في أمسية شعرية جمعت بين القراءة الأدبية للمشهد الشعري في القطيف، وإلقاء قصائد مختارة لستة شعراء مبدعين حققوا جوائز أدبية في الشعر وطنيا وعربيا ودوليا، وبحضور أدبي لافت، أقام منتدى الثلاثاء الثقافي مساء الثلاثاء 29 ربيع الأول 1444هـ الموافق 25 أكتوبر 2022م أمسية “الإبداع الشعري في القطيف” التي أدارها الشاعر فريد النمر، وكان ضيفها الشاعر زكي السالم. وحل رجل الأعمال الأستاذ سالم بالحمر ضيف شرف في الندوة حيث سلم المكرمين دروع التقدير وألقى كلمة في نهاية الأمسية.
بدأ اللقاء بكلمة للفنانة التشكيلية فاطمة آل حماد حول مسيرتها الفنية مستعرضة بعض أعمالها التي عرضتها في المنتدى والتطور الذي حدث في تجربتها من ناحية تنوع الأساليب والأغراض. تلا ذلك كلمة للبطل محمد آل نصفان الحائز على عدة بطولات دولية في لعبة الاسكواش حيث تناول جزء من بدايات تجربته في هذا المجال، وتحدث الكاتب عبد العزيز السيهاتي عن اهتماماته الكتابية ومتابعته ودراسته الفلسفية والتحولات التي مرت بها تجربته، حيث وقع في نهاية الأمسية مجموعته القصصية “ما حدث لهم”. وتم كذلك عرض فيلم مختصر عن تكريم منتدى الثلاثاء الثقافي في حفل جمعية “قدوات عطاء ووفاء للوطن” الذي أقيم في مدينة أبها بتاريخ 13/10/2022م.
تناول الشاعر فريد النمر في بداية الأمسية موضوع أهمية التكريم باعتباره مفازة أخرى للشعر والأدب ومساحة ضوئية تلقي بشذراتها المبهجة على طيف البوح الممتد نحو فضاءات المشاعر الجياشة والحالمة لكل واحد، مضيفا أن الجميع يقفون على ضفة الوفاء والإخاء الرحبة مثمنين هذه المبادرة الرائعة والجميلة لتكريم هذه النخبة الجمالية لثلة من صناع الدهشة والتفوق ومبدعيها والحائزين على مراكز متقدمة في المسابقات الدولية والعربية والوطنية عبر حقبة زمنية محددة بالثلاث السنوات الفائتة.
وناقش الشاعر زكي السالم دور الجغرافيا في التأثير على الإبداع، موضحا أن القطيف وهي تحتضن الخليج العربي ساحلا فقد أسهم في صفاء النفس البشرية وترقيق طبعها، وايقاظ حسها الفطري بالجمال، والتأثير عل خيالها، إضافة إلى ارتمائها على وسادة واحة نخيل غناء، مما يبرز الريف بكل جماله الاجتماعي والنفسي وما يغرسه في نفوس قاطنيه. وأشار إلى التداخل في نسبة شعراء المنطقة بين القطيف والأحساء والبحرين وغياب تصنيفهم الدقيق، مسترجعا أبرز أسماء الشعراء تاريخيا ومنهم الشاعر أحمد بن منصور القطان والشيخ جعفر الخطي المعروف بأبي البحر وغيرهم.
وعدد أجيال الشعراء وأبرز الأسماء في كل مرحلة، مشيرا إلى أن أغراض الشعر التي تم تناولها في مختلف الحقب الغرض الديني بأبعاده المختلفة يليه الغرض الوطني من خلال التغني بعشق الوطن قيادة، وأرضا، وتاريخا، وأمجادا. وقال أن أغراض الشعر أضيف لها الوجدانيات والغزل لاحقا حيث برزت الرومانسية في أبهى صورها في شعر جيل بأكمله، كالشيخ عبد الحميد الخطي وعبد الواحد الخنيزي والسيد عدنان العوامي وعبد الوهاب المهدي وغيرهم. وأضاف أن القطيف تأثرت بجوارها تأثرا كبير وخاصة بالمدرسة العراقية بسبب الاحتكاك المباشر والدائم في الطلبة المبتعثين لدراسة العلوم الدينية والمقيمين فيها، مضيفا أن التأثر أيضا شمل ما كانت تقدمه المجلات المصرية واللبنانية من شعر للبارودي وشوقي، وحافظ، وميخائيل نعيمة، وغيرهم.
وأضاف أنه تبع ذلك جيل آخر مزج بين المدارس الثلاث، فتأثر واستوعب هذه التجارب من جوانبها التجديدية، متأثرا بالرصافي، والجواهري، والشبيبي، والشرقي. وأوضح أن الجيل الأخير – من السبعينات حتى الآن – فقد شرب وتفاعل مع المدرسة الحديثة بكل توجهاتها، بل دخل معتركها، حيث برز الدور الرومانسي في هذا الجيل بـأكمله لينتج أسماء بارزة نوعت في اغراضها بين الرومانسية والوجدانية عبر ميادين ومواضيع وقوالب جديدة لم يألفها سابقوهم. وخلص الشاعر السالم للقول أن القطيف – متلقية ومنتجة للإبداع الشعري – هي حصيلة ما تبثه الأرض بجغرافيتها المتنوعة وبالحصيلة الكبيرة في مخيلة أدبائها، وبالاستعداد الموهبي الفطري لدى كثير من قاطنيها، مضيفا أن الشعر والأدب والثقافة تتنفسهم ويتنفسونها، فأنتجت في محصلتها النهائية مجتمعًا وأرضًا رضعت الإبداع من فجره الأول، وبثته وعيًا وتألقًا للمشهد العربي إجمالاً بامتداده الأفقي.
وشدد في حديثه على أن اختيار «هيئة الأدب والنشر والترجمة» التابعة لوزارة الثقافة مشكورةً للقطيف لتنظم فيها “مهرجان القطيف الدولي للأدب”، في شهر يناير القادم ما هو إلا تتويج لهذا العطاء الكبير، وثمرة لهذا التاريخ الإبداعي، والعطاء المتدفق للقطيف الأرض والمكان والمجتمع. منوها
لمشاهدة المحاضرة كاملة على اليوتيوب:
كلمة الفنانة فاطمة آل حماد:
كلمة الكاتب عبد العزيز السيهاتي:
كلمة المكرم محمد نصفان:
كلمة ضيف الشرف الأستاذ سالم بالحمر:
مشاركة الشاعر رائد الجشي:
مشاركة الشاعر ياسر آل غريب:
مشاركة الشاعر حسين آل عمار:
مشاركة الشاعر أمين آل حيان:
مشاركة الشاعر حسن الخويلدي:
مشاركة الشاعر حبيب المعاتيق:
مشاركة الأستاذ خالد العبد الكريم: