ناقش اعلاميان رياضيان في الندوة التي نظمها منتدى الثلاثاء الثقافي مساء الثلاثاء 9 رجب 1444هـ الموافق 31 يناير 2023م تحت عنوان “الاعلام الرياضي: رؤى متجددة” التحديات التي يواجهها الاعلام الرياضي في ظل التطورات المتسارعة التي تشهدها مختلف القطاعات في المملكة ومن بينها الرياضة السعودية. وتناول كل من الإعلاميين عبد الله الضويحي وحسين كاظم في هذه الندوة التي أدارتها الإعلامية وجدان العبد الكريم، واقع الاعلام الرياضي وتحدياته، وموقف الاعلام من مشكلة التعصب الرياضي، وتأهيل الإعلاميين، والاتجاهات المستقبلية للإعلام الرياضي. وشارك الأستاذ محمد الشيخ كضيف شرف في الندوة حيث سلم المشاركين فيها دروع التقدير.
وبدأت فعاليات الندوة بكلمة ترحيبية لعضو المنتدى الأستاذة هدى الناصر، وتم عرض فيلم تثقيفي قصير بمناسبة اليوم العالمي للسرطان، تبعه كلمة للفوتوغرافية آمنة الحايك تحدثت فيها عن تجربتها الفنية في مجال التصوير الفوتوغرافي واهتمامها بصور الشارع وتعبيراته المختلفة وخاصة لتعبير عن وضع المرأة ودورها. كما تحدثت الأستاذة درة الغزوي عن برنامج “المدرب الصحي” التابع لمستشفى القطيف المركزي والذي يهدف إلى المتابعة الصحة الشاملة للمراجع والذي يشمل نمط الحياة والوقاية الصحية وما يتبعها من خدمات، كما تحدثت الكاتبة سكينة عويشير عن تجربتها الكتابية التي بدأت مبكر في كتابة الخواطر وأصدرت كتابها الأول “دعيني أرسم ذلك الحب” الذي وقعته في ختام الندوة.
تحدثت في مقدمة اللقاء مديرة الندوة الإعلامية وجدان العبد الكريم حول أهمية ودور الاعلام الرياضي والتطور المتسارع الذي يسير فيه، مؤكدة على أهمية دراسته وتحليل محتواه بطريقة نقدية تهدف إلى الارتقاء بمستواه بما يتناسب مع التطورات الكبيرة التي تشهدها الرياضة السعودية. وعرفت بضيفي الندوة وهما الأستاذ عبد الله الضويحي الذي ترأس القسم الرياضي في جريدة الرياض، وأسهم في تطوير وتأسيس بعض المجلات المتخصصة، ومثل المملكة في دورات اعلامية دولية وفي المؤتمر التأسيسي للاتحاد الآسيوي للصحافة الرياضية، وشارك في تغطية العديد من البطولات والدورات العالمية الكبرى، وتم تكريمه في دورة الخليج الـ 17 في قطر، ومن قبل الإتحاد الآسيوي للصحافة الرياضية والكونجرس الخليجي للإعلام الرياضي، كما أنه عضو اللجنة التأسيسية للاتحاد السعودي للإعلام الرياضي. أما الأستاذ حسين كاظم فقد عمل في الإعلام الرياضي لأكثر من 40 عاما، وتولى مهمة رئاسة القسم الرياضي بجريدة اليوم بالنيابة، وعمل مديرا تنفيذيا إقليميا بقناة أهل الدار، وسكرتير تحرير في جريدة الرياضي، وعين مستشارا إعلاميا في أكثر من مؤسسة إعلامية، أشرف وأعد كتب نهائيات كأس العالم في اليابان ومصر وفرنسا باللغتين العربية والإنجليزية.
استعرض الأستاذ عبد الله الضويحي في بداية كلمته تاريخ الاعلام الرياضي وتطوره، منذ بدء انشاء اقسام خاصة بالرياضة في بعض الصحف الغربية الى يومنا هذا حيث أخذت الصحافة الالكترونية موقعا بارزا في تغطية الأحداث الرياضية. وأشار إلى أن هذا التحول الكبير في وسائل تغطية الأنشطة الرياضية المختلفة كانت له في الجانب الآخر تأثيراته السلبية على المشهد حيث أسهمت حرية الرأي وامتلاك الوسيلة في دخول محدودي الثقافة والتأهيل إلى هذا الوسط غير مدركين لأبعاد واهداف الاعلام الرياضي حيث أن ما يقدمونه من محتوى لا يرتقي للمستوى المطلوب، مضيفا أن البث الفضائي وتعدد القنوات الفضائية جعلها تبحث عن الإثارة لكسب اكبر عدد من المشاهدين.
وناقش الإعلامي عبد الله الضويحي موضوع تأهيل الإعلاميين بالقول أن المشكلة تكمن فيما بعد التأهيل الأكاديمي، من ناحية تعميق قيم ومبادئ العمل الصحفي ومهنيته من أجل صناعة محتوى إعلامي جاد وناضج، وأضاف أن بعض الدارسين في اقسام الإعلام لا يملكون الموهبة وهي الأهم وإنما توجهوا لهذا التخصص إما لكونه الخيار الأوحد أو ممن يستهويهم بريق الإعلام والبحث عن الشهرة. وأوضح الضويحي أن الصحافة الإلكترونية لم تستطع سد الفراغ بعد انحسار الصحافة الورقية لأن معظم القائمين عليها أداروها بعقلية الصحافة الورقية، كما أن المؤسسات الصحفية لم تقم بدورها الكامل في تدريب العاملين عليها على رأس العمل أو المستجدين لتأهيلهم.
