حوار حول فنون الإدارة بمنتدى الثلاثاء

359

أقام منتدى الثلاثاء الثقافي مساء الثلاثاء 9 صفر 1444هـ الموافق 6 سبتمبر 2022م ندوته الرابعة لهذا الموسم تحت عنوان “الإدارة بين العلم والفن”، قدمها الأستاذ أمين البراهيم المدرب بالمؤسسة العامة للتدريب المهني، وحضرتها شخصيات اجتماعية وجمع من المتخصصين في الشأن الإداري والتربوي.

وحل في الندوة التي أدارها الأستاذ أمين الصفار، عضو المجلس المحلي السابق الأستاذ حسن آل طلاق كضيف شرف حيث تحدث في كلمته حول أهمية العمل الخيري في المجتمع، وسلم المشاركين والمكرمين دروع التقدير.

وافتتح اللقاء بعرض فيلم قصير بمناسبة اليوم العالمي للعمل الخيري يتناول مجالات العمل الخيري في العالم وأهمية المشاركة فيها، وصاحب الندوة معرض فني للفنانة صفاء الجنبي التي سبق أن شاركت في العديد من المعارض المحلية، وأنهت عدة دورات في مجال الفنون وتطوير الذات، كما أنها عضو في نادي الفنون التشكيلي بالقطيف، وتحدثت في اللقاء عن تجربتها الفنية.

وعرضت الكاتبة غدير منصور جواد في كلمتها كتابها “مدونات غدير” بالحديثِ عن رسالة الكتاب التي وصفته بأنه خواطر ومدونات وغراميات.

كما تم في اللقاء تكريم الدكتور نبيل الخنيزي رئيس قسم الأنف والأذن والحنجرة بمجمع الدمام الطبي والمشرف العام على مبادرة “صحة الملاعب”، حيث تحدث عن انطلاقتها وخطة عملها التي تركز على التوعية  بالسلوكيات الصحيحة، والتدريب على الانعاش تحت شعار “انقذني ياصديقي”، والمسح الصحي للاعبين.

قدم مدير الندوة الأستاذ أمين الصفار كلمة تعريفية حول مفاهيم الادارة وتطورها وأهمية الاهتمام بذلك والتعرف عليها، وعرف المحاضر المدرب أمين محمد البراهيم بأنه حاصل على بكالوريوس إدارة الأعمال من جامعة غرب ميتشغن وماجستير إدارة الأعمال وإدارة المشاريع من جامعة لورنس للتكنلوجيا بالولايات المتحدة الامريكية، وهو يعمل مدربا بالمؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني ومحاضر متعاون في جامعة الملك فيصل، كما أنه مدرب معتمد شارك بتدريب مئات المتدربين في قطاعات مختلفة، كما شارك في إعداد الخطة الاستراتيجية للكلية التقنية بالقطيف، وهو عضو فريق إدارة الجودة بالكلية التقنية بالقطيف واللجنة التنفيذية بنادي السلام الرياضي.

وتناول المحاضر في حديثه عدة محاور في الموضوع الإداري، حيث بدأ حديثه بالتأكيد على أن الادارة مزيج بين العلم والفن وتتطلب التسلح بالعلم والمعرفة وتجميلها بالمهارات الفنية في التعامل.

وبين أن الإدارة هي علم قائم بذاته يستطيع الإنسان تعلمه، وفي نفس الوقت هناك صفات شخصية عديدة يُولد بها الكثير ممن حقق نجاحات في الحياة ربما يصعب على كثيرين امتلاكها أو اكتسابها، موضحا أن النجاح الإداري يتحقق عندما يمتلك الشخص مجموعة من المعارف والعلوم الإدارية، بالإضافة إلى مهارات شخصية يحتاجها في تعاملاته.

وتحدث حول مجالات الإدارة ودورها في التنمية، موضحا أن المجالات الإدارية تختلف بحسب تنوع القطاعات في أي مجتمع وبحسب الرؤية المرسومة من قبل قادته والمراد الوصول إليها، مضيفا أن هناك اربعة مجالات رئيسة في الإدارة قد تتوسغ أو تتقلص حسب التطلعات المرسومة وبحسب الأهداف المراد تحقيقها.

