الدكتور القحطاني يستعرض تجربة حركة الحقوق المدنية في امريكا

4٬231

استهل منتدى الثلاثاء الثقافي بالقطيف برنامجه الاسبوعي للموسم العاشر بندوة حول تجربة الحقوق المدنية في امريكا والتي القاها الدكتور محمد فهد القحطاني مساء الثلاثاء بتاريخ 2/11/1430هـ الموافق 21/10/2009م، وقد ادار الندوة الكاتب الاستاذ محمد الشيوخ وحضرها لفيف من العلماء والمثقفين من مختلف مدن المنطقة الشرقية.

وعرف مدير الندوة المحاضر بانه من مواليد الرياض، وحاصل على شهادة بكالوريوس في الاقتصاد من جامعة الملك سعود بالرياض، وشهادتي ماجستير في نفس التخصص من جامعتي انديانا وبسلفانيا، كما انه حاصل على شهادة الدكتوراة في الاقتصاد من جامعة انديانا الامريكية. والدكتور القحطاني يعمل حاليا استاذ العلوم السياسية بمعهد الدراسات الدبلوماسية بوزارة الخارجية بالرياض وهو كاتب رأي بجريدة اليوم.

تحدث مدير الندوة في البداية عن اهمية دراسة التجارب الانسانية في المجال الحقوق بشكل عام وقضايا الحريات المدنية تحديدا بصفتها من العوامل المهمة في انضاج مسيرة العمل والنشاط الحقوقي لاي مجتمع وتحقيق العدالة الاجتماعية والمساواة. كما اشار الى ان تجربة حركة الحقوق المدنية في الولايات المتحدة الامريكية ودراسة تجربة الملونين الامريكيين السلمية من الاهمية بمكان لكونها من انجح التجارب الانسانية في هذا المجال، مشيرا الى  ثلاثة عوامل الاول لانها حركة تحولت الى تيار شعبي لم يقتصر على شريحة معينة كما انها سلمية لم تتوسل بالعنف والعنف المضاد، ولان فيها نشاطا ابداعيا متميزا وتجددا مستمرا فتستحق ان تكون نموذجا في النضال السلمي لمواجهة حالات التمييز والتهميش.

بدأ الدكتور محمد القحطاني حديثه بإستعراض الفصول التاريخية المختلفة للنشاط الحقوقي المدني المليئ بالمعاناة للزنوج في امريكا منذ الخمسينات حتى بداية مطلع السبعينات اي حين اغتيال المناضل مارتن لوثر كنج عام 1968م، مشيرا الى ان الحزب الديمقراطي في بداية خمسينيات القرن العشرين كان هو المسيطر على الحكم وهو الرافض

والمناهض لحركة الحقوق المدنية، موضحا انه ابان الحرب الاهلية في السبعينات انقسمت امريكا الى قسمين (شمال، وجنوب) وقدم الامريكيون من اصول افريقية الكثير من التضحيات وحرموا من حقوقهم المدنية. واشار القحطاني الى ان السود قاطعوا الانتخابات فحرموا من اكثر حقوقهم السياسية نتيجة للضغوط التي كانت تمارس عليهم. وفي عام 1907م نشأت اول منظمة لرعاية الحقوق المدنية وتستهدف بشكل اساسي الملونين، وفيما بعد قد تشكلت عدة منظمات للدفاع عن الملونين كانت تستهدف محاربة العنصرية باتباع الاجراءات والقوانين الرسمية، وببناء علاقات عامة مع صانعي القرار للضغط عليهم لتعديل بعض القوانين القائمة على التمييز العنصري.

