دور الخطاب الديني في وحدة المجتمع

3٬531

ألقى الشيخ محمود السيف محاضرة في منتدى الثلاثاء الثقافي بالقطيف مساء الثلاثاء 19/11/1424هـ تحت عنوان “دور الخطاب الديني في وحدة المجتمع”، وقد قدم المحاضر الكاتب المعروف الأستاذ محمد المحفوظ الذي عرف المحاضر من خلال أنشطته الإجتماعية والدينية المختلفة وأعماله الثقافية حيث تتعدد أسفاره ومهامه التبليغية إلى أماكن مختلفة من العالم.

وقد شارك في الندوة الأسبوعية التي يرعاها الأستاذ جعفر الشايب العديد من المهتمين بالشأن الإجتماعي من مثقفين وكتاب وإعلاميين وعلماء دين. بدأ السيف محاضرته القيمة بمحاولة تلمس مفاهيم الخطاب الديني ودراسته على مختلف الأصعدة المنبرية والثقافية كالكتب ووسائل الإعلام المختلفة، معتبرا إياه من أبرز توجهات المرحلة الحاضرة حيث يتسم بالإنتشار والتنوع، وفي قراءة أولية لهذا الخطاب شرح الشيخ محمود السيف تعددية الطرح واختلافه استنادا على الظروف المحيطة وعلى الجهات التي تروج له، وأكد على أنه ليس هنالك خطاب ديني واحد بل توجد عدة خطابات ذات اتجاهات متباينة ومتعددة الأغراض.

وانتقد في سياق محاضرته حالة الجمود والتراثية التي تسود مجمل الخطاب الديني وتعرقل مسيرته لأن بعضه لا يتفاعل مع ما حوله من أحداث وقضايا مستجدة، كما أن أساليب العرض لا زالت محدودة ولم تتطور بما يتناسب مع التطور التقني في المجتمع.

ومن ناحية أخرى، دافع السيف عن أهمية ومركزية الخطاب الديني كونه حاميا للثوابت الدينية وحصنا للمجتمع من الإنحراف والسير في اتجاهات مخالفة للدين والقيم الدينية، وحث في جانب آخر من محاضرته على التواصل بين مختلف الفئات الإجتماعية بهدف تقييم الخطاب الديني ومعرفة مدى ملاءمته لحاجات المجتمع وقضاياه، وأمد على ضرورة البحث في تطوير الخطاب الديني ومسايرته لواقع المجتمع وحاضره.

وحول دور الخطاب الديني في وحدة المجتمع، أشار الشيخ السيف إلى وجود اتجاهات متزمتة تحرف الخطاب الديني من مساره الصحيح الداعي إلى وحدة المجتمع وتحوله إلى أداة لتمزيق هذه الوحدة وبث الفتنة والفرقة بين أفراد المجتمع، وحمل أبناء المجتمع وخاصة المثقفين منهم مسئولية القيام بواجبهم للحيلولة دون ذلك عبر التواصل مع القائمين على الخطاب الديني وتوضيح الإشكاليات الحقيقية لهم واقتراح بدائل إيجابية تدفع باتجاه الوحدة الإجتماعية.

وبعد انتهائه من محاضرته، استقبل الشيخ محمود السيف أسئلة ومداخلات الحضور التي تنوعت لتشمل الأبعاد الثقافية والإجتماعية للخطاب الديني واتسمت بالصراحة والجرأة في نقد الخطاب الديني وضرورة تطويره.

 

قد يعجبك أيضاً

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافق أقرأ المزيد