منتدى الثلاثاء يناقش فرص ومخاطر الاستثمار في الأسهم

298

في ندوة أقامها منتدى الثلاثاء الثقافي مساء الثلاثاء بتاريخ 6 صفر 1445هـ الموافق 22 أغسطس 2023م حضرها جمع غفير من الشخصيات الاجتماعية ورجال الأعمال، أكد الخبير المالي الدكتور علي حبيب بوخمسين على أن البنية التشريعية للأسواق المالية في السعودية تطورت بشكل ملحوظ وأصبحت متقدمة عالميا خلال فترة زمنية قصيرة مقارنة بأسواق المال الأخرى. وأدار الندوة الأستاذ أمين الصفار، كما حل المهندس نعيم المطوع كضيف شرف حيث سلم المشاركين دروع التكريم وألقى كلمة في ختامها.

وقدم الفعاليات المصاحبة للندوة عضو إدارة المنتدى الأستاذ محمد المرزوق مرحبا بالحضور، وتم عرض فيلم تعريفي قصير بمناسبة اليوم العالمي للعمل الإنساني، وشارك بعدها الفنان عبد اللطيف الكرماني بكلمة تحدث فيها عن رؤيته للفن ودوره في الحياة العامة مستعرضا تجربته الفنية وأعماله التي عرضها في قاعة المنتدى. وقام المنتدى بتكريم المدربة الرياضية هيام الموسى التي لاعتنائها بتدريب اللاعبات ذوات الإعاقة وحصولهن على مراكز متقدمة في مسابقات محلية ودولية، حيث تحدثت عن اهتمامها بذلك مطالبة بتكوين جمعية متخصصة في القطيف لرعاية هذه الفئة. كما تحدث المستشار الأسري محمد سليس حول كتابه “نافذة نفسية على مراحل نمو الطفل” الذي وقعه في ختام اللقاء.

افتتح مدير الندوة الأستاذ امين الصفار اللقاء بمقدمة حول أهمية الادخار والاستثمار للأفراد وللمجتمع بشكل عام، مشيرا إلى أن ثقافة الاستثمار لا تزال غير منتشرة بالصورة الكافية في المجتمع مما يهدد استقرار الأسر ماديا، ونوه إلى أن منتدى الثلاثاء الثقافي اعتنى بهذا الموضوع من خلال تنظيم عدة ندوات ولقاءات حوله. وعرف المحاضر الدكتور علي حبيب بوخمسين الذي يشغل حاليا منصب الرئيس التنفيذي وكبير مستشاري مركز التنمية والتطوير للاستشارات الاقتصادية والإدارية، وقام بتنفيذ العديد من الدراسات الاقتصادية في مجالات عدة، وهو عضو في العديد من الجمعيات الإدارية والاقتصادية المتخصصة، وصدر له كتاب “مبادئ واسس التسويق العقاري”.

بدأ الدكتور بو خمسين حديثه بالتأكيد على اهمية سوق المال للاقتصاد الوطني والمجتمع من حيث أنه يساهم في دفع عجلة التنمية الاقتصادية من خلال تعبئة المدخرات، وتمويل النشاط الإنتاجي، وزيادة تخصيص الموارد، وزيادة حجم الاستثمارات، وتوفير السيولة للمستثمرين، والتنبؤ بحالة الاقتصاد الوطني، والاستغلال الأمثل للسيولة المتوفرة في الدول النفطية. وانتقل بعد ذلك للحديث عن الخيارات الاستثمارية المتاحة كالادخار، وشراء الأسهم، والذهب، والودائع في المصارف، والاستثمار العقاري، ومجالات أخرى متعددة، موضحا أن من معايير تحديد الخيار الاستثماري زيادة رأس المال، وتحقيق معدل عائد ملائم، وأن يكون في مجال آمن، وألا يتطلب مهارات خاصة، وأن يكون غرضه مستقبلي.

وتحدث بعد ذلك حول تطور سوق الأسهم السعودية منذ عام 1975م كسوق غير رسمية لتداول أسهم 14 شركة مساهمة، ثم تأسيس أول شركة “لتسجيل الأسهم عام 1984م، وبدأ تشغيل أول نظام آلي لتداول الأسهم في عام 1990م، وتم السماح بدخول الشركات الأجنبية عام 2015م، وفي عام 2019م تمت ترقية السوق إلى مصاف الأسواق الناشئة في ظل رؤية 2030 ، من قبل أكبر ثالث شركات عالمية للمؤشرات، وفي نفس العام تم طرح أرامكو الذي جمع 96 مليار ريال ليكون في حينها، أكبر اكتتاب عام في تاريخ أسواق الأسهم العالمية، وبذلك  أصبحت سوق الأسهم السعودية تاسع أكبر بورصة في العالم، بقيمة سوقية للشركات المدرجة تصل إلى 2.3 تريليون دولار. كما أشار لحدوث تطور من حيث التشريعات والتنظيمات بشكل ملموس حيث نجح السوق السعودي في الحصول على تقييم وتصنيف اكبر الوكالات العالمية ومتابعتها المستمرة لمختلف قطاعاته، ورفع مساهمة القطاع الخاص في إجمالي الناتج المحلي من 40٪ إلى 65%، وزيادة أصول صندوق الاستثمارات العامة من 600 مليار ريال سعودي إلى أكثر من 7 تريليون ريال سعودي، والانتقال من المركز 25 في مؤشر التنافسية العالمي إلى أحد المراكز الـ 10 الأوائل، ورفع حجم اقتصاد المملكة ونقله من المرتبة 19 إلى المراتب الـ 15 الأولى على مستوى العالم.

