تحت عنوان “المرأة السعودية وتحديات المرحلة”، أقام منتدى الثلاثاء الثقافي مساء الثلاثاء 4 شعبان 1443هـ الموافق 8 مارس 2022م احتفالية ثقافية بمشاركة عدد كبير من القيادات الاجتماعية والثقافية النسائية، حيث تحدثت في الندوة الدكتورة نهاد الجشي العضو السابق في مجلس الشورى، كما شاركت الدكتورة ثريا العريض كضيف شرف في الندوة التي أدارتها الاعلامية مريم الخضراوي.
وافتتح الحفل بمجموعة بفعاليات مصاحبة لمجموعة من النساء المنجزات، بدأتها الفنانة منى الشيخ التي أقامت معرضا تشكيليا لأعمالها المتعلقة أساسا بموقعية ومكانة المرأة وتحدثت عن مسيرتها الفنية التي تنوعت فيها أساليبها وانعكست على أعمالها، ثم تبعتها الشاعرة رباب آل اسماعيل التي تحدثت أيضا عن تجربتها في كتابة الشعر والدواوين التي أصدرتها، حيث عرفت بديوانها الذي صدر مؤخرا “الخسارات تهون على بعضها”. وشاركت طالبة الدكتوراة إيمان القلاف متحدثة عن انجازاتها العلمية في مجال الأبحاث الصحية في جامعة جنيف في موضوع العلاقة بين المأخوذ الغذائي والرياضة على صحة الانسان لعينة كبيرة وشاملة من الناس، كما تحدثت الدكتورة بتول المرزوق عن مشروعها العلمي “العلوم المفتوحة” والعديد من أبحاثها في المجال الصحي في الجامعات البريطانية ومركز الملك فيصل.
وافتتحت الحفل الاستاذة مريم الخضراوي بكلمة حول موقعية المرأة ومكانتها في المجتمع مؤكدة على أهمية المساواة بين الجنسين وتجاوز الاشكالات القائمة في هذا المجال، تلتها كلمة المنتدى التي ألقتها الأستاذة هدى الناصر مستعرضة تاريخ اليوم العالمي للمرأة ومؤكدة على اهتمام المنتدى بتفعيل وإحياء هذه المناسبة سنويا وعلى التنبه لمواضيع وقضايا المرأة مبكرا من خلال الندوات والفعاليات التي نظمها، وطالبت في كلمتها بتفعيل التشريعات والقوانين وكذلك العمل على تغيير الصورة النمطية التقليدية من خلال التجديد في الاطروحات الثقافية والفقهية التي تخص شأن المرأة.
وعرفت مديرة اللقاء المحاضرة الدكتورة نهاد الجشي بأنها حاصلة على بكالوريوس الطب والجراحة من جامعة الملك سعود بالرياض، ودبلوم أمراض الأطفال في دبلن بأيرلندا، نالت درجة الدكتوراه في طب الأطفال من المجلس الأردني للاختصاصات الطبية، في أمراض الأطفال حديثي الولادة. وقد تقلدت عدة مناصب طبية وادارية في مراكز صحية، كما عملت ضمن برنامج التخصص بطب الأطفال بمستشفى الملك خالد الجامعي بالرياض، وهي عضو سابق في محلس الشورى السعودي، وشاركت في وفود رسمية عديدة، كما أنها عضو مؤسس في العديد من الجمعيات الطبية والاجتماعية.
بدأت الدكتورة نهاد الجشي حديثها بالإشارة للأدوار الرئيسية التي لعبتها المرأة في الحياة الاجتماعية من خلال مجالات الرعاية والدعم، التربية والتعليم، العمل كعنصر منتج، موضحة أنه حدثت هناك تحولات اجتماعية أثرت على دور المرأة وخاصة مع بدء مرحلة إكتشاف البترول والطفرة الاقتصادية، وبدء التعليم الحكومي عام 1960م، ثم أخيرا مع برامج الإبتعاث للخارج. وأشارت لمعالم تطور التشريعات والاجراءات المتعلقة بالمرأة طوال الفترة الماضية ومن بينها زيادة فرص ومجالات عمل المرأة (2004م)، تشغيل النساء في أقسام وفروع المنشآت الخاصة (2005م)، تحديد ضوابط تشغيل النساء في نظام العمل (2005م)، زيادة الطاقة الاستيعابية للتدريب التقني والمهني والبرامج الصحية وبرامج التوظيف الإلكتروني للمرأة (2009م)، التوسع في توظيف المواطنات الراغبات في العمل ضمن استراتيجية التوظيف السعودية (2009م)، توسيع دائرة العمل للمرأة في الوزارات والقطاعات الحكومية والأهلية وفي المدن الصناعية (2011م)، تعيين النساء في مجلس الشورى بما لا يقل عن 20% من الأعضاء (2013م)، إلزام النساء باستخراج الهوية الوطنية (2013م)، مشاركة المرأة في انتخابات المجالس البلدية كمرشحة وناخبة (2014م).
