منتدى الثلاثاء يناقش موضوع التسامح محلياً

3٬615

تزامنا مع اليوم العالمي للتسامح، أقام منتدى الثلاثاء الثقافي بالقطيف ندوة موسعة تحت عنوان “التسامح والتواصل في المجتمع المحلي” لتسليط الضوء على الحال الراهنة للعلاقات بين مكونات المجتمع المختلفة وذلك مساء الثلاثاء 20 محرم 1434هـ الموافق 4 ديسمبر 2012م.

وقدم الندوة الأستاذ عبد الباري الدخيل الذي تحدث حول قيم التسامح والتواصل مستعرضاً الحال القائمة في المنطقة ومؤكداً على أهمية تعزيز هذه القيم ومعالجة ما طرأ عليها، وعرف بالمشاركين في الندوة وهما الأستاذ محمد علوي الدعلوج والأستاذ فتحي البنعلي وهما من ذوي الخبرة الاجتماعية والتعليمية والذين يتمعتان بمعرفة شاملة وبعلاقات واسعة وعميقة بين مختلف أطياف المجتمع. وأشار مدير الندوة إلى أنه قد كتب في هذا الموضوع عدة كتاب مستعرضين حالة التعايش الإيجابي بين الأهالي في المنطقة منهم عضو مجلس الشورى الأستاذ نجيب الزامل لتاكيد الصور الناصعة من التعايش بينهم.

تلى ذلك كلمة ترحيبية للمنتدى قدمها عضو اللجنة الإدارية بالمنتدى الأستاذ زكي البحارنة الذي تحدث حول ازدهار المدن والتواصل في العلاقات الاجتماعية المتينة وضرورة توفر شروط التعايش والتعاون المتبادل بين سكانها، وشرح رؤية المنتدى في تعزيز حالة التواصل كأحد أهدافه من خلال عقد مثل اللقاء الحواري لتاكيد الجوانب المختلفة للتعايش بين أبناء المجتمع.
تحدث الأستاذ محمد الدعلوج حول مفاهيم التعايش والتسامح انطلاقا مما ورد في القران الكريم كالتعارف والمحبة التي تنطلق للآخرين لترتد على الإنسان ذاته بصورة مكبرة وقوية، مؤكداً أن التعايش يتطلب احترام أفكار ومعتقدات وعادات الأطراف الأخرى وعدم ازدرائها . وأوضح أن المحبة كان الرابط الأساس التي تربط الناس بعضهم بعضاً على اختلاف مذاهبهم وأفكارهم تولدت عنها ثقة متبادلة بين أفراد المجتمع .

وأشار في حديثه إلى أن الفرد منا يحترم كل تقاليد المجتمعات الأخرى التي يزورها مع اختلاف مكوناتها ، بينما لا ينعكس ذلك في الوسط المحلي أحياناً، فهناك بعض الدعوات التي تعزز حالة التنافر بين الأفراد مشيراً إلى أن التنافر لا يمكن أن ينهي أي وجود فالكل يكمل الاخر. وأكد الأستاذ الدعلوج عن أن التعايش ضرورة حياتية بين مكونات المجتمع، حيث يؤثر ذلك على مختلف جوانب الحياة والعلاقات الاجتماعية .

وذكر المحاضر بعض الأمثلة لمبادرات عمل عليها وساهمت في علاج مثل هذه الحالات منها أنه مع قدوم معلمي اللغة العربية والتربية الإسلامية المحليين بعد استبعاد المعلمين العرب تم تنظيم لقاءات لاستقبال المعلمين الجدد لغرض تعريفهم بالمجتمع وعاداته وتقاليده ، إضافة إلى القيام بمبادرات لعقد اجتماعات مع مدراء المدارس للتوجيه في الانسجام بين المعلمين والطلبة ونتج عن ذلك حالة من التفاهم وإيجاد آليات لمعالجة المشاكل التي قد تنتج عن سوء الفهم بين أفراد المجتمع.

كما تحدث عن سبل مواجهة خطاب الكراهية الذي ينبغي أن يكون حكيماً وعقلانياً، مؤكداً على عدم الانجرار وراء المهاترات في المجتمع ، وضرورة الاهتمام بالتربية وغرس قيم التسامح بين الأبناء ، وكذلك القيام بمبادرات اجتماعية وايجابية من خلال الفنون مثلا لنعزيز التواصل بين افراد المجتمع.

تحدث الأستاذ فتحي البنعلي عن تجارب عملية عايشها في المجتمع تؤكد حالة التواصل بين مختلف الأطياف وخاصة بين السنة والشيعة في المنطقة، ذاكراً بكل تقدير المدرسين الذين تعلم على أيديهم ، وتعاملوا معه بكل احترام مع اختلاف مذاهبهم . وأشار إلى أن الجميع تربى في أجواء المحبة والاحترام من خلال المشاركة في كل البرامج الدينية والاجتماعية المشتركة، ومارسوا تعايشاً إيجابياً بينهم.

وتناول الأستاذ البنعلي حالة التمزق التي عصفت بالمجتمع بسبب التشدد الديني الذي أدى إلى الشعور بالتمايز بين الناس والتفرقة بينهم، وقطع حالة التواصل، وتنامي حالة الازدراء للأعراف والتقاليد والأفكار، وذلك خلاف تعاليم الدين الإسلامي. وذكر المحاضر أنه في موسم عاشوراء كانت الشخصيات السنية تساهم في البرامج الدينية للشيعة وخاصة أنهم كانوا يعملون سواسية في البحر والغوص وتجارة اللؤلؤ، واستشهد بالعديد من القصص والأمثلة التي كانت ماثلة في ذلك الوقت وتقلصت في هذه المرحلة.

ألقت بعد ذلك الفنانة ليلى إبراهيم مال الله التي أقامت معرضا فنيا متكاملا في المنتدى كلمة عبرت فيها عن مختلف القضايا الاجتماعية حيث أشارت إلى اهتمامها بالفن الواقعي لكونه ابو الفنون إضافة إلى بقية مجالات اشغالها الفنية وعملها في المزح بين الفكر والأشكال ، كما تحدثت عن تجربتها الفنية وطريقتها في رسم القصيدة النابع من سعة الخيال. في بداية المداخلات تحدث راعي المنتدى الأستاذ جعفر الشايب عن أهمية استذكار تاريخ العلاقات في المجتمع وأنماط التسامح الأهلي فيه، لما في ذلك من مساهمة في معالجة الوضع المتوتر حاليا وعلى أهمية العمل سوية على الصعيد المحلي لتأكيد حالة التعايش والانسجام، كما أشار إلى أن هنالك حساسية شديدة من قبل البعض للحوار والانفتاح والنظرة الإيجابية تجاه الآخر.

وشارك عضو اللجنة المنظمة للمنتدى الأستاذ موسى الهاشم عبر تأكيده على ضرورة الانتقال من الكلام النظري لمشاريع عملية مشيراً إلى أن تجارب العمل التجاري المشترك تعتبر ركيزة في تعميق العلاقات الاجتماعية بسبب تداخل المصالح. كما تحدثت الأستاذة إنعام العصفور عن تحديات التعايش والأشكال المختلفة للتمييز، وضرورة البحث عن معالجات وطنية لمثل هذه القضايا والتي تشمل الاعتراف بالتعددية وإقرارها.

وأشار الأستاذ عيسى العيد عضو اللجنة المنظمة للمنتدى إلى أهمية إدارة الاختلاف موضحا أنها تتطلب احترام عادات وتقاليد الآخر وتعزيز التواصل الاجتماعي وكذلك الاهتمام بمشاريع مشتركة. ووضحت الدكتورة رسمية الربابي بأن هنالك عزوف عن حالة التعايش بسبب وجود حالة توتر وتشدد وانتهاك متواصل للحقوق. وبين الأستاذ نايف الغانم أن الأولوية ينبغي أن يكون هنالك تعايش داخلي ومن ثم الانفتاح على المكونات الأخرى في الوطن .

 

لمشاهدة الصور اضغط هنا

 

التغطية الإعلامية

 

قد يعجبك أيضاً

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافق أقرأ المزيد