وأضاف أن المجالات الأربعة هي الإدارة العامة والتي تعنى بتنفيذ السياسة العامة للدولة بما يؤدي إلى خدمة الصالح العام، وتشمل جميع المهام الحكومية المتعلقة بالسيادة والمهام المتعلقة بالاقتصاد والمهام المتعلقة بالجوانب التعليمية والثقافية والجوانب الاجتماعية.

وعرف المجال الثاني للإدارة وهو إدارة الأعمال التي تهدف إلى إدارة النشاطات والمشروعات ذات الطابع الاقتصادي الهادف إلى تحقيق الربح، وهي تقوم بتوفير السلع وخدمات للأفراد والمجتمعات.

وحول المجال الثالث للإدارة، تحدث المحاضر حول إدارة الهيئات والمنظمات الخاصة والمعنية بتقديم خدماتها لفئة خاصة مثل الهيئات والجمعيات الخيرية، موضحا أنه ينبغي التفريق بين أن الهيئات والجمعيات الخيرية تقدم خدمات مجانية لفئات محددة وبين كونها منظمات لا تبحث عن الربح، مؤكدا على أنها لابد وأن تبحث عن الربح لضمان استدامتها، ولتطوير خدماتها، ولتحقيق استقلالية تامة وقدرة على العطاء، وبالتالي تمكين الهيئات والمنظمات الخيرية لكي تكون مستقلة بذاتها ماديًا سيساهم بشكل كبير في تطوير مستوى الخدمات التي تقدمها للمستفيدين.

أما المجال الإداري الرابع فعرفه البراهيم بأنه الإدارة الإقليمية والدولية والتي لا تتبع الحكومات التي تنشأ في دولها وتهدف إلى خدمة المجتمع الإقليمي أو العالمي، مثل منظمة التعاون الإسلامي وجامعة الدول العربية.

وانتقل بعد ذلك للحديث حول أهمية ودور التخطيط الاستراتيجي، موضحا أن كثيرا من المؤسسات تضع استراتيجيات وقلة منها هي التي تحسن تطبيقها، حيث أن 70% من أسباب فشل الاستراتيجيات تكمن في سوء التطبيق كما ذكره نورتون وكابلان في كتابهما Strategy Map اللذين استندا في ذلك على دراسة أجريت على ما يقارب 200 شركة عالمية، ووجدا  أن 10% فقط منها نجحت في الالتزام باستراتيجيتها وتطبيقها، بينما فشلت البقية في التطبيق. وأوضح أن التخطيط الاستراتيجي يعني التنبؤ بالمستقبل، وذلك من خلال القدرة على تخيل المستقبل، واستيعاب البيئتين الداخلية والخارجية، والابداع في الاستجابة للمتغيرات عبر الابتكار وتقديم أفكار جديدة ونادرة لا يمكن للمنافسين تقليدها.

وتناول في حديثه عناصر الاستراتيجية الناجحة، والتي أوضحها بأنها تتعلق بالأداء المالي، وأداء العملاء، والأداء التشغيلي، ومستوى النمو والتعلم. وأكد على أن التخطيط الاستراتيجي يلعب دوراً محورياً في نجاح الأفراد والمنظمات وتكمن أهميته في أنه هو الوسيلة التي تقود الأفراد وقادة المنظمة إلى تحقيق طموحاتهم ورؤيتهم.

وتحدث البراهيم في محاضرته حول مؤشرات القياس في العملية الإدارية، وأوضح أن الفضل يعود لـروبرت كابلان وديفيد نورتن في ابتكار طريقة القياس المتوازن للأداء، حيث كان القياس فقط في الجانب المالي، ولكنهما أضافا المقاييس الكيفية مثل رضا الموظفين ومعدلات النمو وولاء العملاء والفرص المستقبلية.