وتحدثت الدكتورة الجشي بعد ذلك حول موقعية المرأة في رؤية 2030 والتي نصت على «أن المرأة السعودية تعد عنصرًا مهمًّا من عناصر قوة المملكة، وسنستمر في تنمية مواهبها واستثمار طاقاتها وتمكينها من الحصول على الفرص المناسبة لبناء مستقبلها والإسهام في تنمية مجتمعنا واقتصادنا». واضافت أن وثيقة برنامج التحول الوطني ذكرت أبرز التحديات التي تواجه المرأة السعودية ومن بينها: محدودية الوعي بدور المرأة الإيجابي في سوق العمل ومساهمتها في التنمية الاقتصادية وزيادة الناتج المحلي، ومحدودية برامج التدريب والتطوير لرفع كفاءة المرأة، وضعف تمثيل المرأة في المناصب القيادية. وأشارت إلى أن وثيقة برنامج جودة الحياة
أكدت على تشجيع المرأة على العمل تمشيًا مع أفضل البلدان عيشًا، وتحقيق المشاركة الكاملة للمرأة في المجتمع، ووضع التشريعات اللازمة لإدماج المرأة في جميع قطاعات سوق العمل، وزيادة الوعي بأهمية مشاركة المرأة في سوق العمل، وتعزيز إدماج المرأة في الرياضة وتنويع أنشطتها داخل القطاع.
وعددت الدكتورة نهاد الجشي مجالات التطور في وضع المرأة السعودية على الصعيد التعليمي والصحي والاجتماعي، منوهة بأبرز الانجازات التي تمت في هذه المجالات، فذكرت أن ترتيب المملكة قفز 56 مرتبة في تقرير “المرأة وأنشطة الأعمال والقانون” الصادر عن البنك الدولي في عام 2020م، و37 مرتبة في عام 2021م، وأن زيادة مشاركة المرأة السعودية في القوى العاملة قفزت من 25.9% في الربع الأول من عام 2020م إلى33,2% في الربع الرابع من نفس العام، كما حصل انخفاض معدل البطالة للسعوديات إلى 24,4% خلال الربع الرابع من 2020 مقابل 30,2% في الربع السابق، وأوضحت النتائج أن المرأة السعودية تشارك في التنمية بنسبة 69% من المشاركة المثلى، كما تشارك في التنمية من الجانب التنظيمي – مواقع صنع القرار – بنسبة 13%. كما أوضحت أن من بين التحديات الذاتية التي تواجهها المرأة موضوع الحرية والخيار الذاتي – مسؤولية القرار – وتحدي البناء الذاتي كالتدريب والتأهيل وإمتلاك الأدوات الحديثة، والتطور المعرفي، والانفتاح على الثقافات الأخرى، والحفاظ على الهوية، والتنافسية المكافئة.
وعددت في نهاية محاضرتها عدة توصيات من بينها السعي لتكريس التوازن الإجتماعي وصياغة الوعي بالتكامل النوعي والعلاقات الندية والإبتعاد عن أسلوب الغلبة والتغالب في ظل التشريعات التي حفظت حقوق الجميع، والعمل على الحفاظ على الكيان الأسري وتكريس الوعي بأهمية الأسرة وتماسكها في إستقرار البناءالإجتماعي والإنساني، والحفاظ على الهوية الوطنية والدينية والمحلية واحترام التنوع الحضاري والفكري والإجتماعي، وإغتنام الفرص المتاحة للتطوير الذاتي بالإلتحاق بالبرامج التاهيلية والتدريبية ومواكبة التطور التقني والإلمام بإستخدام وسائط التواصل الإجتماعية وزيادة الخبرة العملية، ومواكبة التطورات والتحولات بوعي وتقييم موضوعي ونقد بناء.
بدأت مداخلات الحضور في الحفل بتعقيب من الاستاذ نادر الابراهيم حول الآثار السلبية التي قد تتولد مع هذه التحولات الاجتماعية الكبيرة كارتفاع نسب الطلاق مثلا، وتساءلت الأستاذة عالية آل فريد حول قانون الأحوال الشخصية وضرورته وعن مدى تانيث دوائر القضاء. وعلق الأستاذ مبارك الميلاد عن مستقبل المرأة وآفاق التطورات في وضعها في ظل التحولات القائمة، طرحت الدكتورة فاطمة الابراهيم تساؤلا يتعلق بوضع المرأة بعد 2030 وتحقق أهداف الرؤية. وأكد الاستاذ صالح العمير على ضرورة الاهتمام بالاستقرار الأسري في ظل هذه التحولات مشيرا إلى وضع المرأة في المراحل السابقة التي كانت فيها شريكة وفاعلة، وأشار الأستاذ فوزي الدهان إلى الارهاصات التي تواكب حالات التحول الاجتماعي.
وذكر الاستاذ علوي الخباز أن المراة كانت فاعلة وناشطة في المجال الاجتماعي مستشهدا بنماذج من الوضع في القطيف، وطالب الدكتور عبد العزيز الحميدي بضرورة المساواة في المقاعد الدراسية بين الجنسين وبين أبناء مختلف المناطق. وتحدثت ضيف شرف الندوة الدكتورة ثريا العريض عن تجربتها الطويلة في التعاطي مع تطورات وضع المرأة التي كانت محرومة في بعض المراحل من الاعتراف بشخصيتها الاعتبارية وخاصة في المحاكم والتعريف بها من قبل ذكرين لقبول أي معاملة لها في المحكمة، مشيرة إلى قوة الاجراءات التي قدمتها رؤية 2030.
لمشاهدة المحاضرة على اليوتيوب:
الفنانة منى الشيخ – “المعرض الفني”:
كلمة الدكتورة إيمان القلاف – “تكريم شخصيات”:
كلمة الدكتورة بتول المرزوق – “تكريم شخصيات”:
كلمة المنتدى – “الأستاذة هدى الناصر”:
كلمة الأستاذة رباب إسماعيل – “الخسارات تهون على بعضها”:
كلمة ضيف شرف الأمسية | الدكتورة ثريا العريض: