منتدى الثلاثاء يناقش صناعة السينما السعودية

3٬773

ضمن فعاليات موسمه الثقافي الخامس عشر، وتزامنا مع إقامة مهرجان الأفلام السعودية في دورته الثانية، أقام منتدى الثلاثاء الثقافي بالتعاون مع الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون، ندوة حوارية فنية مساء الثلاثاء 12 جمادى الأولى 1436هـ الموافق 3 مارس 2015م، تحت عنوان “صناعة الأفلام السعودية”. استضاف فيها الأستاذ أحمد الملا، رئيس الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون، ومجموعة من مسئولي الجمعية والفائزين في المسابقة.

قبل البدء في الندوة، تحدث الفنان بشار حسين الشواف عن تجربته الفنية في التشكيليات والجداريات، والتي عرض جزءاً منها في المنتدى، مؤكداً على ضرورة الاهتمام بهذه الفنون الجميلة ونشرها في ثقافة المجتمع. والشواف عضو مشارك في جماعة الفن التشكيلي بنادي الفنون بالقطيف، وقدم العديد من المشاركات الفنية داخل وخارج المملكة، منها معرضا فنيا في دولة قطر عام 2003م، وعدة معارض جماعية داخلية بجدة والخبر. كما عمل أكبر جدارية بالمملكة وهي (أحبك يا وطني) عام 1424هـ.

في بداية الندوة، ألقى راعي المنتدى، الأستاذ جعفر الشايب كلمة متضمنة تهنئة ومباركة لإنجاز ونجاح المهرجان الثاني للأفلام السعودية، شاكرا جهود أعضاء الإدارة والمشاركين فيه والذي تظافر مع جودة وتميز الأفلام بموضوعاتها النوعية وإخراجها الاحترافي. كما عبر عن تحقيق المنتدى لأهدافه عبر التعاون مع المؤسسات الثقافية المختلفة كدارة الملك عبدالعزيز وبعض الأندية الأدبية، وكذلك إقامة هذه الندوة بالشراكة مع الجمعية السعودية للثقافة والفنون . وأكد على أن هذه الندوة الفنية، تعتبر دعما للذائقة الفنية وتعزيزاً لدورها في الحياة العامة، مما يضفي شكلا مختلفا للتعبير عن الهموم الإنسانية والتطلعات والحاجات البشرية بشكل فني رفيع.

تحدث رئيس فرع الجمعية السعودية للثقافة والفنون بالدمام، الأستاذ أحمد الملا، مستعرضا تجربة مهرجان الأفلام في دورته الثانية لهذا العام، ووصفها بأنها كانت تجربة ثرية وجريئة، مشيرا إلى التجاوب السينمائي والفني الإيجابي للجمهور، وأشار إلى أن عدد الأعمال التي بلغت حوالي 100 عملا مقدما خلال شهر واحد. كما وصل عدد المتطوعين إلى 400 متطوع من مختلف أنحاء المملكة، و190 مسجلاً في الورش الفنية الثلاثة، الأمر الذي يعبر عن مدى اهتمام شريحة كبيرة من أفراد المجتمع بالفن والسينما تحديداً. وقد كان للطلبة المبتعثين في الخارج مشاركة في المسابقات وفاز البعض منهم، وكذلك الحال بالنسبة للمرأة التي كان حضورها قويا وواضحا في المهرجان، إضافة إلى مجموعة رائدة من السينمائيين الخليجين.

وقد تحدث الأستاذ علي الدواء، عضو في إدارة المهرجان، عن الهدف من جمع هذه الطاقات السينمائية والكفاءات الفنية ضمن شبكة تفاعلية واحدة من خلال المهرجان، ليكون موقعا مناسبا لعرض التجارب السينمائية في برنامج متكامل، سعيا لتطوير الإنتاج السينمائي في المملكة. وتابع الحديث الأستاذ محمد سلمان، وهو مسؤول عن إدارة المسابقات في الجمعية عن أثر السينما في الثقافة العامة للمجتمع واستمرار عرضها، حين أكد أن تجربة المهرجان أثبتت أن هناك نتاجا سينمائيا في المملكة، وهو بحاجة إلى مزيد من الدعم وتوفير البيئة الحاضنة لتطوير هذا النوع من الفن، وفي معرض حديثه، أشار إلى دور الجمعية في هذا الشأن، بعرضها المجاني الأسبوعي للأفلام السينمائية، ودعمها عدداً من الأفلام القصيرة.