كما تناول الإعلامي حسين كاظم الجشي واقع الاعلام الرياضي معتبرا إياه بأنه إعلام لا يزال ضعيفا ولا يتناسب وحجم التطور الذي تشهده الرياضة السعودية التي خطت خطوات مذهلة، فهو يعاني من قصور في فهم الرياضات المختلفة. وأضاف أنه لا يمكن في الوقت الحالي فصل الإعلام عن التعصب الرياضي، حيث إن أغلب الإعلاميين مصنفين على أندية بعينها وإن حاولوا القول بالحياد، لذلك فمن الصعب على الاعلام أن يقود معركة تنظيف الوسط الرياضي من آفة التعصب الرياضي، مشيرا إلى أن التعصب الرياضي لا يزال قائما وربما خف قليلا عن السابق إلا أنه مسيطر على الصفحات الإعلامية الرياضية والبرامج وكذلك المدرجات ويمكن مشاهدته بوضوح لدى ضيوف البرامج الرياضية.
وأعرب الجشي عن تفاؤله لمسيرة الاعلام الرياضي بما يتوافق مع رؤية ۲۰۳۰، موضحا ضرورة أن يعتمد الاعلام الرياضي على معايير التنافسية والارتقاء بالرياضة بما يخدم سمعة الوطن دون التحزب لناد بعينه. وطالب بأن تتكاتف جهود الأندية في تدريب القائمين على الاعلام، وأن تعمل الاتحادات الرياضية أيضا في تأهيل وإعداد الإعلاميين بالمعرفة الفنية حتى لا يقعوا في أخطاء تمس بسمعة الحركة الرياضية، وأن يكون دورهم مواكبا مع كل التطورات القائمة في المجال الرياضي.
ودارت بعد ذلك نقاشات ثرية في الندوة، بدأها الأستاذ صالح العمير بتأكيده على ضرورة استثمار الكفاءات الإعلامية المتمكنة والمتخصصة في المجال الرياضي واعطائها فرص أوسع للتدريب ونقل خبراتها للإعلاميين المبتدئين. وتساءل الأستاذ يوسف القضيب عن موقعية ومكانة النقد الرياضي الحالي ومدى مواكبته للتطورات الحالية حيث أنه لا يزال قاصرا عنها، وطالب بوضع حلول جادة لموضوع التعصب الرياضي في القنوات ووسائل الاعلام المختلفة. وطرح الإعلامي طارق المانع من منسوبي التلفزيون السعودي موضوع المعالجة من خلال التوعية والأمن الفكري المناسب مع متطلبات هذه المرحلة، وكذلك حيادية الاعلام الرياضي مقابل الصراعات المقيتة التي تحدث في المناسبات الرياضية في ظل صعود وطني متميز في كل المجالات.
وأشار الأستاذ حسن ال قريش إلى النقلة النوعية في الصحافة والتحول القائم فيها حيث ان كل شخص يمكنه ان يكون اعلاميا شاملا، مطالبا بإفساح المجال كي يكون الاعلامي حرا، وتساءل حول كون الاعلام الرقمي سببا في تغييب الاعلام الورقي، مشيرا إلى أن الكليات الإعلامية لم تقدم برامج تخصصية. وطرح الأستاذ جمال العلي مشكلة الإعلاميين المندفعين المتواجدين في الوسط الإعلامي، حيث تكثر المهاترات بينهم وبين الأندية دون أن يكون هناك أي رادع أو محاسبة، مشيرا إلى أهمية الاستقلالية والمسئولية الذاتية.
وتساءل الإعلامي زهير الضامن حول العلاقة بين الاعلام الجديد والاعلام التقليدي هلل يمكن توصيفه بأنه صراع أم تكامل، مطالبا في مداخلته بتوسيع مجال الحرية كون أن خفض الحرية الإعلامية يقيد الابداع، ومؤكدا على أن الزخم الاعلامي يخلق التفاعل. وطرح الأستاذ حمود الزهراني موضوع تراجع الصحافة الورقية بسبب الاعلام الجديد، مستشرفا الوضع المستقبلي للصحافة. وطرح الأستاذ مصطفى هلال موضوع دور الاندية الرياضية في ظل وجود الحوكمة التي تهيؤ فرصا مناسبة لتطوير الاعلام الرياضي من خلال إقامة ورش عمل متخصصة وإطلاق مبادرات إبداعية حول الاعلام الرياضي. وطالب الأستاذ حسين القلاف من الاتحادات الرياضية بتقديم ورش عمل فنية تدريبية للإعلاميين كي يتمكنوا من تجاوز بعض الأخطاء الفنية في التغطيات.
وشكر ضيف الشرف الأستاذ محمد أل الشيخ في كلمته الختامية ضيوف الندوة والقائمين عليها، وقدم دروع التقدير لجميع المشاركين في الندوة.
لمشاهدة المحاضرة كاملة على اليوتيوب:
كلمة الكاتبة الأستاذة سكينة عويشير:
كلمة الأستاذة درة الغزوي برنامج (المدرب الصحي):
كلمة ضيف الشرف الأستاذ محمد الشيخ: