منتدى الثلاثاء يطلق مشروع مهرجان القطيف الثقافي

4٬143

في بادرة ثقافية متميزة رحب بها مثقفوا المنطقة وضمن فعاليات موسمه الخامس عشر، طرح منتدى الثلاثاء الثقافي بالقطيف فكرة مشروع إقامة مهرجانا ثقافيا سنويا في القطيف، حيث نظم حوارا مفتوحا شارك فيه مجموعة من أبرز المثقفين والناشطين وذلك مساء الثلاثاء 25 جمادى الآخر 1436هـ الموافق 14 أبريل 2015م.

أدار الندوة الإعلامي المتألق محمد الحمادي، الذي أفتتح الحوار بمقدمة حول فكرة المشروع، باعتباره مقترحا رائدا على مستوى المنطقة، بما له من توجهات مختلفة عن بقية الفعاليات الترفيهية والتراثية التي تقام كل عام، وأكد على إمكانية إنجاح هذا المشروع، مستشهدا بتجارب أهالي المنطقة في عمل مهرجانات متنوعة؛ لاسيما وإن “القطيف” تزخر بالمواهب والكفاءات ولها تاريخ مشرف في العمل الثقافي. وأكد أن الأنشطة الثقافية القائمة في المنطقة تتميز بأنها أهلية وتعتمد على الامكانيات الذاتية والخبرات المحلية.

وألقى راعي المنتدى الأستاذ جعفر الشايب كلمة المنتدى، مُعرفا فيها بفكرة المشروع، والتي انطلقت من الحاجة إلى تطوير الحركة الثقافية في المنطقة، باعتبارها حاضنة لكافة المواهب والكفاءات والخبرات. وبين أن من ايجابيات مشروع المهرجان الثقافي هو ابراز مختلف هذه الفعاليات الثقافية على المستوى الوطني وخلق بيئة تفاعلية مع المحيط وتكثيف البرامج الثقافية في فترة زمنية محددة. وفي الوقت الذي أشار فيه إلى وجود بعض المصاعب والتحديات، إلا أنه أكد على قدرة أبناء المنطقة في توحيد جهودهم وبرامجهم المتنوعة.

بدأ الكاتب والشاعر حسن السبع حديثه حول الجانب الأدبي في المهرجان، حيث سلط الضوء على أساسيات إنطلاق مشروع المهرجان، وشدد على أهمية تحديد الأهداف في المشروع. وأوضح أنه على الرغم من وجود مشتركات في المهرجانات، إلا أن الفلسفة المختلفة لك برنامج هي الدافع وراء حماسة القائمين على المشروع، مؤكدا على تنشيط العمل الثقافي في المجتمع لكونه الضمان لمستقبله في مقابل حالة التخلف والجهل.

وأشار السبع إلى التحديات والمعوقات التي عادة ما تواجه مثل هذه المهرجانات، كقلة الإمكانات والعزوف عن الإنفاق. كما قدم مقترحات متعلقة بالمجال الأدبي، من بينها إقامة أمسيات شعرية وقصصية، واستضافة بعض كتاب الرواية والنقاد الروائيين، وعقد ندوات تتناول الثقافات الأخرى شرقا وغربا، وإحياء أمسيات شعرية وقصصية للأصوات الشابة والواعدة، وإعداد معرض كتاب يتم توقيع الكتب فيه، وإقامة معرض لتدوير الكتب واستبدالها دون مقابل مادي، وتخصيص جناح لثقافة الأطفال والناشئة ومواهبهم، وتكريم شخصية ثقافية وأدبية كل عام، واطلاق جائزة مهرجان القطيف الثقافي للإبداع في مجالات متنوعة.