بعد ذلك، تناول الحديث الكاتب المسرحي الأستاذ عباس الحايك، وهو فائز في مسابقة السيناريو بالنخلة الذهبية عن فيلم “نذر”، مستعرضا فوزه في المهرجان في دورتيه الأولى والثانية، وحيث في حديثه عن أن فوزه الأول شجعه للتقدم في هذا المهرجان، برغم عدم ثقته بالفوز للمرة الثانية. وتكلم الحايك عن الإضافة النوعية في المهرجان وهي الزخم الإعلامي من مختلف دور الصحافة المحلية والدولية، كما أن لإجتماع الفنانين والفنانات من مختلف مناطق المملكة رونقا جماليا وإنسانيا هاما لتدوير الحركة الفنية وتحريكها بين أيدي المهتمين والعامة. وأضاف أن الكثيرين في خارج المملكة يجهلون وجود حركة مسرحية أو سينمائية في السعودية على الرغم من قدمها ومن تفاعلها الاجتماعي، مؤكدا على ضرورة إبرازها إعلاميا بالصورة اللائقة والداعمة لها.

بعد ذلك تم عرض فلم “نملة آدم” والذي تدور أحداثه حول حياة سجين انفرادي مع نملة رافقها في زنزانته وهو مأخوذ من قصة حقيقية، حيث كان يقضي وقته الطويل والمنفرد في مداعبتها والحديث معها، متمنيا أن يتمتع بذات الحرية والحركة التي تتمتع بها النملة. وقد فاز مخرج ومنفذ الفلم مهنا عبد الله بجائزة النخلة البرونزية عن الأفلام الروائية في المهرجان، وتحدث عن تجربته في التقاط فكرة الفلم وعن العقبات التي واجهها في تصويره مع النمل وضبط حركاتهم ومساراتهم.
كما تم عرض فلم “الحمل” لمحمد الشاهين والذي فاز بجائزة النخلة الفضية عن الأفلام الوثائقية في المهرجان ويحكي حياة انسان عامل بسيط يمتهن الحمالة في سوق “واقف” الشعبي بقطر، ويتناول جوانب مختلفة من حياته وأسرته الموجودة في مصر، وجهاده من أجل توفير لقمة العيش كي ينجحوا في حياتهم، ويتجنبون الوضع الذي يعيشه هو.

وبدأت بعد ذلك مداخلات الحضور، فتحدث الاستاذ اسحق صفوان عن سبب عدم اشراك ممثلين آخرين في فلم “نملة آدم”، واثنى الاستاذ حسن الغانم على جودة العمل الفني وجاذبيته في هذا الفلم، وتساءل الأستاذ محمد آل حطاب عن المعوقات والتكاليف المالية لهذه الأعمال الفنية. أما الإعلامي حسين السنونة فتحدث عن المعوقات السياسية والاجتماعية التي تعترض العمل السينمائي، كما طرح الشاعر حسن السبع تساؤلا حول نافذة الأمل وبصيص الضوء في أحداث الفلم حيث أنه انتهى بلا أمل. وأشارت الأستاذة بتول ال قريش عن ضرورة ادخال التقنيات الفنية الجديدة الجاذبة والأفكار الإبداعية في العمل السينمائي المحلي، وانتقدت الأستاذة غدير جواد ضعف التغطية الإعلامية للمهرجان في وسائل التواصل الإجتماعي.

واختتم اللقاء الأستاذ أحمد الملا مجيبا على المداخلات والإستفسارات، وموضحا أن المهرجان تناول أفلاما لها علاقو بقضايا اجتماعية وحقوقية من بينها فلم “ضائعون” الذي يتحدث عن فئة البدون في السعودية، إضافة لأفلام حول قضايا المرأة وغيرها.وشكر راعي المنتدى الأستاذ جعفر الشايب الحضور وإدارة المهرجان على تنظيمهم هذا اللقاء الذي اعتبره أثار العديد من الأسئلة والقضايا حول صناعة السينما لعلها تكون دافعة للمزيد من الانتاج المتواصل والمبدع.

 

لمشاهدة الصور اضغط هنا

 

التغطية الإعلامية

 

المحاضرة الكاملة:

 

 

قد يعجبك أيضاً

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافق أقرأ المزيد