كما اشار الى حادثة النقل العام في ولاية الباما عام 1955م والتي نتجت عن مقاطعة الملونين لركوب سيارات الشركة ولدة 381 يوما بعد ان امتنعت (روزا باركس) من اخلاءمقعدها لشخص ابيض حسب تعليمات النظام المتبع حينها، وتغريمها لاحقا نتيجة لذلك، معتبرا ان هذه الحادثة شكلت الشرارة التي ادت الى حملة المقاطعة وانتهت بصياغة قانون يعالج الفصل العنصري في وسائل النقل العام وذلك عام 1956م ومن ثم اعقبه بعد 9سنوات صياغة قانون الحقوق المدنية عام 1964م. ولفت الدكتور القحطاني الى تشكل بعض المنظمات الي توسلت بالعنف قادها ملونون، الا انها اخفقت في اهدافها بسبب سيادة العمل السلمي وقوته، وضعف جماعات العنف المسلح ووجود قيادات مدنية مؤثرة تدعو الى الحلول السلمية.

واضاف ان العنف الذي لجأت اليه الحكومة وقوات الشرطة لقمع السود خدم الملونين واضر بسمعة الحكومة آنذاك. ودعم السود الحملة الانتخابية لجون كندي في عام 1960م وكذلك سعيه لاقرار قانون الحقوق المدنية، حيث انه في عام 1963 م بعد اغتيال كندي استطاع جونسون تمرير القانون في الكونجرس والمصادقة عليه. وأنهى المحاضر كلمته بالاشارة الى اسباب نجاح حركة الحقوق المدنية في امريكا من قبيل نضج الحركة في استراتيجية عملها وقدرتها على كسب تعاطف مختلف القوى الاجتماعية والسياسية، وتوظيفها الجيد للانظمة والتشريعات المحلية، واستثمارها لظروف الحرب الباردة.

في المداخلة الاولى شكك الدكتور توفيق السيف في المنهج السلمي الذي اصطبغ الحركة الحقوقية في امريكا نافيا ان يكون هو الدعامة الوحيدة في تحيقيق الحركة لاهدافها، مشيرا الى المعاني المختلفة لمفهوم العنف، مضيفا ان احد ابرز محركات الشعوب للمطالبة بحقوقها هو الشعور بالمشكلة وليس وجود المشكلة ذاتها.

ودعا الدكتور يوسف مكي الى ضرورة اقتناص اللحظة التاريخية بالنسبة للمناضلين رافضا اقتصار الاسباب الذاتية وحدها في نجاح الحركة الحقوقية في امريكا، مضيفا الى ان المنظمات السياسية اليهودية وقفت الى جانب حركة الملونين ودعموا كفاحهم بسبب مصالحهم. وقال الشيخ حسن الصفار ان الدارس للحركة المناهضة للتمييز العنصري في امريكا يلحظ صوتا ايجابيا من المواطنين البيض صدح بمناصرة الزنوج في حركتهم لانهم ادركوا ان ضرر التمييز كمشكلة لن يقتصر على السود وحدهم، بل سيتعداه لبقية المواطنين. واضاف ان الحديث عن الانسداد يخلق حالة من الاحباط واليأس، وان تجارب الشعوب تثبت ان النضال بحاجة الى جهد وتضحيات وامل كبير.

فيما ركز الاستاذ سعيد الخباز على اهمية العامل الاقتصادي في اي عملية تغييرية موضحا ان في التاريخ تجارب سلمية اخرى نجحت قد تكون انموذجا افضل من حركة الحقوق المدنية في امريكا. وفي ختام الأمسية التي حضرها لفيف من المثقفين وبعض من العلماء أكد راعي المنتدى الاستاذ جعفر الشايب على أهمية قراءة التجارب السلمية في التغييروالاستفادة منها بما يتناسب وظروف وامكانات المجتمعات في بلدانهم المختلفة، مؤكدا على ضرورة استحداث وابتكار الوسائل المتجددة في مواجهة التحديات التي تواجهها مجتمعاتنا العربية والاسلامية، شاكرا الضيف والحضور على مشاركتهم الفاعلة.

 

لمشاهدة الصور اضغط هنا

 

التغطية الإعلامية

 

المحاضرة الكاملة:

 

قد يعجبك أيضاً

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافق أقرأ المزيد