وتناول الفنان عبدالعظيم الضامن الحديث حول مجالات الفنون البصرية؛ كالتشكيل، والتصوير، والخط العربي، مؤكدا على توافر الكفاءات والمواهب بغزارة عالية في المنطقة، ووجود جماعات في مجالات الفن المتعددة، والتي سيكون المهرجان فرصة ذهبية لتلاقي هذا التنوع الفني الكمي والنوعي. وأقترح تخصيص أماكن مناسبة لمختلف هذه الفعاليات؛ كمعرض للتصوير الضوئي وتكريم الشخصيات الفنية الرائدة في كل مجال. وبين أن الخط العربي يحظى باهتمام كبير من قبل فناني المنطقة الذين حققوا جوائز عديدة فيه، ولديهم انتاجا فنيا غزيرا، مما يعني امكانية نجاح هذه البرامج. وحول الفنون التشكيلية، أكد الضامن أن هناك امكانية لإقامة معارض متنوعة، وتخصيص أقسام لورش التدريب على الرسم والأعمال الفنية. ولفت الإنتباه إلى أهمية تطوير المعرض الفني الحسيني ليكون شاملاً لأنواع الفنون المختلفة، كما أشار إلى أهمية تنظيم أمسيات ثقافية ضمن فعاليات المعارض الفنية من أجل تأميد العلاقة بين الفن والأدب.

وفي مجال التراث والتاريخ، أكد الأستاذ عبد الرسول الغريافي على الحاجة لإنشاء جسر يربط بين الحضارة العريقة والحاضر المعاش، عبر برامج تفاعلية مع المجتمع. وقدم بعض التصورات الفاعلة؛ كجمع المقتنيات والمخطوطات الأثرية، وإبراز وإحياء بعض المناطق الأثرية كالقلاع والعيون وغيرها، وإعداد تصاميم جمالية تعكس حضارة وتاريخ المنطقة، وتزيين الشوارع والمتنزهات، واستغلال ظهور فناني الشوارع بتصاميم تبهر المارة لتكون معالم دائمة. واقترح أيضا فتح محلات متخصصة لبيع الهدايا التذكارية التراثية، وأشار في معرض حديثه إلى تكوين لجنة للتعريف ببعض المعالم القديمة لتنشيط الجانب السياحي بالتعاون مع الجهات المختصة ووضع خريطة سياحية للمنطقة، ورعاية الحرفيين والفنانين، وإنشاء متحف أو مبنى تقليدي كمعلم تراثي، وتنظيم استعراضات كرنفالية تساهم في ابراز أنثربولوجيا المجتمع.

وتحدث الأستاذ ماهر الغانم حول النشاط المسرحي، مستعرضا واقع التجارب المسرحية الناجحة لأبناء المنطقة، باعتبارها إنجازات نالت جوائز خارجية، بينما لا تنال اهتماما محليا ملموسا. ورأى الغانم ضرورة إعادة العروض المسرحية التي قدمت خارج المملكة، وتكريم بعض رواد المسرح، وتكوين منتخب لنجوم المسرح لمختلف الفئات العمرية، وإقامة عروض مسرحية متنوعة من خلال مسارح المدارس، والشارع، والمسرح المفتوح، والمسرح الفقير، وكذلك مسرح الأطفال.

واقترح الغانم تخصيص أماكن للورش التدريبية المسرحية، وإلقاء محاضرات حول تاريخ المسرح في المنطقة ودوره في الحراك الثقافي، كما أبرز أهمية تكريم رواد المسرح الذين عملوا داخل المنطقة وخارجها، وتنسيق إطار يجمع الفرق المسرحية المختلفة. وفي مجال الإنتاج الفني، شدد الأستاذ فاضل الشعلة، على ضرورة الإهتمام بالإنشاد والإنتاج الفني، نظرا لما تختزنه المحافظة من كفاءات ومواهب واعدة في المجالات الفنية، قُدر عددها بألف مبدع ومبدعة. وحول إنتاج الأفلام، أكد الشعلة بإن المنطقة فيها ٥٠ مجموعة فنية منتجة للأفلام، ولكنها لم تتحول لمؤسسات بل ظلت جماعات معزولة، ودعى إلى صناعة أفلام توثيقية للتراث والتاريخ وشخصيات معينة، وكذلك تحفيز الشباب على الإنتاج الفني الإحترافي عبر عمل مسابقات للأفلام التوثيقية المتنوعة، ويتم إعلان نتائج المسابقة خلال أيام المهرجان.