وقارن المحاضر في حديثه بين الأدوات المتاحة للاستثمار في السوق المالية السعودية، ومن بينها الأسهم والصناديق الاستثمارية والصكوك والسندات وصناديق المؤشرات المتداولة وصناديق الاستثمار العقارية وذلك من ناحية الشفافية والمرونة والتكلفة، وتنوع الاستثمار، والمخاطر، والعوائد. وتناول عناصر استراتيجية الاستثمار المالي كونها تتطلب تحديد مجموعة من العناصر كالإمكانات المالية المتاحة للمستثمر، والفترة الزمنية اللازمة لتحقيق الهدف، والعائد المتوقع على الاستثمار، ومقارنة البدائل الاستثمارية الأخرى، موضحا اهم الاعتبارات التي يجب مراعاتها عند وضع استراتيجية الاستثمار المالي:ومن بينها الواقعية من خلال تحديد اهداف ممكنة التحقق، والمرونة ويقصد بها القدرة على تعديل الأهداف والبدائل، والالمام بالأساسيات ويقصد به معرفة أدوات وآليات الاستثمار.

وأنهى بو خمسين محاضرته بالحديث حول مزايا ومخاطر الاستثمار في الأسهم من بينها الاستفادة من الاقتصاد المتنامي، ومواجهة التضخم، ومحدودية رأس المال المستثمر، وتوفير السيولة، أما من ناحية المخاطر في الاستثمار في سوق الأسهم فمن بينها احتمالية الخسارة،  وقلة المعرفة الكافية، والتأثر بالعوامل النفسية في قرارات الاستثمار، وعدم الاستفادة من خبرات المختصين، ونضوب السيولة اللازمة لمواصلة الاستثمار.

بدأت مداخلات الحضور بمشاركة من الأستاذ عبد المجيد النصير تناول فيها أبرز أوجه القصور في سوق الأسهم من ناحية الخسائر التي يتعرض لها صغار المستثمرين في ظل توجه كبار المستثمرين لاقتناص الفرص، حتى لو كانت على حساب الآخرين، مما يؤدي إلى الإضرار بفئات كبيرة. وطرح الدكتور ما هر آل سيف الفرض المتاحة في الاستثمار في الأسهم من ناحية المضاربة أو الاستثمار طويل المدى وأوجه التفريق بينهما، متسائلا عن فرص الاستثمار الأخرى غير المتاحة في السوق السعودي كالخيارات والعقود والمشتقات المالية المختلفة. وطرح الأستاذ علي اليحيى تساؤلا حول ولاء المستثمر للشركة التي يملك أسهما فيها من ناحية المحافظة على أسهمه فيها وشراء منتجاتها. وطالبت الأستاذة عقيلة الخنيزي بمقارنة بين الاستثمار العقاري والاستثمار في مجال الأسهم، مشيرة إلى أهمية أدراج شركات خاصة أكثر لما في ذلك من استيعاب فرص وظيفية ونمو اقتصادي أكبر.

وتساءل الأستاذ حسين سليس عن المعايير والعوامل التي تحكم تفضيل أسهم شركة معينة على غيرها حيث أن بعض المؤشرات تبدو مضللة أحيانا، وطرح الأستاذ زكي آل نصيف تساؤلا حول تجربة المؤشرات ETF التي طرحت الكترونيا قبل عدة سنوات في أسواق عالمية مختلفة. وأكد الأستاذ عبد الكريم الممتن على أن وعي المستثمر يعتبر من أهم عوامل النجاح في الاستثمار في الأسهم حيث أن عدم الوعي والمعرفة أدى للكثير من الخسائر والأضرار. كما طرح الأستاذ مؤيد البحراني مشكلة تأثير الاشاعات على قرارات الاستثمار لدى الأفراد، وعبر الأستاذ محمد المصلي عن رأيه تجاه سوق الأسهم التي أرث سلبا على الكثيرين، وتساءل الدكتور سمير البيات عن اتجاه سوق الأسهم مع ارتفاع أسعار النفط حاليا، وطالب الأستاذ سعد الخالدي بأهمية التعريف المكثف بالشركات المدرجة في سوق الأسهم.

وفي نهاية اللقاء، تحدث ضيف الشرف المهندس نعيم المطوع حول رؤيته لريادة الاعمال معتبرا أنها تمثل فرصا كبيرة وحقيقية أمام الشباب الراغبين في التطور كما أنها تعود على المجتمع وعلى الاقتصاد الوطني بفوائد جمة كونها تخلق فرص عمل حقيقية، مؤكدا على أن هناك فرصا واعدة كثيرة, وانتقل في حديثه حول منتدى الثلاثاء الثقافي مؤكدا على الدور الكبير الذي يقوم به في نشر ثقافة التوعية في المجتمع تجاه مختلف القضايا، ومطالبا رجال الأعمال بدعم مثل هذه المناشط الفاعلة، ومقترحا تنظيم جائزة ثقافية سنوية يتبناها المنتدى.

 

لمشاهدة كافة الصور اضغط هنا

 

التغطية الإعلامية

 

لمشاهدة المحاضرة كاملة على اليوتيوب:

 

كلمة الفنان عبد اللطيف الكرماني:

 

كلمة الكاتب محمد سليس:

 

كلمة الأستاذة هيام الموسى:

 

كلمة ضيف الشرف الأستاذ نعيم المطوع:

 

قد يعجبك أيضاً

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافق أقرأ المزيد