تكريم الأديب الشاعر السيد عدنان العوامي

3٬598

ضمن أنشطته الثقافية وتكريمه لرواد الثقافة والعلم، أقام منتدى الثلاثاء الثقافي حفلاً تكريمياً للأديب والشاعر المعروف عدنان العوامي بمناسبة صدور تحقيقه لديوان أبي البحر الخطي وذلك مساء الثلاثاء 25 ذي القعدة 1426هـ الموافق 27 ديسمبر 2005م. ومن المعروف أن الشاعر العوامي يعد من الباحثين والأدباء المتميزين في محافظة القطيف، فقد بدأ حياته الأدبية في كتابة المقالة والقصة والمسرحية ثم تحول عنها للشعر، ونشر انتاجه في الصحف السعودية والعربية منذ عام 1383هـ، وله مشاركات في مختلف الندوات الأدبية في المملكة وهو عضو في هيئة تحرير مجلة الواحة التي تعنى بتراث وتاريخ وأدب المنطقة.

وقد افتتح الحفل الاعلامي المعروف ميرزا الخويلدي الذي قام بالتعريف بالمحتفى به كما قدم عرضاً مختصراً عن شخصية أبي البحر الخطي وعن ديوانه، مشيراً الى أنه ينتمي الى قبيلة عبد القيس ذات الشهرة العريضة في الجزيرة العربية وألجأته ظروف الاضطرابات التي عاشتها المنطقة في تلك الفترة الى النزوح الى البحرين عام 999هـ ثم الى شيراز حيث توفي فيها 1028هـ. كما تحدث عن الظروف السياسية التي عاشها الخطي إبان ثورة أهالي القطيف والاحساء على الأتراك والصراع القائم بين البرتغاليين والأتراك حينها.

ثم ألقى بعد ذلك الاستاذ ذاكر آل حبيل عضو اللجنة المنظمة للمنتدى كلمة المنتدى، فرحب بالشاعر العوامي وأشاد بجهده الكبير ومثابرته في بحثه القيم باصدار هذا الديوان، وأكد في كلمته على أهمية دراسة أدب المنطقة وتراثها وتحليل الظروف الاجتماعية والسياسية التي عاشتها مشيراً إلى أن المنتدى يعمل من خلال انشطته على ابراز الكفاءات والطاقات وتكريمها والاحتفاء بها بصورة مستمرة من أجل تقدير دورها المهم في المجتمع. وألقى بعده الاستاذ حسن ال غزوي كلمة اهالي التوبي وهي القرية التي ولد فيها الشاعر العوامي فتحدث عن الاجواء العلمية والأدبية التي عاشها الشاعر في ظل احضان طبيعة خلابة انجبت العديد من الادباء المعروفين وعلى رأسهم ابو البحر الخطي نفسه.

ثم ألقى المحتفى به الشاعر العوامي كلمة شكر فيها القائمين على المنتدى متحدثاً حول الظروف التي عايشها الخطي في القرن العاشر الهجري وخاصة الصراعات الداخلية والخارجية والاضطرابات السياسية التي ألجأته الى الخروج من المنطقة. كما استعرض دور الشيخ الخطي العلمي وحصوله على اجازات علمية من كبار المراجع الدينيين وتفاعله مع الأجواء الثقافية في المنطقة وفي البحرين تحديداً حيث شارك في الساحة الأدبية هناك. كما تحدث الشاعر العوامي حول الحقبة التاريخية التي عاش فيها الشاعر ابو البحر الخطي، والجانب الثقافي من تاريخ المنطقة وخاصة الوضعين الامني والاقتصادي، اللذين اثريا الحياة الشعرية لأبي البحر الخطي، وركز على حلقات أهملها الباحثون لسيرة الشاعر، كالفترة التي حكم فيها الاشراف الحسنيون آل ابي نمي، والسلطان خدابندا المغولي، وولده أبو سعيد، وكذلك تصحيح الأخطاء التاريخية، قائلاً أن سعيه هذا يندرج في الرغبة لمعرفة الاسباب الكامنة وراء اندثار معالم الحياة الثقافية وضياع آثارها. كذلك قام العوامي بالقاء الضوء على الحركة الأدبية في موطن الشاعر ابي البحر عارضاً بصورة موجزة مسيرة الأدب في عصر إبن المقرب العيوني حتى عصر الخطي.

أما مصادر التحقيق، فتحدث عنها العوامي حيث توزعت بين المخطوطات، بينها مخطوطة كتبها رضوان المقابي القطيفي سنة 1900م ومخطوطة أخرى محفوظة بالمكتبة الظاهرية بدمشق، ونسخة اخرى من مخطوطة محفوظة بمكتبة المرعشي النجفي في قم الايرانية كتبت عام 1242هـ، وكذلك مجموع شعري مخطوط للشيخ لطف الله البحراني. واشتمل التحقيق على مجموعة دراسات بينها: مدخل الى عصر ابي البحر الخطي، دراسة عن الحروب الداخلية في البلدان الاسلامية وساهمت في تكوين الدويلات في العصر العباسي وموقع المنطقة الخليجية منها، وصولا لدراسة الغزو البرتغالي للخليج ثم وصول العثمانيين للقطيف. وأفرد دراسات مستقلة عن سيرة الشاعر الخطي والوضع الأمني في حياته، ونشأته وأحواله، وحياته العلمية والأدبية ورحلاته ثم نشاطه السياسي حتى وفاته. كما درس شعره من حيث اغراضه ومعانيه وأصالته وظرفه وخمرياته وغزله وحنينه للوطن الى ان يفرد دراسة في عيوبه الشعرية.

وبعد انتهاء الكلمة للعوامي ألقى رئيس تحرير مجلة الواحة الاستاذ محمد النمر كلمة أكد فيها على اهمية صدور تحقيق الديوان باعتباره توثيقاً مهماً لمرحلة تاريخية مفصلية في المنطقة. وذكر الجهود الكبيرة التي بذلها الشاعر العوامي في عمله الذؤوب لاعداد هذا الاصدار القيم، كما اشار الى خبر موافقة وزارة الثقافة والاعلام السعودية باجازة الكتاب. ثم قدم راعي المنتدى الاستاذ جعفر الشايب درعاً تذكارياً للشاعر العوامي وأعرب عن اعتزازه بصدور هذا المؤلف المهم مثنياً على جهود المحقق المحتفى به وداعياً الى العمل على تكريم ذوي الكفاءات والطاقات في المجتمع.

وفتح المجال بعد ذلك للحضور الذين شاركوا بتعليقاتهم ومداخلاتهم التي شملت الحديث عن تعريف المنطقة وشخصية الشيخ الخطي وضرورة توفير المصادر التاريخية عن المنطقة وفكرة إقامة احتفال تكريمي حاشد للأديب العوامي. وقد تخلل الحفل قراءة مختارة لبعض قصائد الخطي من ديوانه المذكور ألقاها الشاعر المعروف محمد الماجد، حيث شملت مختلف فنون الشعر مما أضفى على الحفل جواً أدبياً وشاعرياً.

 

لمشاهدة الصور اضغط هنا

 

التغطية الإعلامية

 

قد يعجبك أيضاً

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافق أقرأ المزيد