بعد عروض المتحدثين، فتح المجال أمام الحضور للحوار المفتوح حول فكرة المهرجان، فعلقت الأستاذة هدى القصاب على الأطروحات بأنها آمالا وردية يجب رعايتها والإعلان عنها لأنها تساهم في استيعاب حركة الشباب وتنمية الأنشطة الثقافية ورفع مستوى الحس بالجمال والفنون. كما طرح الدكتور حسن البريكيرأن المبادرات الثقافية القائمة جاءت نتيجة لاندفاع داخلي شخصي، بينما وجود غطاء مؤسسي واحد قد يحولها إلى حالة مترهلة بسبب البيروقراطية، كما أوضح أنه يخالف المبالغة في ابراز الإنتماء الخاص للمحافظة، بل ينبغي جعله لونا اجتماعيا عاما.ولفت الأستاذ صالح عمير إلى ضرورة الإهتمام بنشر ثقافة المحبة والخير للجميع، وجمع كل الجهات مع تنوعها في أنشطة وبرامج المهرجان.

وأكد الأستاذ مصطفى الشعلة أن المهرجان سيصنع فرصا لتذويب الحواجز بين المتنافسين في المنطقة وإيجاد أرضية جيدة للتعاون بينهم، وأنه سيكون فرصة للإنفتاح على مختلف الأنشطة الثقافية الوطنية. وتساءل الأستاذ زكي ابو السعود حول أوجه الاختلاف بين هذا المهرجان والمهرجانات التراثية الترفيهية القائمة كمهرجان الدوخلة وواحتنا فرحانة، ورأى تركيز الجهود في مهرجان واحد في المحافظة بدلا من تعدد مواقعه، كما طالب بالاستعانة بنقاد من خارج المحافظة لئلا ينعزل أهالي المنطقة عن المحيط الخارجي.

وبصورة مشابهة، تحدث الأستاذ أمين الزهيري معتقدا أن إقامة مهرجان جديد قد يشكل عبئا إضافيا من الناحية المالية، خاصة وأن الجانب الثقافي مركز ومكثف في هذا المهرجان المقترح. ورأى الأستاذ زكي البحارنة إبراز نقاط التميز في فكرة المشروع الجديد التي تشكل بوصلته للعمل بصورة تختلف عن بقية الأنشطة الثقافية القائمة. وأثنى الأستاذ جعفر النصر على فكرة المشروع مؤكدا على ضرورة الانفتاح على المحيط الثقافي العام في المنطقة، وأخذ المبادرة لتشكيل فريق عمل لمتابعة الفكرة. كما أكدت الأستاذة رائدة السبع على ضرورة تأكيد حضور المرأة وبقية الفئات الاجتماعية كالطفل والشباب وأخذ ذلك بعين الإعتبار في المشاركة في فعاليات المهرجان.

ومن الجدير ذكره ن المنتدى استضاف في بداية اللقاء مبادرة يوم العلم التطوعي في بلدة أم الحمام، حيث ألقى في بداية الأمسية الأستاذ علي العوامي كلمة حول المبادرة استعرض فيها بعض الأنشطة التي تم تنفيذها كالقيام بأعمال النظافة للبلدة، ووضع اللوحات الترحيبية والإرشادية في الشوارع، ودهان المطبات الاصطناعية والأرصفة. وذكر أن المبادرة تظافرت جهودها مع عدة مؤسسات أهلية، وضمت عددا من المشاركين يقارب 250 شابا، كما حظيت المبادرة بتكريم من أمير المنطقة الشرقية في لقائاته الأسبوعية، نظير جهودها في رفع مستوى الوعي لدى المواطنين.

 

لمشاهدة الصور اضغط هنا

 

التغطية الإعلامية

 

المحاضرة الكاملة:

 

 

 

قد يعجبك أيضاً

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافق أقرأ المزيد