وأوضح أنه عادة ما تكون هناك عدة أنواع من الاستراتيجيات التي تسلكها المنظمات اعتمادا على اولوياتها والتي من بينها أولوية الربح، أولوية القيمة المضافة، أولوية كفاءة التشغيل، وأولوية النمو. وأنهى محاضرته بالحديث حول المهارات الذاتية وموقعيتها في العملية الإدارية، وقسمها إلا نوعين هي المعارف المتعلقة بالصناعة كالإلمام بوظائف المنشأة ومعرفة الإنتاج، والتخطيط واتخاذ القرارات، والنوع الثاني هي المهارات الإنسانية والإدراكية كمهارة العمل الجماعي، والتفكير المبدع وإدراك واستيعاب المواقف، مؤكدا على أن جمع المهارات الإدارية الأساسية والمعارف الرئيسية يساهم بشكل كبير في صقل الشخصية الإدارية وبالتالي يقود هذا التوازن إلى النجاح وتحقيق الأهداف.

بدأت مداخلات الحضور بتعليق الدكتور نبيل الخنيزي الذي بين الفرق بين الاداري الذي يعتمد على العلوم، والقائد الذي يعتمد على الفن، مشيرا إلى أن مهارات القائد ترتكز على التاثير على اعضاء الفريق واستقطابهم للوصول الى الاهداف.

وتساءل الأستاذ هاشم الشرفا عن اختلاف وتعدد مدارس التخطيط الاستراتيجي والنظريات الإدارية مما يقود أحيانا إلى التشعب في الاختيار. وعلق عضو مجلس الشورى الأستاذ نبيه البراهيم بالقول أن هناك فرق بين التخطيط الاستراتيجي والتفكير الاستراتيجي حيث أن الثاني يقود إلى الأول مشيدا بأهمية المحاضرة وتمكن المحاضر.

وعلق الأستاذ فوزي الدهان بالقول أن هناك تداخلا أحيانا في الادارة العامة التي تقدم خدمات ربحية فهي تكون في هذه الحالة ضمن قطاعي العام والخاص، متسائلا عن مدى امكانية التوفيق الإداري في مثل هذه الحالة. وطرح الأستاذ عبد الستار الشيخ تساؤلا حول ادارة المخاطر وسبل تحديدها من الناحية الإدارية في مختلف القطاعات.

وذكر الأستاذ علي آل غانم أن مجموعات الإصدارات والكتب المنتشرة حول الإدارة تشير دوما إلى المبدعين في الادارة الذين لم يتعلموا أكاديميا بل اهتموا بق=فنون الإدارة، وأنها تركز فقط على تجارب النجاح ولا تشير إلى الفشل والاخفاقات.

وتساءل الأستاذ علي الامين حول كون الجيل الثالث في العوائل عادة لا يتقنون النجاح بينما الاجيال الاولى الذين اسسوا الأعمال يكونون اكثر نجاحا والتزاما، وأضاف الدكتور احمد المبارك أن تعريف الإدارة هو انجاز الاعمال من خلال الاخرين، وأن الفعالية في الإدارة تكمن في تحقيق الاهداف باقل جهد وتكلفة.

وأكد الأستاذ سعيد الحمدان على المقولة التي تشير إلى أن كل قائد اداري وليس كل اداري قائد، موضحا أن بعض مؤشرات القياس عفى عليها الزمن مثل (تحليل سوات) حيث برزت مناهج افضل منه.

وطرح الأستاذ عيسى العيد تأكيده على أن العميل يشكل عنصرا مهما ومحوريا في العملية الإدارية سواء كان داخل المنظمة او خارجها.

 

التغطية الإعلامية

 

لمشاهدة كافة الصور اضغط هنا

 

لمشاهدة المحاضرة كاملة على اليوتيوب:

 

كلمة المكرم الدكتور نبيل الخنيزي:

 

كلمة الفنانة صفاء الجنبي:

 

كلمة الكاتبة غدير جواد:

 

كلمة ضيف الشرف الأستاذ حسن آل طلاق:

 

قد يعجبك أيضاً

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافق أقرأ المزيد