ضرورة الإنفتاح الإجتماعي

5٬449

ألقى الأستاذ علي بن حسين الملا، عضو مجلس المنطقة الشرقية مساء الثلاثاء الماضي الموافق 27/10/1423هـ كلمة في منتدى الثلاثاء الثقافي بالقطيف حول “الانفتاح ودوره في تعزيز الوحدة الإجتماعية”، حيث رحب الأستاذ جعفر الشايب الذي يستضيف المنتدى في منزله منذ أكثر من سنتين بضيف الندوة والحضور مؤكدا على أهمية موضوع الانفتاح على الآخرين ومشيرا إلى الدور الهام الذي يقوم به المنتدى في هذا المجال من خلال استضافته لمثقفين وفاعليات ثقافية واجتماعية من مختلف التيارات والاتجاهات الفكرية والمذهبية.

وقدم المحاضر الأستاذ محمد النمر رئيس تحرير مجلة الواحة الذي استعرض التاريخ العملي والمهني للضيف المحاضر مشيرا إلى دوره الاجتماعي المتعدد ومشاركاته في مجالس الغرفة التجارية واللجان الأهلية وانفتاحه على مختلف الجهات الإجتماعية.وأكد الأستاذ علي الملا في بداية حديثه على أهمية الانفتاح على الآخر وضرورته لما في ذلك من مكاسب للطرفين على أن يكون بوعي وإدراك ودافع لحالة التعايش الإيجابي بين أفراد المجتمع، كما أشار إلى أن الانفتاح يساهم في التخفيف من حدة التشنجات الاجتماعية وحالات العداء وينمي روح التسامح، وأوضح بعض العقبات التي تقف أمام تقارب وانفتاح بعض أفراد المجتمع مع بعضهم البعض ومنها الجهل والتعصب وانعدام المبادرة، وذكر الأستاذ علي الملا في محاضرته الحضور بالنتائج السلبية الناتجة عن التقوقع والانغلاق مشيرا إلى مشكلة رسم صورة نمطية سلبية للآخر تؤدي إلى عدم الانفتاح عليه وبالتالي عدم التعاون معه في أي مجال.

وأوضح في كلمته أن مجتمعنا السعودي يتميز بتنوع اجتماعي متجانس وأن الظروف الاقتصادية التي مرت بها المنطقة الشرقية طوال السنوات الماضية جعلت منها محطة لاستقبال أبناء الوطن من مختلف المناطق مما يعطي مجالا مناسبا للتعارف والانفتاح على الآخرين، ونبه إلى دور الأهالي في تنمية الخدمات المحلية وسد النواقص عبر تعاونهم المشترك لخدمة مجتمعهم وتنمية القدرات والكفاءات الذاتية، وأشار في ختام حديثه الذي اتسم بالبساطة وعمق التجربة إلى أهمية البحث عن القواسم المشتركة مع الآخر وسيادة أجواء المحبة وصياغة مشاريع عمل مشتركة وتنمية الوعي الاجتماعي.

بعد ذلك فتح الباب للحوار والمناقشة حول الموضوع حيث طرحت العديد من الأفكار والمقترحات في هذا المجال المهم، فاستعرض احد المعقبين ضرورة وجود آليات مناسبة لتطبيق هذه الأفكار وتدويرها بين أفراد المجتمع مؤكدا على أن حالة التعايش يمكن أن تتم من خلال من يملك القدرة عبر إيجاد مناخ اجتماعي مناسب يراعي فيه احتياجات جميع أبناء المجتمع، كما عقب أحد الحضور حول معوقات الانفتاح على الآخر مركزا على الجوانب الذاتية ومنها غياب الرؤية الإستراتيجية وتعدد المواقف من هذه الموضوع وضعف الانسجام مع الآخر ودعا إلى معالجة هذه النواقص لتجاوز حالة الانغلاق والتقوقع.

وأكد احد المعقبين على أهمية تجلية مفهوم الانفتاح والتعايش والاتفاق على قبول كل طرف كما هو بدون أية مكابرة وضرورة الالتزام بمتطلبات التعايش من كل طرف، كما أشار إلى المفهوم الذي نادى به المرحوم شمس الدين حول بلورة “العيش الواحد” بدلا من “التعايش المشترك” بما يحمله هذا المفهوم من معان سامية تشمل تكافؤ الفرص والمساواة والعدالة والحماية القانونية.

وتطرق أحد المتحدثين إلى مفهوم الوحدة الوطنية وبلورتها نظريا على أسس جديدة متناسبة مع التطورات الفكرية والاجتماعية بحيث تتضمن احتضان جميع النزعات الوحدوية وبوتقتها في إطار شامل يتناسب مع حاجة المجتمع بأطيافه المتعددة.وأشار أحد المتحدثين إلى أن التطورات القائمة في المنطقة تعطي فرصة مناسبة لمراجعة استراتيجيات الانفتاح الاجتماعي منوها إلى دور المنتدى في خلق أرضية مناسبة للحوار والانفتاح بين أفراد المجتمع.

 

قد يعجبك أيضاً

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافق أقرأ المزيد