حقوق الإنسان بين النظرية والتطبيق

3٬869

استضاف منتدى الثلاثاء الثقافي بالقطيف في ندوته الأسبوعية التي انعقدت بتاريخ 21 صفر 1424هـ الموافق 22 أبريل 2003م الأستاذ عبد الهادي الخواجة المدير التنفيذي لمركز البحرين لحقوق الإنسان الذي تحدث عن موضوع “حقوق الإنسان بين النظرية والتطبيق”، وأدار الندوة الأستاذ محمد النمر رئيس تحرير مجلة الواحة وحضرها العديد من المثقفين والمهتمين، تحدث المحاضر في البداية عن تعريف مفهوم “حقوق الإنسان” استنادا على المواثيق والأعراف الدولية، وأكد على ضرورة النظرة الشاملة لقضايا حقوق الإنسان واعتبارها وحدة متكاملة (ثلاثين حقا مدرجة في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان) وتشمل الحقوق الشخصية والإقتصادية والإجتماعية والسياسية وغيرها.

ثم انتقل للحديث عن علاقة مفهوم “حقوق الإنسان” المتداول عالميا مع المفاهيم الإسلامية مؤكدا على أن الدين الإسلامي قد سبق القوانين الدولية في الإعتراف بحقوق الإنسان وإلزامها في المجتمع الإسلامي، وبين أن أغلب الإسلاميين من مفكرين ومثقفين وعلماء يقبلون بمضامين الوثائق الدولية لحقوق الإنسان ويقرونها مع بعض التحفظات المحدودة لدى قسم منهم مشيرا إلى أن الإعلان العالمي لحقوق الإنسان تمت صياغته بعد تجربة مريرة وانتهاكات كبيرة لحقوق الإنسان وخاصة إبان الحربين العالميتين.

وعن مصادر الإشكال بين الرؤيتين تحدث الأستاذ الخواجة – الذي مارس العمل الميداني في هذا المجال لسنوات طويلة – عن ذلك وحدد ثلاث مراكز مؤثرة في هذا الموضوع وهي المتحررون الغربيون الذين يطرحون الأبعاد التحررية الشاملة في مجال حقوق الإنسان والتي تتعارض مع الثقافة الشرقية ويريدون فرضها على هذه المجتمعات، والحكومات التي تثير التناقض دوما مع هذه الوثائق لئلا تفسح المجال لتطبيقها بحجج مختلفة، والقوى الغير إسلامية ضمن صراعها الإيدلوجي مع الإسلاميين.وشرح الأستاذ الخواجة في حديثة أن معظم الخلافات القائمة هي عملية وليست نظرية حيث تكمن في تطبيق هذه العهود والمواثيق وآليات تنفيذها، منبها إلى ضرورة اعتماد هذه المواثيق كمرجعية لتكون أرضية مشتركة للتعاطي مع الأخر في العالم الشرقي والغربي لما تحتويه من قيم ومبادئ.

ومن الناحية التطبيقية، تحدث المحاضر أهمية معرفة اللغة الحقوقية لحقوق الإنسان والتعاطي بها، كما أشار إلى ازدواجية المعايير لدى الغربيين وخاصة بين الدول الحليفة والعادية لهم حيث أن هذه الدول الغربية كانت سببا في تأخير طرح قضايا حقوق الإنسان في بعض أجزاء عالمنا العربي، ولكن لكون قوى المجتمع المدني فيها فاعلة مؤثرة فقد لعبت دورا مهما في تفعيل قضايا حقوق الإنسان.

وأكد المحاضر على أن هنالك نهضة حقوقية كبيرة حاليا في هذا المجال، وأشار إلى عدة توصيات في هذا المجال أبرزها: ضرورة تنمية وعي المجتمع بقضايا حقوق الإنسان، بناء الكوادر المتخصصة في مجال حقوق الإنسان، مراعاة الخطاب الحقوقي ضمن التوجهات الدينية وقيم المجتمع، وضرورة فصل المسار الحقوقي عن المسار السياسي.

واستعرض الأستاذ الخواجة في نهاية حديثه تجربة العمل في مركز البحرين لحقوق الإنسان وما قام به من إنجازات في خدمة قضايا المجتمع وتعزيز وحدته، وبعد اللقاء أجاب المحاضر على أسئلة الحضور وتعقيباتهم المختلفة والمتعلقة بموضوع الندوة.

 

قد يعجبك أيضاً

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافق أقرأ المزيد