طلبة متميزون يستعرضون تجاربهم التعليمية في لقاء حواري

287

في لقاء حواري ثري وممتع حضره العشرات من رجالات التعليم والثقافة، أثارت الاطروحات التي قدمها أربعة طلبة شباب حول تجاربهم في التميز التعليمي العديد من التساؤلات حول وضع الموهوبين والبرامج المقدمة لرعايتهم ودور الأسرة والمدرسة في تميزهم، والتوازن بين المسابقات العلمية والدراسة، كان ذلك في الندوة التي أقامها منتدى الثلاثاء الثقافي مساء أمس الثلاثاء بتاريخ 2 ربيع الثاني 1445هـ الموافق 17 أكتوبر 2023م تحت عنوان “الشباب والتميز التعليمي”، وأدارتها الأستاذة أبرار الحبيب، وشارك فيها الدكتور خالد النويصر كضيف شرف.

بدأت الفعاليات المصاحبة للندوة والتي قدمها الأستاذ أحمد المغلق بكلمة ترحيبية للحضور والمشاركين، ثم عرض فيلم توعوي قصير بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة الفقر، وتحدثت الفنانة التشكيلية هويدا الجشي عن مسيرتها الفنية مشيرة إلى ضرورة انشاء مراكز فنية للعرض والتدريب في المحافظة، وتناولت تعريفا بأعمالها في المعرض الفني المقام في المنتدى. واستعرض الأستاذ حافظ الفرج رئيس “جمعية الفردوس لإكرام الموتى” برامج ومشاريع الجمعية وخدماتها التي تقدمها للمجتمع، مؤكدا على ضرورة التفاعل معها، كما عرضت الكاتبة خيرية رسول تجربتها في الكتابة وإصدار كتابها “خاء مفقودة” الذي وقعته في نهاية اللقاء، وقدمت الأستاذة فوز الضامن عرضا لأبرز الفعاليات التوعوية حول السرطان التي تقدمها جمعية العطاء النسائية بالقطيف.

واستعرضت مديرة الندوة في مقدمتها العديد من التساؤلات المتعلقة بموضوع وحدود التميز التعليمي وأبعاده وأشكاله المختلفة بالنسبة للطلبة متسائلة عن عدم اقتصاره على البعد الأكاديمي، مضيفةان كل طالب يشارك معنا الليلة هو حالة فريدة، له تجربته وشخصيته واهتماماته وطريقته في خوض هذا كله، وأن كل إجابة منهم ستكون بمثابة نظارة تغير امامنا الخارطة، ومصباحاً جديداً يضاء. وعرفت المشاركين في اللقاء الحواري وهم كل من الطلبة منذر الزاير ورتاج الصالح وزهراء الحضري ومحمد آل إبراهيم وجميعهم ممن حققوا مواقع متقدمة في التحصيل الأكاديمي والتميز التعليمي في برامج موهبة وغيرها من البرامج التكميلية الإبداعية، وحصلوا على جوائز في مسابقات وطنية ودولية.

وبدأت الطالبة بالمدرسة الثانوية الثانية بصفوى زهراء سلمان الحضري والتي تهوى الرسم والتمثيل والمشاركة في مسابقات المهارات الثقافية وحققت المركز الثاني في مسار المسرح على مستوى المملكة، بدأت حديثها عن تجربتها في كتابة وتمثيل نص مسرحي يتناول موضوع فتاة تعاني من إهمال اَهلها والشجار بينهم وكذلك من التمييز الذي تمارسه بعض المعلمات على الطالبات. وأوضحت أن بعض المعلمات كن مشجعات ومتعاونات في تشجيعها ودفعها للمشاركة في المسابقات الثقافية حيث تم الاحتفال بفوزها في المدرسة، مضيفة أن من ابرز التحديات التي واجهتها هي الضغوط وطول الوقت في فترة التدريب والبعد عن الأهل حيث أن المسابقات كانت تقام في مدينة جدة.

أما الطالبة في مدارس التهذيب الأهلية رتاج شكري الصالح فقد ترشحت من الدورات الأساسية في برنامج موهبة إلى الملتقيات المُقامة في الرياض، ومنها الى التدريبات المُكثفة في جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية، وتم اختيارها ضمن فريق المملكة في أولمبياد البنات الأوروبي للرياضيات في سلوفينيا. وقالت في حديثها في اللقاء أن المسابقات المحلية هي الطريق التي تأهلت من خلاله لاختيارها للدخول في مسابقات دولية، مؤكدة على ان دور الصديقات المشاركات كان داعما وأن البرنامج كان سببا للتعارف بين المتميزين من الطلبة، وأضافت أن المسابقات جعلتها تطور من مهاراتها في التحليل والتركيب وتساعدها في توجيه النظرة المستقبلية لمشوارها العلمي.

