مؤسساتية ماثلة أمام الأنظار، مطالبا القائمين على المؤسسات الدينية باتخاذه نموذجا للعمل المتميز.

وأشاد الشيخ حسن الصفار في كلمته التي ألقاها بشخصية المحتفى به، مشيرا إلى ان سيرة العلامة السلمان تمثل تجربة ثرية في مجال القيادة الدينية الاجتماعية، وأنها من أثرى التجارب المعاصرة خاصة على مستوى مجتمعات المنطقة. ودعا إلى قراءة هذه التجربة، وفحصها لتكون أنموذجًا يقتدى لاستلهام الدروس والعبر للجيل الحاضر والأجيال اللاحقة.

واستعرض الشيخ الصفار بعضا من تجربته الشخصية مع اللامة السيد علي السلمان، مشيرا إلى انه ظل مهتمًا بالتواصل مع أمارة المنطقة ومسؤولي الدولة تعزيزًا للولاء الوطني، وتأكيدًا على نهج الانفتاح والوحدة. وبين الشيخ الصفار أن العلامة السلمان لعب دورا تواصليا مهما بين مختلف الفئات والمكونات الاجتماعية، حيث تبنيه للنهج التواصلي مع جميع الأطراف مؤكدا على وحدة المجتمع واحترام المكونات المتعددة فيه، وعزز انفتاحه وتواصله هذا حالة التوافق في المجتمع وتخفيف حدة التوتر والمزيد من الانسجام والتآلف بين أفراده.

فيما القى الأديب الشاعر جاسم الصحيح قصيدة تفاعل معه الحضور والسيد السلمان كثيرا. وفي ختام الحفل تحدث العلامة السلمان شاكرا منظمي الحفل والحضور على مشاركتهم، وداعيا بدوام الأمن والسلام في وطننا مثنيا على دور القيادة السعودية في بناء التنمية والحفاظ على الأمن.

 

التغطية الإعلامية

 

لمشاهدة الصور اضغط هنا

 

لمشاهدة الحفل كاملاً على يوتيوب:

 

رجل العطاء السيد علي السلمان (كلمات):

 

كلمة منتدى الثلاثاء الثقافي الأستاذ جعفر الشايب:

 

كلمة سماحة السيد هاشم السلمان:

 

كلمة سعادة الدكتور رياض الموسى:

 

كلمة سعادة الأستاذ محمد رضا نصر الله:

 

كلمة سماحة الشيخ حسن الصفار:

 

قصيدة للشاعر جاسم الصحيح:

 

كلمة المحتفى به السيد علي السلمان:

 

 

قد يعجبك أيضاً

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافق أقرأ المزيد