وأفاد الطالب منذر علي الزاير أن المدرسة كانت محفزة للدخول في برامج تدريبية ومسابقات مؤسسة موهبة مع انه لم ينجح في المرة الاولى الا انه واصل وحقق جوائز متقدمة، وأشار إلى متفوق في مجال المعلوماتية وحل المسائل عبر تطبيقات البرمجة المختلفة، وشارك في تدريبات مكثفة مع جامعة كاوست. وأوضح الطالب في المرحة الثانوية في مدارس التهذيب الاهلية والحاصل على ميدالية ذهبية وميدالية فضية وميداليتين برونزيتين أن العائلة لها دور مهم من خلال التشجيع، وأن المسابقات زادت حبه للبرمجة والتفكير المستقبلي للعمل والتخصص في هذا المجال، مؤكدا على أهمية المثابرة والثقة بالنفس.

أما الطالب في المرحلة الثانوية محمد نسيم ال إبراهيم، طالب ثانوية فعبر عن حبه للقراءة والكتابة والتعبير، وامتلاكه لمهارات الكتابة والتصوير الفوتوغرافي والتصميم، ومشاركته مع سينما قروب ككاتب مقالات، وحقق المركز الأول في مسابقة المهارات الثقافية في مسار الأدب في القصة القصيرة للمرحلة الثانوية على مستوى المملكة. وشرح أن فترة الكورونا أتاحت له فرصة أكبر لتفوق الجانب الادبي عن العلمي في شخصيته ومشاركته في مسابقات أدبية فكتب قصة “مشاعر شخص تحت الانقاض”، وأضاف أن مشاركته في أولمبياد الروبوت فتح أمامه أفقا جديدا في التفكير الإبداعي، مشيرا إلى أن المسابقات تؤثر على المستوى التعليمي للطلاب مؤكدا على أهمية التوازن بين الدراسة والمسابقات.

وبدأت مداخلات الحضور بإشادة الأستاذ محمد المسكين بما قدمه الطلبة من عرض لمشاركاتهم وانجازاتهم، مسترجعا ذكريات الماضي في إنشاء مدارس التهذيب في المنطقة وهذه الثمار التي بدأت تؤتي أكلها، وأكد الأستاذ مظاهر ال خميس على التطور التعليمي الملحوظ في المملكة ومدى التقدم القائم في هذا المجال مسترجعا ذكرياته ولقاءاته السابقة مع الدكتور خالد النويصر بصفته أحد أبرز خبراء التعليم. وعبرت كذلك الأستاذة أميرة العسيف عن سعادتها وافتخارها بالعروض والأحاديث التي ألقاها المشاركون من الطلبة الذين تتوقع لهم مستقبلا زاهرا.

وشرح رئيس مجلس إدارة مدارس التهذيب الأهلية الأستاذ جاسم الناصر الدور الذي تقوم به المدارس في رعاية الموهوبين بحيث أصبح بين طلابها ٧٤ موهوبا وموهوبة، موضحا أن هناك دعم حكومي كبير لدعم الموهبين وتسهيل قبولهم في الجامعات وخاصة في مجال العلوم والرياضيات. وناقش الأستاذ علوي الخباز بعض جوانب السياسة التعليمية التي تؤدي إلى التركيز على الدرجات دون النظر إلى الكفاءات الأخرى للطالب عند التقدم للقبول في الجامعة، مطالبا بأخذ المؤشرات التأهيلية الأخرى بعين الاعتبار.

وأوضح الأستاذ علي البلدي بأن بعض الطلبة الموهوبين قد لا يعرفون الفرص المستقبلية المتاحة أمامهم، وأشار المشرف على المنتدى الأستاذ جعفر الشايب بأن اللقاء تركز حول الاستماع لوجهات نظر الطلبة بشكل مباشر لتلمس أوجه التميز لديهم والتحديات التي تواجههم، وأضاف الأستاذ عيسى العيد إلى اهتمام المسئولين في إدارة التعليم بمثل هذه اللقاءات والمحتوى الذي تتطرق إليه.

وتحدث في ختام اللقاء ضيف الشرف الدكتور خالد النويصر حول الجهود التي يبذلها القائمون على المنتدى طوال 24 عاما من العمل المتواصل والتميز الإبداعي، وأضاف أن هناك تطور كبير في الاهتمام بالموهوبين والمتميزين من قبل الدولة، كما أن اهتمام ورعاية الأسرة يأتي بالدرجة الأولى، معتبرا هذه الندوة هي أحدى فرص التكريم للموهوبين. وأضاف أنه ومن خلال خبرته الطويلة في برامج الموهوبين، فإن الشخص الموهوب ينظر اليه كشخص متمكن وذي قيمة ومكانة علمية، ولكنه أيضا يحاسب بصورة أدق من غيره ويشعر بالضغط الاجتماعي والنفسي وهي الضريبة التي يدفعها، مؤكدا على ضورة عدم الخلط في الأدوار بين التعلم والموهبة وتقويم الذات بصرامة وتسجيل المدونات.

 

لمشاهدة كافة الصور اضغط هنا

 

لمشاهدة الأمسية كاملة على اليوتيوب:

 

كلمة المعرض الفني (هويدا الجشي) الأسبوع الأول:

 

التعريف بجمعية الفردوس (حافظ الفرج):

 

التعريف بجمعية العطاء (فوز الضامن):

 

كلمة الكاتبة خيرية رسول (خاء مفقودة):

 

كلمة الدكتور خالد النويصر (ضيف الشرف):

 

قد يعجبك أيضاً

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافق أقرأ المزيد